يعد الرزق والسعي وراء تحصيله من الأمور الأساسية التي تثير اهتمام الناس بشكل ملحوظ. فسواء كان الشخص مسلماً أو ينتمي إلى ديانة أخرى، فغالباً ما يكون محوره الرئيسي منذ الفجر هو كيفية كسب رزقه ورزق أسرته.
لذا، نجد أن عدة آيات في القرآن الكريم تشجع على السعي من أجل الرزق. ومن هذا المنطلق، سنستعرض في هذا المقال بعض الآيات القرآنية التي تتعلق بهذا الموضوع.
تعريف الرزق وأنواعه
يمكن تلخيص تعريف الرزق في النقاط التالية:
- الرزق يعتبر كل ما يعود بالنفع للإنسان سواء كان من خلال التجارة أو الزراعة أو العمل.
- كما يشمل أيضاً الأمور الروحية والمادية.
- لكل إنسان رزق قد قدره الله له، ومن المستحيل أن يأخذه منه أحد.
- كذلك لكل إنسان أجل لا يستوفيه إلا حينما يحين وقته.
- وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “يا أيُّها النَّاسُ اتَّقوا اللهَ وأجمِلوا في الطَّلبِ، فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتى تستوفيَ رزقَها وإن أُبطأ عنها؛ فاتَّقوا اللهَ وأجمِلوا في الطَّلبِ. خذوا ما حلَّ ودَعوا ما حُرّم”.
- الإسلام يحث المسلمين على عدم التواكل وانتظار الرزق.
- بل يجب عليهم السعي والعمل بجد من أجل تحصيله.
- ثم عليهم الاتكال على الله، فهو الرزاق.
- أنواع الرزق تشمل ما يلي:
- الإيمان بالله: يعد الإيمان من أهم أنواع الرزق في حياة الإنسان.
- لأن الرزق بمعناه العام يأتي بالخير والبركة.
- الإيمان بالله يعزز سعادة الإنسان ورضاه في الدنيا، ويدخله الجنة في الآخرة، لذلك يعتبر أعظم أنواع الرزق.
- الإيمان بالله: يعد الإيمان من أهم أنواع الرزق في حياة الإنسان.
- العلم والحكمة: هما من أسمى أنواع الرزق، حيث أن من يُعطى الحكمة ينال خيراً كثيراً كما أخبرنا الله تعالى.
- العلم هو ميراث الأنبياء، حيث قام الأنبياء برفع مستوى العلم وتعليمه للناس.
- وبالتالي، من اكتسب منه كان قد رزق رزقاً وافراً.
أنواع إضافية من الرزق
تشمل أنواع الرزق الأخرى:
- رزق الصحة: تعتبر الصحة من أعظم ما يمكن أن يهبه الله للإنسان بعد إيمانه.
- فمن يتمتع بالصحة لديه قدر كبير من الرزق.
- نبينا الكريم قال إن الحياة تشتمل على الصحة والأمان والكفاية، فمن حظي بهذه النعم الثلاث فقد حصل على كل ما في الدنيا.
- رزق المال: يتضمن المال المعروف والذي يسعى له الناس، مثل الذهب والفضة والزراعة.
- يعتبر المال هو الرزق الذي يسعى الجميع من أجله لتلبية احتياجاتهم واحتياجات عائلاتهم.
- الزوجة الصالحة: هي من أهم الأرزاق التي يمنحها الله للعبد المسلم.
- وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم إن أفضل ما يُعطى المسلم في هذه الحياة هو الزوجة الصالحة التي تعينه على الخير وتنأى به عن الشر.
- الذرية الصالحة: يُعتبر الأولاد الصالحون من أعظم الأرزاق التي قد يرزقها الله للعبد المسلم.
- فهم يعينونه على الالتزام بالحق ويكونون له عونًا يوم القيامة، لذا يُنظر إليهم كمصدر للسعادة للأسرة والمجتمع.
- أما الأولاد غير الواصلين لبر والديهم فقد يتسببون في المشقة لأسرهم ومجتمعاتهم.
- محبة الناس: هي أيضًا من أهم الأرزاق التي يمنحها الله لعباده الصالحين.
- فكم من شخص غني لكنه مكروه، وفي المقابل هناك من لا يملك الكثير ولكن له محبة كبيرة في قلوب الناس.
الأعمال التي تعزز الرزق
كما أشرنا سابقًا، فقد أمر الله العبد المسلم بالسعي للحصول على الرزق. ولكن هناك بعض الأعمال التي قد تزيد من رزق العبد وهي:
- الإيمان بأن الرزق مقدر: يجب على المسلم أن يقبل بفكرة أن رزقه محدد من عند الله.
- لذا، يجب عدم الانشغال بالقلق والخوف من الرزق، بل الاكتفاء بالسعي.
- الرزق مقدر ولا يمكن لأحد أخذه، وقد يمنع القلق الشخص من تلقي عطاء الله.
- الابتعاد عن الذنوب: فارتكاب الذنوب والمعاصي يُسبب نقص البركة والرزق.
- لذا، إذا أراد المسلم عودة رزقه، فعليه التوبة والابتعاد عن الذنوب.
- حيث أن النبي أخبر أن الله يحجب الرزق عن العبد بسبب ذنوبه.
- والزنا من أعظم الذنوب التي تُقطّع الرزق.
- صلة الأرحام: تُعتبر هذه العمل ممارسة لتعزيز البركة وزيادة الرزق.
