أضرار عدم تناول الطعام
يمكن أن يسبب عدم تناول الطعام والماء العديد من التأثيرات السلبية على الجسم، مما يؤدي إلى تدهور وظائف متعددة فيه. على الرغم من قدرة الجسم على البقاء لفترات طويلة دون طعام وماء، إلا أن هناك العديد من الأضرار المحتملة الناتجة عن هذه الحالة.
المشاكل الصحية
إن الاستمرار في نقص تناول الطعام يمكن أن يؤدي إلى ظهور مشكلات صحية متعددة تتعلق بالصحة العقلية والجسدية والعاطفية.
انخفاض مستويات العناصر الغذائية
يمكن أن يتسبب الامتناع عن الطعام لفترات طويلة في نقص مستويات الصوديوم والبوتاسيوم في الدم. كما قد يُلاحظ أحياناً انخفاض مستويات الكالسيوم والمغنيسيوم، مما قد يتطلب تناول مكملات الفوسفات، خصوصاً عند إعادة تغذية الأفراد الذين يعانون من نقص التغذية.
تأثيرات على الهيكل العظمي
يزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي، وهو أحد اضطرابات الأكل المرتبطة بعدم تناول الطعام. ويرجع ذلك إلى نقص مستويات الكالسيوم وفيتامين د، مما قد يؤدي أيضاً إلى انخفاض مستويات الإستروجين، الذي يعزز من خطر الإصابة بهشاشة العظام وتأخر النمو والقدرة على الإنجاب.
تغيرات في درجة حرارة الجسم
يرتبط عدم القدرة على تحمل البرد بفقدان الشهية العصبي، مما قد يؤدي إلى انخفاض كبير في درجة حرارة الجسم. كما قد ينجم عن هذه الحالة ظهور ظواهر مثل ظاهرة رينود.
فقر الدم
يمكن أن يزيد عدم تناول الطعام من خطر الإصابة بفقر الدم، بالإضافة إلى الشعور بالضعف والتعب. كما قد يتعرض عدد كريات الدم البيضاء للانخفاض، مما ينعكس سلباً على المناعة.
المشاكل النفسية والعصبية
قد يتعرض الإدراك للتباطؤ، وقد تتأثر القدرة على التركيز، مما يؤدي إلى تفكير مقيد. علاوة على ذلك، فإن حالات الاكتئاب والقلق يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالنهم العصبي وفقدان الشهية العصبي.
نقص الوزن
يعتبر نقص الوزن من المخاطر الرئيسية الناتجة عن عدم تناول الطعام، ويمكن تحديده عادة من خلال حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث يتم احتساب الوزن والطول لتحديد ما إذا كان الوزن ضمن النطاق الصحي. يُعتبر مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5 كغ/متر² دليلاً على نقص الوزن، ومن المخاطر الصحية المرتبطة بنقص الوزن ما يلي:
- زيادة خطر الإصابة بالعقم.
- مشكلات في النمو.
- سوء التغذية.
- زيادة خطر حدوث مضاعفات جراحية.
- التعب المزمن.
للتعرف على كيفية حساب مؤشر كتلة الجسم، يمكنك الرجوع إلى المقالة الخاصة بكيفية حساب مؤشر كتلة الجسم.
أضرار أخرى
هناك آثار جانبية أخرى قد تنتج عن الجوع وعدم تناول الطعام، مثل:
- ضعف شديد في العضلات، خصوصاً في المراحل المتقدمة من فقدان الشهية العصبي.
- اختلال وظائف الكلى والكبد والبنكرياس، خاصة في حالات فقدان الشهية العصبي المتقدم.
- جفاف الجلد، وتغير في لونه، بالإضافة إلى زيادة نمو الشعر الزائد في بعض المناطق من الجسم مثل الوجه والذراعين وأسفل الظهر خلال فقدان الشهية العصبي.
- ضعف عام.
- دوار.
- انخفاض ضغط الدم.
- تدني معدل ضربات القلب.
- جفاف الجسم.
- اختلال في عمل الغدة الدرقية.
- آلام بالبطن.
- مشكلات نفسية مثل الضغط النفسي والاكتئاب.
- النوبات القلبية.
- فشل في وظائف الأعضاء.
أظهر دراسة صغيرة، شملت ستة رجال أصحاء، نشرت في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition، أن الحالة الجسدية والعقلية لهؤلاء الرجال تدهورت بشكل كبير بعد عشرة أيام من المجاعة، حيث لوحظ عليهم الضعف وعدم الاهتمام بالأداء الذهني والجسدي، فضلاً عن تأثير الذاكرة وانخفاض الاستجابة الذهنية.
من المهم إشارة إلى ضرورة تناول أطعمة متوازنة من مختلف المجموعات الغذائية للحفاظ على الصحة. يجب الحصول على كميات كافية من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية. حيث إن استهلاك أقل من 800 سعرة حرارية يومياً قد لا يوفر الطاقة المطلوبة لأداء المهام اليومية، خصوصًا عند تناول أطعمة متشابهة. لذلك يُنصح بالتوجه إلى مختصين مثل الأطباء أو أخصائيي التغذية لضمان الحصول على العناصر الغذائية الضرورية عند اتباع أنظمة غذائية منخفضة السعرات الحرارية.
