آيات قرآنية تتناول الاختلاف بين الناس
عرض الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم آيات تتضمن أمثلة وصورًا متنوعة تعكس الاختلاف بين البشر، سواء كان ذلك الاختلاف ناتجًا عن اللون، اللغة، العرق، أو حتى الدين والعقائد. وفيما يلي بيان لبعض هذه الآيات.
الاختلاف في العرق، اللون، واللغة
لقد خلق الله -تعالى- البشر بشكل مختلف، وقسمهم إلى قبائل وأمم، حيث تتميز كل أمة بعاداتها وثقافتها ولغتها ولون بشرتها. فمن الواضح أن لكل أمة صفات وراثية فريدة تؤثر على مظهرهم، فتجد من بين الناس من يتصف بلون بشرة فاتح وآخرون بلون بشرة داكن، كما أن اللغات تتنوع بين عربية وأعجمية. كل هذه الاختلافات تعكس قدرة الله على الخلق والإبداع.
من الآيات التي تتحدث عن هذا الاختلاف في العرق واللون واللغة:
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
- (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).
- (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ).
الاختلاف في الدين
ترك الله -عز وجل- للإنسان حرية الاختيار بين الهداية والضلال. وقد أوضح للناس طريق الحق والخطأ من خلال إرسال الرسل، وقدم البشر المتقين المؤمنين بالجنة، إلى جانب التحذير للكافرين من عاقبة أعمالهم. وقد اتخذ الناس مواقف مختلفة بين الحق والباطل.
إن مشيئة الله -تعالى- قضت على اختلاف الناس في الدين ودرجات الإيمان دونما إكراه، مع أنه قادر على خلق أناس مؤمنين محتشدين. ومن الآيات التي تتناول هذا الموضوع:
- (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).
- (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).
- (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
- (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ).
- (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
أمم الأنبياء أمة واحدة تتحد على التوحيد
إن الاختلاف بين البشر يُعتبر أمرًا طبيعيًّا، ولكن توجد قواسم مشتركة عديدة تربطهم. رسالتنا التوحيدية تجمعت حولها قلوب المؤمنين في كل الأزمنة والأماكن، فتتحد الأمة تحت عبادة الله، وتؤمن بربوبيته وخالقها، وكذلك تؤمن برسله وكتبه. وعندما ينشب خلاف بين الناس، وينحرفون عن الطريق المستقيم، يصبحون فرقة مختلفة وأممًا عاصية. ومن الآيات التي تشير إلى ذلك:
- (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).
- (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).
- (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ).
- (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).