- فقد قُطيعة الرحم تؤدي إلى تقليل الرزق، بينما تقرب الرحم تعززه.
- وقد قال النبي إن من أراد زيادة رزقه وطول عمره، فعليه بصلة الرحم.
- الصدقة: يعتبر التصدق بابًا عظيمًا لزيادة الرزق. حيث يُبارك الله لمن يتصدق ويعوضه أضعافًا وهو من الأعمال الحسنة.
آيات قرآنية عن الرزق
في القرآن الكريم، هناك العديد من الآيات التي تتناول موضوع الرزق، ومن بينها:
- قال تعالى في سورة الأعراف: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
- ويقول أيضًا في سورة هود: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثمَّ توبوا إِلَيْهِ يرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُم قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}.
- قال الله في سورة الأنعام: {قلْ تَعَالَوْا أَتْل مَا حَرَّمَ رَبُكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تشْرِكوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتلوا أَوْلَادَكمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْن نَرْزُقكمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتلوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّه إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكمْ وصآكم بِهِ لَعَلَّكمْ تَعْقِلونَ}.
- كما قال الرحمن في سورة طه: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلْتَّقْوَى}.
- وقال {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبدوا اللَّهَ وَاتَّقوه ذَلِكمْ خَيْرٌ لَكمْ إِنْ كنْتمْ تَعْلَمُونَ * إِنَّمَا تَعْبدونَ مِنْ دونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبدونَ مِنْ دونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكونَ لَكمْ رِزْقًا فَابْتَغوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبدوه وَاشْكُروا لَه إِلَيْهِ تَرْجَعونَ}.
- كما قال في سورة سبأ: {قلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسط الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِر وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * وَمَا أَمْوَالكمْ وَلَا أَوْلَادكمْ بِالَّتِي تُقَرِّبكمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلوا وَهُمْ فِي الْغرفَاتِ آمِنونَ}.
آيات الرزق والغنى
- سورة البقرة، آية 261:
- “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم”.
- تشير إلى أن الإنفاق في سبيل الله يُضاعف أجره ويجلب الرزق.
- سورة الشورى، آية 27:
- “وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبِیُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَأَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ”.
- تدل على أن الرزق متنوع وقد يشمل الجوانب المادية كالسقف من الفضة.
- سورة الإسراء، آية 30:
- “إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ”.
- تؤكد أن الله يوسع الرزق حسب إرادته وقدرته.
- سورة النحل، آية 71:
- “وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ”.
- تُظهر أن التفضيل في الرزق هو بيد الله سبحانه وتعالى.
- سورة الطلاق، آية 2-3:
- “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ”.
- تُبيّن أن تقوى الله تجعل من الصعب توقع الرزق وكيفية وصوله.
- سورة الزمر، آية 52:
- “أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ”.
- تُعزز فكرة أن الله هو من يقرر توسيع الرزق أو تقليله.
- سورة الكهف، آية 32:
- “وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ”.
- تتحدث عن الرزق الوفير الذي منحه الله لبعض الناس.
آيات الرزق مجربة
- قال الله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
- (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
آيات الرزق مكتوبة
- قال الله -تعالى-: (وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُمَتِّعكُم مَتاعًا حَسَنًا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤتِ كُلَّ ذي فَضلٍ فَضلَهُ وَإِن تَوَلَّوا فَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبيرٍ).
- قال الله -تعالى-: (وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّمَاءَ عَلَيكُم مِدرارًا وَيَزِدكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم وَلا تَتَوَلَّوا مُجَرِمِينَ).
- قال الله -تعالى-: (وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلـكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ).
دعاء الرزق
- “اللهم ارزقني رزقاً واسعاً طيباً، وبارك لي فيه، واجعلني من الذين يستعملون رزقك في طاعتك ورضاك.”
- “اللهم افتح لي أبواب رزقك، ويسر لي سُبُل العيش، وارزقني من حيث لا أحتسب.”
- “اللهم اجعل لي من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ومن كل رزقٍ بركة.”
أسباب الرزق
- التقوى والإيمان: كما جاء في آية سورة الطلاق، حيث أن تقوى الله تُطبق أبواب الرزق.
- العمل الصالح: الإنفاق في سبيل الله والأعمال الطيبة تعزز الرزق.
- الدعاء: اللجوء إلى الله بالدعاء لطلب الرزق والبركة.
- التوكل على الله: الاعتماد الكامل على الله في كل جوانب الحياة.
أسباب تمنع الرزق
- الظلم: يمكن أن يؤدي عدم العدل إلى منع الرزق.
- التقصير في العبادة: التهاون في أداء العبادات يؤثر سلبًا على الرزق.
- الفسق والمعاصي: ارتكاب الذنوب والمعاصي تعيق جلب الرزق.
- الاستمرار في الغيبة والنميمة: يؤثر سلبًا على البركة والرزق.
أنواع الرزق
- الرزق المالي: يشمل المال والممتلكات.
- الرزق الصحي: يتضمن الصحة والعافية.
- الرزق العائلي: يشمل الأسرة والذرية.
- الرزق الروحي: يتجلى في الإيمان والطمأنينة.
- الرزق العلمي: المعرفة والتعلم.
أذكار تجلب الرزق
- “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”.
- “اللهم صل وسلم على نبينا محمد”.
- “أستغفر الله ربي وأتوب إليه”.
- “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم”.
- (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرَضِينَ، وَرَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ،
- أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَالظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَالْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ).
- لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.