الحيوانات المذكورة في قصص القرآن الكريم
تضمن القرآن الكريم الإشارة إلى عدد من الحيوانات وذلك في سياق رواياته الملهمة. وفيما يلي سنستعرض بعض هذه الحيوانات البارزة:
الذئب
تم ذكر الذئب في قصة النبي يوسف عليه السلام عندما أبدى يعقوب قلقه عليه من الذئب. حيث قال لأبنائه مبرراً رفضه لذهاب يوسف معهم: (وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ). وقد استخدم أبناؤه نفس العذر لتفسير سبب عودتهم بدون يوسف، حيث قالوا: (قَالُوا يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ). وكأنهم حاولوا التأكيد على أنهم لم يقصروا في حمايته، بل تركوه لفترة قصيرة أثناء تسابقهم.
الحية
وُصفت الحية في قصة النبي موسى بعدة صفات. فتم ذكرها أولاً على أنها حية: (فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ)، وهو وصف شامل لجميع أنواع الحيات. كما قيل عنها مرة أخرى بأنها جان – وهو اسم يشير إلى الحية الصغيرة: (كَأَنَّهَا جَانٌّ)، ومرة ثالثة وصفها بالثعبان – وهو الكبير: (فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ). فتجسد الحية بذلك صفتي الحركة السريعة والضخامة في الحجم.
الحوت
ظهر الحوت في قصتين: الأولى تتعلق بالنبي يونس، حيث ورد: (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) نتيجة لهجرته قبل استئذان الله. والثانية في قصة النبي موسى الذي بحث عن علامة تدله على الخضر، حيث قفز الحوت الميت إلى البحر ليكون علامة له، مما أسعده عندما قال له فتاه: (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ)؛ فـ (ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ) وبهذا تحقق هدفهم.
القرد
تم ذكر القرد في قصة أصحاب السبت، الذين خالفوا أوامر الله بعدم الصيد أيام السبت: (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ). فقد حاولوا التحايل من خلال صيد السمك، وعندما استمروا في ذلك تم تحويلهم إلى قردة بعيدة عن الخير.
حيوانات استخدمت لأغراض تشبيهية
استخدم القرآن الكريم بعض الحيوانات في أغراض بلاغية، وخاصة في أسلوب التشبيه للعديد من الأحوال، ومن بين هذه الحيوانات:
الحمار الحامل للأسفار
تم تشبيه أولئك الذين يحملون علماً دون الاستفادة منه بالحمار الذي يحمل أسفاراً، حيث قال: (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا). فالذين التزموا بتعاليم كتبهم دون العمل بها يشبهون الحمار الذي يحمل العلم دون فهم.
الكلب اللاهث
تم تشبيه العالِم الذي يتوسل بعلمه من أجل الدنيا بالكلب الذي يلهث سواء كان عطشاناً أم لا: (كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ). حيث أن العالِم المتطلع إلى الدنيا يكون كحالة الكلب الذي لا يكف عن إخراج لسانه.
الحمير الوحشية الهاربة من الأسد
شُبّه الذين يبتعدون عن الاستماع إلى مواعظ القرآن بـ (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ)، فهؤلاء المشركون في هجرتهم عن القرآن مثل الحمير الوحشية التي تفر من الأسد.
العنكبوت المتخذة بيتاً واهناً
شُبّه الباحثون عن مأوى يحميهم من الأزمات بالعنكبوت التي تصنع بيتاً غير متين: (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا). حيث تعبر هذه الصورة عن ضعف العنكبوت وبلوغها لمرحلة فشل في تأمين الحماية.
حيوانات تحمل عبرة
ومن بينها:
الغراب
ذُكِرت قصة الغراب الذي علّم ابن آدم كيفية دفن أخيه: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ). تأتي حكمة الله في إرسال الغراب تبرز غربة القاتل من أخيه وما يحمله من عذاب.
الهدهد
تحدثت القصة عن الهدهد في إطار متابعة النبي سليمان لجنوده: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ). وهدد بعقوبة في حال غيابه، إلا إذا جاء بتوضيح لغيابه، مما يظهر أهمية السياسة الحكيمة في إدارة الرعية.