آثار الابتعاد عن الله
حثّ الله -عز وجل- عباده على الاقتراب منه وطلب رضاه، وقد أعدّ لذلك ثوابا عظيما. ومن جهة أخرى، حذّر الله من الإعراض عنه وترك شريعته، مشيراً إلى أن في ذلك شقاءً في الحياة الدنيا والآخرة. فكل من يبتعد عن الله وشريعته يعرض نفسه لعذاب الدنيا، بينما تتحول نعم الله عليه إلى نقم ومشكلات، إذ أن سنّة الله -سبحانه وتعالى- تقضي بأن ينزل العذاب على أولئك الذين أعرضوا عنه وأنكروا شريعته ودينه. ومن أكبر الضرر الذي يصيب المعرضين عن الله -عز وجل- هو طمس قلوبهم، مما يمنعهم من فهم الدين واستيعابه بعد فترة طويلة من الإعراض، مما يؤدي إلى حرمانهم من النجاة والفضل العظيم. كما أن آثار الابتعاد تشمل بعث النفس الأمّارة بالسوء، التي لن تدعوهم للعمل بخير حتى ينالهم عذاب الله -عز وجل- في الآخرة.
الإعراض عن الله
يمكن أن يكون الإعراض عن الله -عز وجل- إعراضا كلياً أو جزئياً. وقد ورد في القرآن الكريم أن الإعراض عن الله يُعرف بالصّدود أو التوالي. ومعظم المعرضين عن شرع الله -سبحانه وتعالى- يبتعدون عنه بعد أن تبينت لهم الآيات والبينات، مما يوجب عليهم الإيمان والتوحيد. لذلك، حكم الله -تبارك وتعالى- عليهم، حيث أقيمت عليهم الحجة، وبالتالي استحقوا العذاب في الدنيا والآخرة إن لم ينتهوا عن إعراضهم. ويشير أهل العلم إلى أن سبب إعراض العباد يكمُن في حبهم للدنيا والاعتماد عليها، وأحياناً عدم توافق الالتزام بشرع الله مع رغباتهم وهواهم. فهم يقبلون على تطبيق شرع الله إذا كان ذلك لصالحهم، ولكنهم يعرضون عنه إذا تعارض مع مصالحهم.
العودة إلى الله
وفر الله -عز وجل- للعباد دائماً باب العودة والقرب منه، فمن يرغب في الرجوع إليه يمكنه اتباع خطوات معينة. وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد العبد على السير في طريق العودة إلى ربّه:
- التوبة إلى الله -عز وجل- وترك المعاصي والمحرمات التي كان يرتكبها العبد.
- الحرص على أداء الصلوات المفروضة بالطريقة التي ترضي الله -عز وجل-.
- تجنب الأماكن أو الرفاق الذين يضللون العبد ويبعدونه عن طريق الله -عز وجل-.
- الإكثار من الاستغفار والتوبة والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- المشاركة في المحاضرات والندوات والدروس الوعظية.