ماذا يحدث للجسم عند عدم تناول الطعام
يبدأ الشعور بالجوع بعد هضم الوجبة المؤخوذة، ويمتد حتى تناول الطعام مرة أخرى، خلال تلك الفترة تحدث تعديلات أيضية رئيسية للتكيف مع الجوع، ومن أبرزها تغيير نوع الوقود المستخدم. فالجسم يمتلك احتياطيات قليلة نسبياً من الكربوهيدرات؛ كمثال، يمتلك الرجل الذي يزن 70 كغ حوالي 900 سعرة حرارية من الكربوهيدرات المخزنة بصيغة غليكوجين في العضلات والكبد، بينما يمتلك 141,000 سعرة حرارية على شكل دهون ثلاثية في الأنسجة الدهنية.
تحدد احتياجات الطاقة في الجسم خلال فترة الجوع كما يلي:
- الأولوية الأولى: سيتم حفاظ على مستوى كافٍ من الجلوكوز للدماغ والأنسجة الأخرى، ولا سيما خلايا الدم الحمراء التي تعتمد بشكل كامل على الجلوكوز كوقود.
- الأولوية الثانية: يكون الحفاظ على البروتين، حيث إن الأحماض الدهنية لا يمكن تحويلها إلى جلوكوز، لذا فإن المصدر الوحيد المحتمل للجلوكوز هو الأحماض الأمينية الناتجة من تكسير البروتينات، مما يتطلب الحفاظ على البروتين لتفادي فقدان وظائفه في الجسم.
وبالتالي، يتم صرف الطاقة في الجسم خلال فترة الجوع على الشكل التالي:
- خلال الأيام الثلاثة الأولى من الجوع: يلبي الجسم حوالي ثلث احتياجات الدماغ من الطاقة باستخدام الأجسام الكيتونية، بينما يستخدم القلب الأجسام كوقود.
- بعد عدة أسابيع من الجوع: تصبح الأجسام الكيتونية بمثابة الوقود الرئيسي للدماغ، وتنخفض حاجة الدماغ للجلوكوز إلى 40 غراماً يومياً، مقارنة بحوالي 120 غراماً في الأيام الأولى من الجوع.
- بعد استنفاد مخزون الدهون: يبدأ الجسم في الاستناد إلى البروتين كمصدر وحيد للطاقة، مما يؤدي إلى تسارع تدهور البروتين في الجسم، وفي النهاية قد يؤدي ذلك إلى فقدان وظائف الأعضاء مثل القلب أو الكبد أو الكلى.
أسباب عدم تناول الطعام
يمكن أن يثير عدم تناول السعرات الحرارية الكافية قلقًا على صحة الجسم، سواء كان ذلك عن عمد أو بسبب انخفاض الشهية أو لأسباب أخرى. ومن هذه الأسباب:
- الالتزام بأنظمة غذائية صارمة: قد يتناول البعض كميات غير كافية من الطعام نتيجة الالتزام بأنظمة غذائية مشددة أو اتباع نظم التغذية الشائعة.
- الاضطرابات الغذائية: قد تسبب الاضطرابات الغذائية عدم تناول الطعام، حيث قد لا يدرك الشخص أنه لا يتناول الكمية الكافية من الطعام، خصوصًا الذين يمتلكون معدل أيض مرتفع أو يمارسون نشاطًا بدنيًا كبيرًا.
- الضغوط النفسية: يمكن أن تؤدي الضغوط، خصوصًا بعد أحداث مؤلمة مثل الوفاة، إلى فقدان الشهية، كما قد يرتبط عدم تناول الكمية الكافية من الطعام بحالات نفسية مثل الاكتئاب.
- عدم القدرة على الوصول للطعام: يجدر بالذكر أن أكثر من 800 مليون شخص حول العالم يعانون من نقص في الغذاء بسبب ظروفهم المالية، مما يؤدي إلى مشاكل نقص التغذية، خاصةً في البلدان النامية.
نصائح لبدء تناول الطعام بعد فترة من الجوع
يشير الخبراء إلى أن الأفراد الذين تعرضوا لفترات طويلة من الجوع لا يمكنهم البدء في تناول كميات عادية من الطعام فوراً. يحتاج الجسم إلى إدخال الطعام ببطء لتجنب ردود فعل سلبية تُعرف باسم متلازمة إعادة التغذية، والتي قد تسبب مشاكل صحية متعددة. هنا بعض النصائح للمساعدة في استئناف تناول الطعام بعد فترات طويلة من الجوع تحت إشراف طبي:
- تهيئة الشخص تحت إشراف متخصص للعودة إلى نظام غذائي منتظم ومتوازن.
- تحديد كميات الطعام ونوعياتها وأوقات تناولها بالتعاون مع أخصائي التغذية.
- اختيار الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة بالتناسب مع الاحتياجات الطبيعية، ويمكن إضافة خيارات عالية السعرات لتحقيق زيادة في الوزن.
- وضع خطة غذائية تهدف إلى تحقيق كميات كافية ومتوازنة وصحية من الطعام، مع زيادة الكمية المتناولة بشكل تدريجي.
- توزيع الوجبات بشكل مناسب طوال اليوم.
- البدء بأهداف صغيرة والبناء عليها، مثل تقديم ربع حجم الوجبة في البداية وزيادتها تدريجياً.
يشمل النظام الغذائي الطبيعي الذي ينبغي الوصول إليه ما يلي:
- تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة من جميع المجموعات الغذائية.
- تنويع الأطعمة ضمن المجموعة الغذائية الواحدة.
- تلبية الاحتياجات الغذائية للنمو والتطور الطبيعي.
- تناول الطعام عند الشعور بالجوع والتوقف عند الشعور بالشبع.
- امتلاك المرونة في اختيار أنواع الطعام وأوقات تناوله.