يُعَدّ أبو ريحان البيروني من أبرز العلماء في القرون الوسطى، وهو واحد من أعظم علماء الإسلام الذين كان لهم تأثير كبير في مجالات متعددة.
وُلِد العالم أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، المعروف بلقب “البيروني” والملقب بـ “بطليموس العرب”، في مدينة كاث، الواقعة في خوارزم، في الخامس من سبتمبر عام 973 ميلادياً، وفي الثاني من ذي الحجة لعام 362 هجرياً.
أبو ريحان البيروني
- امتازت دراسات البيروني بتنوعها في مجالات العلوم، حيث غطت الرياضيات، والفيزياء، والعلوم الطبيعية. إضافة إلى كونه مؤرخًا وعالم لغويات وعالم تسلسلات زمنية.
- كان يشتهر بسعيه لطلب العلم عبر السفر والتنقل، مما أكسبه مكانة بارزة في عصره.
- على الرغم من كونه عاش في العصر الذهبي للإسلام، إلا أنه تأثّر أيضًا بالثقافات الأخرى، بما في ذلك الفكر الإغريقي في الفلسفة.
- كان البيروني متعدد اللغات، إذ تحدث العربية، واليونانية، والفارسية، والعبرية القديمة، والخوارزمية، والسنسكريتية، والسريانية، وله إنجازات متعددة في عدة مجالات، أهمها:
إنجازات البيروني في علم الفلك
- يُعتبر البيروني من الأوائل الذين أكدوا على دوران الأرض حول محورهم بفضل أبحاثه المتعلقة بخطوط الطول ودوائر العرض، متناقضًا بذلك مع آراء العديد من العلماء المعاصرين له.
- اختلف مع العالم أرسطو في اعتقاده بأن الأجرام السماوية ثابتة.
- طرح البيروني فكرة أن الشمس هي مركز الكون الأرضي، متباينًا بذلك مع النظريات السائدة في عصره التي كانت تقضي بأن الأرض هي مركز الكون، وأعرب عن تأييده لفكرة حركة الأرض.
إنجازات البيروني في علم الرياضيات
حلّ البيروني تحت إشراف العالم الكبير منصور ابن العراق وساهم في تحقيق نجاحات عديدة في مجال الرياضيات، من أبرزها:
- أسهم بأكثر من 24 رسالة في مجالات الرياضيات والهندسة والجبر.
- أعد جداول رياضية للجيب والفلك، واستطاع فهم العديد من القوانين الرياضية.
- قدم حلولاً لمشاكل رياضية معقدة، من بينها محاولته تقسيم الزاوية إلى ثلاثة أجزاء متساوية.
- سهل رسم الخرائط الجغرافية من خلال تطوير قواعد حسابية لتسطير الكرة، والتي أوضحها في كتابه “الاستيعاب في تسطيح الكرة”.
- ساهم في حل معادلات من الدرجة الثالثة وابتكر تقنيات جبرية جديدة في هذا المجال.
- طور برهانًا جديدًا حول حساب مساحة المثلث وأضلاعه.
إنجازات وتطورات البيروني في مجالات متنوعة
- كانت مؤلفاته ودراساته في علم الفلك مرجعًا مهمًا للعلماء الغربيين، وأبرزهم العالم ريتشارد دونور، الذي اعتمد على دراسات البيروني في حساب سرعة حركة القمر.
- أدرك البيروني أن سرعة الضوء أكبر من سرعة الصوت.
- ابتكر مجموعة من الآلات الفلكية لرصد ارتفاعات الشمس.
- كتب بحثًا شاملاً حول الأرقام الهندية يعد من الأهم في العصور الوسطى.
- استعمل قاعدة الأواني المستطرقة لتوضيح ظاهرة تدفق المياه في الآبار والينابيع.
- أسّس مركزًا للرصد الفلكي في خوارزم.
- تنبأ بظواهر الخسوف القمري بعد إجراء حسابات رياضية دقيقة.
- كان البيروني من أبرز العلماء المسلمين الذين حددوا اتجاه القبلة استنادًا إلى دراساته الفلكية والرياضية، مبرزًا أهمية العلم في الدين.
أهم كتب البيروني
للبيروني مجموعة متنوعة من المؤلفات في عدة مجالات، حيث قدم آراء العلماء القدماء من الشرق والغرب وأثرى بها كتاباته. وتجاوزت مؤلفاته 120 كتابًا. نعرض هنا أبرز كتبه:
- كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية.
- كتاب القانون المسعودي في الهيئة والنجوم.
- كتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم.
- كتاب استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها.
- كتاب التفهيم لصناعة التنجيم.
- كتاب الرسائل المتفرقة في الهيئة.
- كتاب الصيدنة.
- كتاب الجماهر في معرفة الجواهر.
وقد نال البيروني العديد من الجوائز خلال حياته من علماء بارزين، وتقلد عدة مناصب قيادية، وتوفي في عام 440 هجرياً.
يمكنكم أيضاً الاطلاع على: