أبو القاسم سعد الله
أبو القاسم سعد الله هو مؤرخ وباحث بارز، وُلد عام 1930 في الجزائر، تحديدًا في وادي سوف أحد أحياء قمار. جاء من عائلة تعاني من فقر شديد، واشتهر بلقب “شيخ المؤرخين الجزائريين”، وبرز كأحد الشخصيات البارزة في مجالات الفكر والإصلاح الاجتماعي والديني في البلاد. درس مبادئ العلوم الإسلامية كالفقه واللغة والدين، وله العديد من المؤلفات التي تشهد على إنجازاته العلمية الواسعة.
قدّم أبو القاسم سعد الله إسهامات كبيرة في إثراء التاريخ الجزائري من خلال العديد من الدراسات والكتب التي قام بتأليفها، وأهمها موسوعة تاريخ الجزائر الثقافي، التي تتكون من تسعة مجلدات، بالإضافة إلى مجموعة من الأبحاث التي تناولت مختلف جوانب التاريخ الجزائري.
مسيرة أبو القاسم سعد الله التعليمية
بدأ الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله رحلته التعليمية في جامع الزيتونة من عام 1947 حتى 1954. تجنب الالتحاق بالمدارس الأساسية النظامية نظرًا لفترة الاستعمار الفرنسي التي عانت منها الجزائر، حيث كان والديه يفضلان عدم دفعه للالتحاق بتلك المؤسسات التعليمية التي رفضها الكثير من الأهالي آنذاك.
في عام 1954، عمل ككاتب في صحيفة البصائر، وهي لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأُطلق عليه لقب “الناقد الصغير”. ثم عمل معلمًا في الجزائر، وفي عام 1955، قرر الانتقال إلى القاهرة بتشجيع من أساتذته لدراسة العلوم الإنسانية، حيث حصل على درجة الماجستير في التاريخ والعلوم السياسية عام 1962.
بعدها، انتقل أبو القاسم إلى جامعة في ولاية مينيسوتا في الولايات المتحدة، حيث قضى عدة سنوات فيه. خلالها، حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر باللغة الإنجليزية عام 1965. بالإضافة إلى ذلك، درس عدة لغات مثل الفرنسية والألمانية والفارسية وأتقنها.
رغم رغبته بالعودة إلى بلاده بعد حصوله على الدكتوراه، تأخر عودته بسبب انقلاب يونيو من نفس العام. مما دفعه لدراسة مادة الحضارة الغربية في ولاية ويسكونسن. ومن الجدير بالذكر أنه رفض الجنسية الأمريكية اعتقادًا منه أنها تُعتبر خيانة وطنية. عاد إلى الجزائر ليُعهد إليه التدريس في جامعة الجزائر عام 1967.
مؤلفات أبو القاسم سعد الله
تشكل الأعمال التالية أبرز مؤلفاته:
- تاريخ الجزائر الثقافي.
- الحركة الوطنية الجزائرية.
- أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر.
- الزمن الأخضر.
- دراسات الأدب الجزائري.
- تجارب في الأدب والرحلة.
- منطلقات فكرية.
- هموم حضارية.
رحيل أبو القاسم سعد الله
انتقل أبو القاسم سعد الله إلى رحمة الله في الرابع عشر من ديسمبر عام 2013، في مستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة الجزائر، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يُناهز 83 عامًا. ترك خلفه 54 مجلدًا تناولت مجالات متعددة مثل الأدب واللغة والتاريخ، والتي تُعتبر مرجعًا أساسيًا للعديد من المؤرخين بعد وفاته.