تاريخ الأدب العربي مليء بالشعراء البارزين الذين تركوا بصمة واضحة في الذاكرة الجماعية، لكن هناك أيضاً عدد من الشعراء الذين لم يحصلوا على التقدير الذي يستحقونه. في هذا المقال، عبر موقع مقال maqall.net، نسلط الضوء على أحد هؤلاء المبدعين.
أبو صخر الهذلي
- هو عبدالله بن سلْم السهمي، ينتمي إلى قبيلة مرمض.
- يعتبر واحداً من أعظم شعراء العصر الأموي.
- أنجب ولداً يدعى داوود، ويقال أنه كان له ابنان، محمد وداود.
- توفي داوود خلال حياة أبي صخر الهذلي، مما دفعه إلى رثائه بقصيدة تتألف من حوالي أربعة وستين بيتاً.
موضوعات شعر أبي صخر الهذلي
- تميز أبو صخر الهذلي بمواقفه الشجاعة التي كان يدافع عنها حتى النهاية.
- وصفه النقاد بأنه من الشعراء الإسلاميين البارزين.
- على الرغم من ذلك، فإن الدراسات الشعرية لا توفر الكثير من الشهادات عن شعره أو تحلل مضامينه.
- كما أنه لم يُدرج ضمن شعراء يتمتعون بخصائص شعرية موحدة.
- تم جمع شعره في ديوان يحمل عنوان “ديوان الهذليين”، وتم نشره مع تعليق حول أشعار الهذليين من تأليف أبي سعيد السكري.
- تتضمن بعض قصائده الشكل التقليدي، حيث تتناول موضوع الغزل وذِكر المحبوبة عبر رموز وأسماء تعبر عن مشاعره القوية.
- كما أنه برع في شعر الوصف، حيث صور الطبيعة في هُذيل بكل عناصرها من تربة وأراضٍ ورياح ونباتات وحيوانات.
- أشار أيضاً إلى الأماكن التي كان لها تأثير كبير في حياته، والتي ارتبطت بذكريات عزيزة.
- تميّز شعره بالمديح، حيث استحضر مديح الأمويين، وكان الرثاء حاضراً في قصائد أخرى، مثل رثائه المؤثر لابنه.
- اتبع في ذلك ما تبعته من أسلوب في رثائه لعبد العزيز بن عبدالله بن خالد.
قطوف من شعر أبي صخر الهذلي
مدح أبو صخر أبا خالد بن عبد العزيز بن أسيد بقصائد جاء فيها:
- أَرائحٌ أنت يوم الاثنين أم غادي ** ولم تسلم على ريحانة الوادي.
- وما ثناك لها والقوم قد رحلوا ** إلا صبابة قلب غير مرشاد.
- إني أرى من يُصاديني لأهجُرها ** كزاجرٍ عن سبيل صداد.
- لولا رجاء نوال منك آمله ** والدهر ذو مرر قد خف عوادي.
- يا حبذا جودها بالبذل تخلطه ** بالبخل بعد عِتابيها وتعدادي.
- وحبذا بخلها عنا وقد عرضت ** دون النوال بعلات وألداَد.
- تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ** كلَوح مُزنة عرض ذات أرصاد.
- ممكورة الخلق مرتج روادفها ** راقت على حاضر النسوان والبادي.
- يصبي تبسمها من لا يكلمها ** بمثلها يشتفي ذو النيقَة الصادي.
- يا أطيب الناس أرداناً ومبتسماً ** كيف العزاء وقد زودتني زادي.
- وقرة العين قد عاد الهوى ذكراً ** وعاد لي منك وسواسي وأفنادي.
- قامت تودعنا والعين مشعلة ** في واضح مثل فرق الرأس منقاد.
- تغشى عوائده طوراً وتنظمه ** نشط النّواسج في أنيار جداد.
- والطرف في مقلة إنسانها غرق ** بالماء تذري رشاشاً بعد أجواد.
- لولا الحفيظة شقت جيب مجسدها ** من كَاشحين ذوي ضغن وأحقاد.
- ماذا غداة ارتحلنا من مُجمجمة ** تخفي جوى قد أسرته بآبادِ.
- ومن مسرٍ سقاماً لا يبوح به ** على الذي كان يخفي قبل مزداد.
- ومن عيون تَساقى الماء ساجمةً ** ومن قلوب مريضات وأكباد.
- إن القلوب أقامت خلفنا وثوت ** فما غدت عِيرنا إلا بأجساد.
- يا أم حسان أني والسرى تعب ** جبت الفلاة بلا نعت ولا هادي.
- إلى قلائص لم تطرح أزمتها ** حتى ونين ومل العقبة الحادي.
- لها ومالوا على الأشزانِ فاضطجعُوا ** على طنافس لم تنفض وألباد.
قصيدة أخرى لأبي صخر الهذلي في الغزل
- أما والذي أبْكي وأضحك، والذي ** أمات وأحيا، والذي أمره الأمر.
- لقد تركتني أغبط الوحش، أن أرى ** أليفين منها لا يروعهما الزجر.
- إذا ذكرت يرتاح قلبي لذكرها ** كما انتفض العصفور بلله القطر.
- تكاد يدي تَندي، إذا ما لمستها ** وتنبت في أطرافها، الورق الخضر.
- وصلتك حتى قيل: لا يعرف القلى ** وزرتك حتى قيل: ليس له صبر.
- فيا حبها زدني هَوى كل ليلة ** ويا سلوة الأيام موعدك الحشر.
- عجبت لسعي الدهر بيني وبينها ** فلما انقضى ما بيننا، سكن الدهر.