تعتبر الآيات القرآنية التي تتناول موضوع عمل الخير دليلاً على أهميته وجزاءه عند الله سبحانه وتعالى. إذ تحتوي سورة القرآن الكريم على عدة آيات مُعززة لأهمية القيام بأعمال الخير.
كما تُظهر السنة النبوية الشريفة، التي أوضحها معلم البشرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الكثير من الأحاديث التي تُبرز قيمة وأهمية عمل الخير. ويهدف ذلك إلى تشجيع المسلمين على القيام بالأعمال الخيرية والسير في طريق الفضيلة، حيث يُعتبر تخفيف هموم المسلمين ومساعدتهم من أبرز صور عمل الخير.
الآيات القرآنية حول عمل الخير
عمل الخير يُعد من أبرز وأعلى الأعمال التي يمكن أن يُقدم عليها المسلم، حيث تزداد مكانته ودرجته في الجنة بقدر ما يقوم به من خير. وفيما يلي نستعرض أهم الآيات التي تعزز مفهوم عمل الخير:
- قال الله تعالى في سورة المؤمنون: {أولَئِكَ يسَارِعونَ فِي الْخَيْرَاتِ}.
- وقال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}.
- قال الله تعالى في سورة الحشر: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.
- وفي سورة المزمل يقول الله: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
- قال الله عز وجل في سورة البقرة: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
- وقوله تعالى في سورة البقرة: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ}.
- وقال الله تعالى في سورة النساء: {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.
- قال الله عز وجل: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
- وقوله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
الآيات الداعية إلى عمل الخير
بعد استعراض الآيات المُعزِّزة لعمل الخير، نستعرض بعض الآيات القرآنية التي تدعو المسلمين للعمل الخيري ومساعدة الآخرين:
- قال الله عز وجل:
- (يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنوا ارْكَعوا وَاسْجدوا وَاعْبدوا رَبَّكمْ وَافْعَلوا الْخَيْرَ لَعَلَّكمْ تفْلِحونَ).
- وقال الله سبحانه وتعالى:
- (وَمَا تنفِقواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفسِكمْ وَمَا تنفِقونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تنفِقواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكمْ وَأَنتمْ لاَ تظْلَمونَ).
- قال الله عز وجل:
- (وَمَا تقَدِّموا لِأَنفسِكم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدوه عِندَ اللَّهِ هوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِروا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفور رَّحِيم).
- وقال العزيز الحكيم في كتابه:
- (مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أمَّة قَائِمَة يَتْلونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهمْ يَسْجدونَ * يؤْمِنونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمرونَ بِالْمَعْروفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمنكَرِ وَيسَارِعونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ، وَمَا يَفْعَلواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يكْفَروْه وَاللّه عَلِيم بِالْمتَّقِينَ).
- قال الله تعالى:
- (وَمَا تقَدِّمُوا لِأَنفسِكم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدوه عِندَ اللَّهِ هوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِروا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَّحِيم).
- قال الله عز وجل:
- (وَيَطْعِمونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّه مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّما نُطْعِمُكمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نرِيد مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا).
الفوائد الناتجة عن عمل الخير
تُعد الأعمال الصالحة من الأمور التي تعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات الإسلامية، لذا تم التركيز على الحث عليها عبر الآيات القرآنية. وفيما يلي نوضح أبرز الفوائد:
- تحمل كل عمل خير ثماراً إيجابية يحصدها الفرد في حياته ويجنيها المجتمع.
- فالرزق الذي يناله فاعل الخير هو حب الله عز وجل ورضاه.
- فالله يحب عباده أكثر من حب الأم لأبنائها، ولله المثل الأعلى.
- عندما يتقرب العبد من ربه بالأعمال الصالحة، فإن الله يرضى عنه.
- فالله يرى جميع أعمال عباده سواء كانت صالحة أو غير ذلك.
- يتضح ذلك في قوله تعالى: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم).
- إحساس الشخص بالرضا عن نفسه ويشعر بقيمته من خلال مساعدة الآخرين.
- فليس هناك شعور أعظم من أن يشعر الشخص بعظمة الله وأنه يراه وفوق ذلك يرضى عنه.
- هذا الشعور يعزز الدافع لدى الشخص للاستمرار في تقديم الخير.
- الثواب الكبير الذي ينتظره الفاعل في الدنيا والآخرة من خالق السماوات والأرض.
- ومن خلال فهم الآيات القرآنية نجد أن الله سبحانه وتعالى حث على الأعمال الطيبة من خلال الذكر المتكرر للثواب العظيم الذي قد يغدق به على العاملين، مثل وعده بدخول الجنة.
- كما وعد الله تعالى بالتمتع بنعيمها للأبد، كما قال الله: (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ).
- تزكية النفس وتطهيرها تعتبر من أهم فوائد عمل الخير.
- إن تزكية النفس تعتمد على القيام بأعمال إيثارية تعود بالنفع على الجميع.
- حيث تضمن الأعمال الصالحة سعادة وراحة النفس في الدنيا والآخرة، كما قال الله عز وجل: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}.
- زيادة حب الناس لفعل الخير، فالأعمال الصالحة تجلب المشاعر الطيبة.
- يعتبر حب الناس من نعم الله التي ينعم بها الإنسان.
- لذا، فمن الطبيعي أن يُرزق المسلم بحب الناس له بمجرد قيامه بعمل الخير ومساعدتهم.
أبرز وسائل العمل الخيري
إن إدراك أهمية وفوائد عمل الخير من خلال الآيات القرآنية يعزز دافعية المسلم للقيام بأعمال الخير. لذا، إليكم أبرز صور العمل الخيري:
- تمت الإشارة في القرآن الكريم والسنة النبوية إلى مختلف الأشكال التي يمكن أن يُمارس بها العمل الخيري في الحياة.
- حيث تتميز الأعمال الخيرية بتنوعها، وليس حكراً على نوع واحد.
- يمكن للمسلم المقتدر مادياً دعم طفل يتيم مادياً ومعنوياً.
- تقديم الصدقات عندما تسنح الفرصة لدعم الفقراء والمحتاجين.
- تعليم الأميين ومحو الأمية من بين الأعمال الجديرة بالاهتمام.
- فك كرب المسلمين المحتاجين، كالمساعدة في سداد الديون أو الحصول على العلاج.
- إكرام الضيف يعتبر أيضاً من صور العمل الخيري.
- الابتسامة في وجه الآخرين تعتبر من الأعمال النبيلة.
- السعي لإحلال السلام بين المتخاصمين هو من الأعمال التي تُثمر الخير.
- المحافظة على صلة الأرحام عن طريق التواصل مع الأهل والأقارب.