يعتبر الشعر الجاهلي من أقدم أنواع الشعر التي وصلتنا منذ عصر ما قبل الإسلام، وهو يشمل الأعمال الأدبية التي كتبت في فترة الجاهلية، حيث يعد من الأسس الثقافية للعرب في ذلك الزمن.
خصائص الشعر الجاهلي
يمتاز الشعر الجاهلي بأصالته وجماله الفني، إذ يحمل بين طياته موضوعات عميقة تعبر عن وجدان النفس الإنسانية. وقد أدرك العرب في تلك الحقبة القيمة الأدبية لهذا الشعر، مما أدى إلى تعظيمهم للشعراء وتنمية مكانتهم الاجتماعية.
توجد عدة ميزات تفرد الشعر الجاهلي عن أشعار الفترات اللاحقة، ومن أبرز هذه الميزات:
- تركيز الشعر الجاهلي على التراكيب اللغوية بلاغة الكلمات أكثر من جدوى القصيدة ككل.
- نتج عن ذلك إنتاج العديد من القصائد ذات المفردات القوية والأفكار الموجزة، لكنها غالبًا ما تكون بأبيات غير مترابطة.
- وجود مقدمة رومانسية، أو تعبير عن الحنين إلى الماضي، غالبًا ما تفتتح بها قصائد الشعر الجاهلي.
- تتضمن هذه المقدمات وحدة موضوعية تُعرف بـ “النصيب”، حيث يستذكر الشاعر حبيبته وموطنها المهجور كرمز للحب المفقود.
الشعراء الجاهليون
كان امرؤ القيس هو أحد أبرز الشعراء الذين عاشوا في عصر الجاهلية، ويعتبر من أواخر ملوك مملكة كندة.
نستعرض فيما يلي أشهر الشعراء في تلك الحقبة، فتابعوا القراءة.
امرؤ القيس
- هو امرؤ القيس جندح بن حجر الكندي، ويعتبر من آباء الشعر العربي.
- قصيدته المعروفة “قفا نبك” تعد واحدة من المعلقات السبع الشهيرة والتي تعتبر نموذجًا رائعًا للشعر الجاهلي.
- ولِد امرؤ القيس في نجد، اليمن، حوالي عام 130 قبل الهجرة، وهو يدعى أحيانًا أنه وُلِد في أوائل القرن السادس الميلادي.
- يقال إن والده هو حجر بن الحارث، الذي كان وصيًا على مملكة كندا، كما يُعتقد أن والدته كانت فاطمة بنت ربيعة التغلبي.
- بدأ امرؤ القيس كتابة الشعر في صغره، إلا أنه كان يلهو مع صعاليك العرب، مما دفع والده للحد من نشاطه.
- على الرغم من ذلك، لم يتراجع، فقام والده بإرساله إلى حضرموت، موطن عائلته، وهو في سن العشرين.
- بعد خمس سنوات من الحياة المرتبكة، قُتِل والده على يد بني أسد، مما دفعه للانتقام وكتابة العديد من القصائد حول ذلك.
عنترة بن شداد
- هو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، ويعرف أيضًا باسم عنترة العبسي.
- ولد عنترة في نجد، وكان والده شداد العبسي محاربًا بارزًا.
- كانت والدته زبيبة الحبشية، التي تم أسرها خلال إحدى الغزوات.
- ورث عنترة ولون بشرته الأسمر من والدته، ليصبح معروفًا بلقب “الغرباء العربي”.
- كدليل على موهبته الشعرية، شكلت قصيدة له جزءًا من المعلقات السبع.
- يعتبر عنترة من كبار شعراء الجاهلية، وكان فارسًا متميزًا في مجتمعه.
- تميز بالفخر ورعاية الكرامة، وحب ابنة عمه عبلة وُجد في أشعاره بشكل متكرر.
- شارَك عنترة في حرب داحس والغبراء حتى قُتل على يد “الأسد الرهيص”.
زهير بن أبي سلمى
- كان زهير بن أبي سلمى شاعرًا بارزًا في حقبة الجاهلية، عاصر القرنين السادس والسابع الميلاديين وسبق له أن لم يدرك الإسلام.
- يُعتبر من أعظم شعراء عصر ما قبل الإسلام، وينتمي إلى قبيلة بني مُزينة.
- كان والده شاعرًا، وابنه كعب بن زهير أصبح شاعرًا أيضًا، الذي كتب قصيدة “البردة” في مدح النبي محمد -صلى الله عليه وسلم.
- حصل زهير على لقب “حكيم الشعراء”، وتوجد قصائده في مختارات حماد الراوية والمعلقات.
- تتناول قصائد زهير موضوعات الحياة الصحراوية، إلى جانب انتقاداته لمظاهر الفخر القبلي.
- سعى زهير لأن تكون أفكاره واضحة ومباشرة لإيصال معانيه السامية.
- كان ينتمي لعائلة مرموقة معروفة بنشاطها الشعري وإخلاصها الديني.
الخنساء
- هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السلمية، والتي تعرف اختصارًا بالخنساء.
- لقبها ينتمي لطبيعة الجمال، وارتبطت شهرتها بأشعارها القوية.
- كانت من أبرز الشعراء في العصر الجاهلي وفي بدايات الإسلام.
- دأبت على كتابة المرثيات وباعتبارها من أجمل ما كتب في هذا المجال.
- أصبحت مُشيدة بمكانة خاصة في مسابقات الشعر، وتعتبر أعمالها من أعظم المؤلفات الشعرية العرب.
- في عام 629م، زارت المدينة المنورة وأسلمت بعد لقائها بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
- تعد الخنساء واحدة من أعظم الشاعرات، وعُرفت بشغفها الذي أثر في مسيرتها الأدبية.
- استمر الشعراء المسلمون في توثيق أشعارها لفهم اللغة العربية الكلاسيكية.