يحث الدين الإسلامي على تسهيل الزواج، باعتباره عملاً طاعة لله سبحانه وتعالى، حيث يُعتبر سكنًا ومودة ورحمة بين الزوجين. يلعب الزواج دورًا مهمًا في تحصين النفس عن الأخطاء ويقدم فوائد نفسية عديدة لكلا الطرفين.
أهمية الزواج
يُعتبر الزواج رابطة شرعية بين الرجل والمرأة تساهم في تحسين عفة النفس. بجانب كونه وسيلة لإكمال نصف الدين، يُمثل كل من الزوجين سكنًا وآمانًا للآخر. كما يسهم الزواج في ضمان بقاء البشرية من خلال الإنجاب للذكور والإناث.
تاريخ الزواج يعود إلى الأزمنة القديمة، حيث بدأ مع خلق الله تعالى لآدم عليه السلام ورفيقته حواء، واستمر الزواج كوسيلة لتحقيق النمو والازدهار على وجه الأرض، وفقًا لما أراده الله عز وجل.
فوائد الزواج
للزواج مزايا عدة، ومن أهمها:
- يعد الزواج استجابة لتعاليم الله ورسوله، وهذا يعني الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى.
- يساهم الزواج في إشباع الغرائز الجنسية بشكل شرعي، مما يقي من المزالق المحرمة.
- يعزز الزواج من دوافع الرجل للعمل والدخل من أجل توفير الحياة الكريمة لزوجته وأبنائه.
- تتنوع الأدوار بين الزوج والزوجة وفقًا للقدرات؛ حيث يعمل الرجل لجلب المال وتقوم الزوجة برعاية الأبناء وتربيتهم.
- يساعد الزواج على تقوية الروابط الأسرية ويعزز المحبة والسكينة بين أفراد الأسرة.
النصيب في الزواج في القرآن
يعتبر الزواج أمرًا مقدسًا من الله تعالى، وقد ذُكرت عدة آيات قرآنية تؤكد على أهمية الزواج، مثل:
- قال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ همْ لِفروجِهِمْ حَافِظونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهمْ فَإِنَّهمْ غَيْر مَلومِينَ} (المؤمنون 6،5).
- أورد الله في سورة الأحزاب:
“إِذَا نَكَحْتم الْمؤْمِنَاتِ ثمَّ طَلَّقْتموهنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسوهنَّ فَمَا لَكمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدونَهَا” الأحزاب 49.
- وأيضًا قال:
“وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وانت أرحم الراحمين” (الأنبياء 83).
- وفي سورة البقرة ذكرت:
{وَلَا جنَاحَ عَلَيْكمْ فِيمَا عَرَّضْتمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتمْ فِي أَنْفسِكمْ عَلِمَ اللَّه أَنَّكمْ سَتَذْكرونَهنَّ} (البقرة، 221).
القسمة والنصيب في الزواج
تشير النصوص القرآنية إلى أن الزواج هو نصيب مقدر من الله تعالى، وقد ذُكرت آيات تؤكد على هذا المعنى، مثل:
- قال الله تعالى:
{وَاللَّه جَعَلَ لَكمْ مِنْ أَنْفُسِكمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكمْ مِنْ أَزْوَاجِكمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} (النحل 72).
- وفي سورة الروم:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكمْ مِنْ أَنْفُسِكمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم 21).
آيات قرآنية تعزز فكرة الزواج
للأزواج الباحثين عن توجيهات في الاختيار والتفاهم، إليكم مجموعة من الآيات القرآنية:
- قال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَقولونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذرِّيَّاتِنَا قَرَّةَ أَعْينٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان: 74).
- قال أيضًا:
{وَرَبّكَ يَخْلق مَا يَشَاء وَيَخْتَار مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَة} (القصص: 68).
- وفي سورة الأحزاب:
“لَا يَحِل لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْد وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ” (الأحزاب 52).
دعاء لفتح النصيب في الزواج
تحقيق الزواج هو أمر يتعلق بالقدر، ويعبر عن ذلك القرآن الكريم ببعض النصوص التي تشجع على الدعاء والاستغفار والتفويض لله:
- قال الله تعالى:
وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (الإنسان: 30).
- وكذلك:
“وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وانت أرحم الراحمين” (الأنبياء 83).
- أخيرًا:
“وربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين أئمة” (الفرقان: 74).
حب الزوجين في الإسلام
الحب بين الزوجين في الإسلام ليس مجرد مشاعر عابرة، بل هو مبني على القيم الأخلاقية والدينية، ويُعزز من خلال عدة آيات تتحدث عن هذا الحب، ومنها:
- قال الله تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم 21).
- وأيضًا:
{سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} (يـس: 36).