تأثيرات العنف ضد المرأة
ينجم عن العنف ضد المرأة عدة تأثيرات تتنوع بين الجسدية والنفسية والاقتصادية، بالإضافة إلى انعكاساته السلبية على الأسرة بشكل عام. وفيما يلي تفاصيل لكل نوع من هذه التأثيرات:
التأثيرات الجسدية للعنف ضد المرأة
يُعتبر العنف ضد المرأة قضية قائمة منذ زمن طويل، ولها آثار سلبية كبيرة على صحة المرأة الجسدية والنفسية. يظهر تأثير العنف بشكل فوري، ويعقبه آثار طويلة الأمد التي تكون ملموسة وغير ملموسة على النساء وأطفالهن. وقد أظهرت الدراسات والأبحاث المنجزة خلال العقدين الماضيين أن النساء المعنَّفات وأسرهن، اللواتي تعرضن للعنف الجسدي، يواجهن تدنياً أكبر في مستوى الصحة الجسدية والعقلية مقارنة بالنساء اللواتي لم يتعرضن لهذه الانتهاكات. وهذا يرجع إلى ضعف المناعة الناتج عن الحالة النفسية المتضررة، بالإضافة إلى إهمال الذات. وتتعرض النساء المعنَّفات لعدة أمراض مزمنة مثل الصداع وآلام الظهر، واضطرابات الجهاز الهضمي، ومشاكل القلب، إضافة إلى الاضطرابات العصبية كالإغماء ونوبات القلق.
تشمل الإصابات الناتجة عن الاعتداءات الجسدية والجنسية مجموعة واسعة من الأضرار، بدءًا من الكدمات الخفيفة إلى الكسور والإعاقات المزمنة التي تتطلب علاجات طبية متخصصة. وتعاني النساء الحوامل اللواتي يتعرضن للعنف من مشاكل صحية مثل فقر الدم وضعف الجهاز المناعي، مما يؤثر سلباً على تغذية الجنين ويعرض حياته للخطر نتيجة قلة وزنه.
التأثيرات النفسية للعنف ضد المرأة
تترك آثار العنف ضد المرأة آثاراً سلبية ملحوظة على المستوى النفسي، حيث تساهم هذه الممارسات العنيفة في تقليل شعور المرأة بقيمتها الذاتية وتعزيز الشعور بالضعف وعدم الثقة بالنفس. يؤثر ذلك سلبًا على صحتها العقلية ويشوش قدرتها على التفكير، مما ينعكس على قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلّة والتفاعل بشكل آمن ضمن المجتمع.
تظهر الأعراض النفسية الناتجة عن العنف بصورة مشابهة لتلك الناتجة عن أنواع أخرى من الكوارث والحروب، إذ تمر النساء المعنَّفات بمراحل متتابعة من الصدمة والإنكار والارتباك. وعندما يتكرر العنف، تصبح العواقب أكثر حدة، مما يؤدي إلى ضعف الشخصية وصعوبة في اتخاذ القرارات والتخطيط للمستقبل، بالإضافة إلى زيادة معدلات الاكتئاب ومحاولات الانتحار. تشير الأبحاث إلى أن النساء اللواتي يعانين من أدنى مستويات الرضا عن الحياة غالباً ما يكن قد تعرضن للعنف في وقت ما من حياتهن.
التأثيرات الاقتصادية للعنف ضد المرأة
تعتبر التأثيرات الاقتصادية للعنف مكلفة جداً، حيث تشمل التكاليف المترتبة على معالجة الأضرار الجسدية والنفسية التي تعاني منها النساء المعنَّفات. تتضمن هذه التكاليف المبالغ المدفوعة على العلاج النفسي لمساعدتهنّ في تجاوز الأضرار النفسية، مثل إدارة القلق والاكتئاب الذي قد ينجم عن سوء المعاملة. كما تتباين هذه التكاليف لتشمل نفقات المحاكم والشرطة والخدمات القانونية المعنية بمحاكمة الجناة والمعتدين، إضافة إلى التكلفة العالية لبرامج التوجيه والسلوكيات.
تتعرض النساء والفتيات المعنَّفات لانخفاض في تقدير الذات والقدرات، ما يؤثر سلبًا على تفاعلهنّ مع المجتمع وأدائهنّ الوظيفي. يؤدي ذلك إلى الوحدة والابتعاد عن التجمعات بسبب الاكتئاب والقلق، مما يجعلهن يشعرن بالتهديد إزاء أي تغيير. وبالتالي، يصبح العالم مكانًا مخيفًا وغير آمنٍ، مما ينعكس سلبًا على فعالية أدائهن الوظيفي وقد يؤدى لفقدان الوظيفة وتأثيره السلبي على الاقتصاد.
التأثيرات الأسرية للعنف ضد المرأة
آثار العنف ضد المرأة على الأطفال
يؤثر العنف الذي تتعرض له الأم بشكل مباشر وغير مباشر على الأطفال، فالأطفال يمكن أن يتعرضوا للإيذاء الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى نشأتهم في بيئة عائلية مشحونة بالتوتر. يؤثر ذلك على صحتهم النفسية، مما قد يؤدي إلى سلوكيات سلبية مثل العنف ضد الآخرين، وضعف الأداء الأكاديمي، وزيادة مستوى القلق والاكتئاب. وتؤدي هذه الآثار إلى عدم الإنتاجية والفجوات السلوكية عند المراهقين، وفي بعض الحالات، قد تصل الأمور إلى محاولات الانتحار.
آثار العنف ضد المرأة على الوضع الأسري
يساهم العنف الأسري في تفكك الأسر ويؤثر على إنتاجية جميع أفرادها وليس فقط المرأة المعنَّفة. يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة الأفراد على العمل وتوفير سبل العيش. تواجه الأسر التي تعاني من العنف مشاكل في تأمين النفقات الخاصة للعناية الصحية لأفرادها المعنَّفين. وعادةً ما تقتصر موارد دخل هذه الأسر على الوظائف الأساسية بسبب غياب الأنشطة الصحية الذهنية والجسدية، ما يمنع الأفراد من الالتزام بواجباتهم الوظيفية بسبب العوامل النفسية والجسدية السلبية.
للمزيد من المعلومات حول مفهوم العنف ضد المرأة، يمكنك قراءة المقال المتعلق بتعريف العنف ضد المرأة.