يُعتبر تعليم الأطفال آداب السلام من الأمور الضرورية التي يجب على المربين التركيز عليها. وقد ورد في الكتاب العزيز قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا).
وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن السلام هو التحية الشرعية، ويمثل دعوة للأمن والسلام من كل بلاء ومرض.
شرح آداب السلام للأطفال
استمد المسلمون الكثير من القيم الأخلاقية من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويُلزم المسلم بنشر آداب السلام بين الناس، والتي تشمل ما يلي:
الراكب يسلم على الماشي
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى المَاشِي، وَالمَاشِي عَلَى القَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثِيرِ).
- برغم وجود الراكب في سيارته، فإنه يُستحب أن يُسلم على الماشي في الطريق، وكذلك يجب على من يصعد على الدرج أن يُسلم على النازل.
الإحسان في الرد على السلام
قال الله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا). لذلك يتوجب علينا الرد على التحية بأفضل منها، فعندما يقول لنا أحدهم “السلام عليكم”، يجدر بنا أن نرد عليه “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته”.
السلام عند دخول البيت
وذكر الله تعالى: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً…). لذا، فإن قول “السلام عليكم” أفضل من أي تحية أخرى مثل “مرحبًا” أو “أهلًا” أو “كيف حالك؟”.
آداب أخرى للسلام
- يُفضل أن يسلم الصغير على الكبير، وفي حالة نسيان الصغير، فمن الجائز أن يبدأ الكبير بالسلام.
- من الآداب أن يسلم الماشي على الشخص القاعد، حيث كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يسلم على الأطفال عندما يمر بهم.
- يتوجب أن يسلم القليل على الكثير، وإذا تجاهل القليل ذلك، يمكن للمجموعة الأكبر أن تبادلهم السلام.
- يجب أن يتم السلام بصوت مسموع وأدب دون صراخ.
- يُستحب أن يترافق السلام بابتسامة ووجه بشوش.
طرق تعليم الأطفال آداب السلام
يُعد تعليم الأطفال آداب السلام منذ الصغر أمرًا بالغ الأهمية. ويمكن القيام بذلك من خلال:
- أن يتعرض الأطفال لنماذج إيجابية تُظهر كيفية إلقاء السلام والرد عليه، من خلال الآباء والأقارب والمحيطين بهم.
- يشمل ذلك تعليمهم الابتسامة والترحيب لدى إلقاء السلام، مما يُعزز هذه الآداب في نفوسهم منذ الصغر.
- تقديم الدعم للطفل في تعلم صيغة رد السلام، خاصة إذا كان خجولًا أو يجد صعوبة في تذكر الكلمات.
- يجب تكرار التحية أمام الطفل والتأكيد على أهمية السلام وفضائله.
- التكرار هو وسيلة فعالة في تعليم سلوكيات جديدة للأطفال.
مشروعية السلام
يُعتبر السلام شعيرة مشروعة بين المسلمين، لما له من آثار إيجابية على ترابطهم ومودتهم، وفقًا لما يلي:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تأمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).
- يستحب للمسلم أن يسلم على من يعرفه ومن لا يعرفه، حيث أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
- يذكر أن الطفيل بن أبي كعب قد تبع عبد الله بن عمر إلى السوق ليقوم بإلقاء السلام على الناس.
- وفي مرة، عندما سأله الطفيل عن سبب ذهابه للسوق، أجابه عبد الله أنه يذهب ليُسلم على الناس، مبينًا أهمية ذلك.
حكم الرد على السلام
شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم السلام والرد عليه كحق من حقوق المسلمين، ويتضح ذلك من خلال:
- قام الناس بأداء السلام كعادة معروفة قبل أن يتعرفوا على فضلها.
- لكن بعد علمهم بثواب السلام، أصبحوا يقومون به كوسيلة لكسب الأجر العظيم.
- يتوجب على المسلم أن يلتزم بكلمات السلام كما هي دون تعديل.
- التحية الصحيحة تكون بقولي: “السلام عليكم”، والرد يكون بـ”وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته”.
- السلام هو سنة مؤكدة، والرد عليه فرض عين إذا كان موجهاً لشخص معين، وفرض كفاية إذا كان للعديد من الأشخاص.
- الأفضل أن يقوم الجميع بالرد، ولكن يجب ألا يقل الرد عن ما قيل.
- ليس جائزًا التقليل من الرد على السلام، يقول الله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا).
- السنة أن يكون الرد بصوت مسموع حتى يسمعه من ألقى السلام.
فضل السلام
يُعتبر السلام من أفضل الأعمال في الدين الإسلامي وله ميزات كبيرة للمسلم، منها:
- روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن أحدهم سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإسلام، قال: “تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف”.
- كل جملة سلام تعود على المسلم بعشر حسنات، مما يزيد من حسناته.
- يساعد في تعزيز المودة والمحبة بين المسلمين.