أهم كتب التفسير بالرأي
سنتعرف هنا على أبرز مؤلفات التفسير بالرأي:
- “تفسير الزمخشري: الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل”
يُعتبر الزمخشري (توفي سنة 538 هجرية) أحد أبرز علماء الحنفية، حيث تميز بإجادة اللغة العربية والبلاغة وعلم التفسير. يتكون كتابه من أربعة أجزاء، وقد نشر في دار الكتاب العربي في بيروت.
- “مفاتيح الغيب” لفخر الدين الرازي
أسهم الرازي في العديد من العلوم المعتمدة على العقل والنقل، حيث قام بجمع هذين الجانبين في مؤلفه. تناول فيه العلاقات بين السور، ولكنه توفي قبل أن يُكمل الكتاب، فأكمله شهاب الدين، الذي توفي أيضاً قبل إنهائه، ليكمل العمل في النهاية نجم الدين القمولي.
- “مدارك التنزيل وحقائق التأويل” للنسفي
يُعد من الكتب السهلة والمبسطة في مجال التفسير، حيث يحتوي على وجوه الإعراب وقراءات متنوعة.
- “البحر المحيط” لأبي حيان
تميز أبو حيان (توفي سنة 745 هجرية) بدراسته المتعمقة للغة العربية، لدرجة أن بعض القراء يعتبرونه كتاب نحو أكثر من كونه تفسيراً. تم نشر هذا الكتاب في دار الفكر في بيروت ويتكون من ثمانية مجلدات.
- “لباب التأويل في معاني التنزيل” للخازن
سعى الخازن (توفي سنة 741 هجرية) إلى أن يكون مؤلفه مختصرًا بما يكفي لجذب انتباه القارئ، دون الإخلال بعمق المعاني.
- “أنوار التنزيل وأسرار التأويل” للبيضاوي
جمع البيضاوي (توفي سنة 685 هجرية) بين التفسير والتأويل، كما كان يختتم كل سورة ببيان فضائلها.
- “تفسير الجلالين” لجلال الدين السيوطي
بدأ جلال الدين المحلي بالتفسير، وقد فسّر من سورة الكهف إلى الناس، ولكنه توفي قبل إنهائه (سنة 864 هجرية)، فأكمل العمل جلال الدين السيوطي، حيث فسّر من سورة البقرة إلى الإسراء. يُعتبر هذا الكتاب من أعظم التفاسير وأكثرها انتشاراً وفائدة.
مفهوم التفسير بالرأي
التفسير بالرأي هو أسلوب لتفسير القرآن يعتمد على الاجتهاد الشخصي، ولكن ينبغي اتباع قواعد محددة. فلا يجوز الاعتماد على الهوى في هذا التفسير، بل يجب أن يكون المفسر عالماً بقواعد اللغة العربية والشريعة، بما في ذلك أصول الفقه والقواعد الفقهية. يُعتبر التفسير بالرأي جائزاً في الشروط المذكورة، استناداً إلى دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: “اللَّهُمِّ فَقِّهْهُ في الدِّينِ، وعلِّمْهُ التَّأويلَ”.
حكم التفسير بالرأي
لا شك أن التفسير بالاعتماد على الرأي الشخصي وفقاً للاجتهاد فقط، دون الالتزام بالشروط المناسبة، يُعتبر غير جائز. يتضح ذلك من قوله تعالى: (وَلا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ)، وكذلك من قول أبي بكر الصديق: “أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني، إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم”. ومع ذلك، فإن التفسير المستند إلى أسس صحيحة، مثل معرفة قواعد اللغة والشريعة، يعتبر جائزاً شرعاً، كما يظهر من قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُ الْأَلْبَاب).
منهج التفسير بالرأي
إليك الخطوات المتبعة في منهج التفسير بالرأي:
- يبدأ المفسر بتفسير الآيات من القرآن الكريم أولاً، وإن لم يجد فالسنة النبوية، وإذا لم يكن هناك تفسير واضح، يلجأ إلى تفسير الصحابة.
- إذا لم يتوفر له ما يحتاجه، يلجأ إلى الاجتهاد من خلال دراسة مفردات اللغة العربية، مع مراعاة أصول الفقه، والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول.