يُعتبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أبرز الشخصيات في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث هو رابع الخلفاء الراشدين. وفي هذا المقال، نستعرض أهم إنجازاته وخصائصه الفريدة، فهو من ضمن العشرة الذين بشرهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالجنة. من خلال هذا الموقع، نقدم لكم أبرز سمات شخصية علي بن أبي طالب ومميزاته.
إنجازات علي بن أبي طالب خلال فترة حياة النبي
علي بن أبي طالب، المنتمي إلى قبيلة بني هاشم، هو أحد القادة المميزين في الإسلام وهو أيضًا من ضمن العشرة المُبشَّرين بالجنة.
تولى النبي محمد صلى الله عليه وسلم إدارته في غزوة تبوك عام 9 هجري عندما تركه في المدينة ليعتني بأهل بيته. وفي خضم الأحداث، راجت الشائعات ضده من بعض المنافقين، لكن علي أظهر شجاعته وقرر الانضمام إلى صفوف الجيش في الغزوة.
وعندما بلّغ النبي برغبة علي في المشاركة، سأله: “ألا ترضى أن تكون لي مثل هارون لموسى، ولكن لا نبي بعدي”.
كما أرسل النبي عليًا إلى همدان في اليمن لدعوة القبائل للإسلام، حيث تمكن من جمع الناس وأداء صلاة الفجر معهم، وبعد انتهاء الصلاة، قرأ عليهم رسالة النبي فتسلمت همدان الإسلام في يوم واحد.
شاهد أيضًا:
مشاركة علي بن أبي طالب في غسل جثمان النبي
تجدر الإشارة إلى أن علي بن أبي طالب كان من الصحابة الذين قاموا بغسل جثمان النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته. وقد صرح قائلًا: “لقد غسلت جثمان رسول الله ثم ذهبت لأرى ما يحدث للميت، ولم أر شيئًا، كان طيبًا حيًا وميتًا”. وبعد الانتهاء من غسله، شارك علي ومجموعة من الصحابة في دفنه.
شاهد أيضًا:
علي بن أبي طالب ككاتب للوحي
عُهد إلى علي بن أبي طالب بمهام عدة من قبل النبي صلى الله عليه وسلم، بما في ذلك كتابة آيات الوحي وكذلك كتابة معاهدة صلح الحديبية مع المشركين.
ووفقًا لأبي إسحق، قال: “سمعت البراء بن عازب يقول: كتب علي بن أبي طالب الصلح بين النبي والمشركين يوم الحديبية، حيث كتب: هذا ما كاتب عليه محمد رسول الله، فقالوا: لا تكتب ‘رسول الله’، فلو كنا نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك. فقال النبي لعلي: امحه، فقال: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه النبي بيده.”
فقد تمسك علي بن أبي طالب بكتابة “رسول الله” تكريمًا لمكانة الرسالة، ولم يكن رفضه للمسح ناجمًا عن عدم طاعته لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضًا:
أعمال علي بن أبي طالب خلال خلافة أبي بكر الصديق
بايع علي بن أبي طالب أبو بكر الصديق على ما يرضي الله، وأظهر إخلاصه له من خلال نصحه لمصلحة الإسلام والمسلمين.
عندما قرر الخليفة أبو بكر الصديق قيادة الجيوش لمحاربة المرتدين بنفسه، عارض علي هذا القرار حرصًا على استقرار الخلافة ووحدة المسلمين، حيث قال: “إلى أين يا خليفة رسول الله؟! أقول لك ما قاله رسول الله يوم أحد، لُمّ سيفك، ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة. فوالله لئن فُجعنا بك لا يكون للإسلام نظامٌ أبدًا”.
علي بن أبي طالب مستشارًا لأبي بكر
خشي الخليفة أبو بكر أن يتكرر ما حدث بعد وفاة النبي من ارتداد بعض الناس، لذا عيّن علي بن أبي طالب وعددًا من الصحابة لحراسة المدينة ليلًا.
وقد تجلى في التاريخ الإسلامي التنسيق العميق بين الخليفة أبو بكر وعلي بن أبي طالب طيلة سنوات حكمهما؛ حيث كلفه ككاتب ومستشار في قضايا عدة، بما في ذلك غزو الروم وبعض الأمور الفقهية.
في عصر عمر بن الخطاب
شهد عمر بن الخطاب، الذي تولى السلطة بعد أبي بكر، مرحلة جديدة في إدارة الدولة الإسلامية. وقد شكل مجلس شورى ضم مجموعة من الصحابة، بما في ذلك علي بن أبي طالب، الذي كان يُعرف بفصاحته في القضاء. وقد قال عمر بن الخطاب عنه: “أقضانا علي”.
في الختام، تناولنا أبرز جوانب شخصية علي بن أبي طالب، الذي يعد ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخليفة والإمام الفقيه، كما استعرضنا بعضًا من إنجازاته العظيمة، حيث يظل واحدًا من أهم الشخصيات في تاريخ الأمة الإسلامية.