يُعتبر التدخين عبارة عن استنشاق الدخان الناتج عن احتراق السجائر التي تحتوي على نبتة التبغ أو الأرجيلة، وهي نبات ورقي يُصنع من خلال قطف أوراقها الخضراء وتجفيفها.
التأثيرات السلبية للتدخين على الوضوء:
أفادت العديد من العلماء بحرمة التدخين، مستندين إلى أدلة من القرآن الكريم وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأدلة نذكر ما يلي:
- قال الله تعالى: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات) صدق الله العظيم، وهذا يشير إلى أن كل ما هو خبيث يعتبر محرماً.
- وقال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) صدق الله العظيم، حيث تحذر هذه الآية من استهلاك أو استخدام أو شرب الخبائث.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، مما يبرز أن التدخين يعتبر محرماً نظراً للأضرار التي يسببها.
- وقد أشار الخبراء إلى أن التدخين يسبب مجموعة من الأمراض، بما في ذلك التهاب الشعب الهوائية وسرطان الرئة والجلطات الدماغية، بالإضافة إلى تأثيراته السلبية على القدرة الجنسية وانتفاخ الرئة.
- وقد أشار الأطباء إلى أن النيكوتين الموجود في السجائر يعد من المواد المخدرة الضارة.
- كما اتفق العلماء على اعتبار النيكوتين نوعاً من المخدرات مثل الكوكايين والهيروين.
- وتُعتبر حجة أخرى ضد التدخين ما روي عن أم سلمة رضي الله عنها حيث قالت: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر).
- استند العلماء إلى أن التدخين يحتوي على مواد مسكرة مما يجعله محرمًا بناءً على الأدلة الموجودة حول حرمة المسكرات.
هل يؤدي التدخين إلى بطلان الوضوء؟
- لم يسبق أن ورد في أي من المذاهب الأربعة أو من علماء أهل السنة والجماعة أن التدخين يؤثر على صحة الوضوء.
- لم يُذكر أن تناول التدخين يفسد الوضوء، كما أنه لم يُشترط على المدخن الوضوء قبل الصلاة.
إفادات دار الإفتاء المصرية:
- وأوضح بيان دار الإفتاء المصرية أن التدخين لا ينقض الوضوء إذا كان المدخن قد توضأ مسبقاً. كما يُستحب أن يقوم المصلي بتنظيف فمه من آثار التدخين قبل الصلاة.
- يجب على المدخن إزالة الروائح الكريهة الناجمة عن التدخين تجنباً لإيذاء المسلمين الآخرين قبل التوجه إلى المسجد.
- وهذا يتماشى مع ما ورد في النهي عن تناول الثوم والبصل قبل الذهاب إلى المسجد للحفاظ على راحة المسلمين.
- على الرغم من أن الثوم والبصل من الأطعمة المباحة، يُفضل أن يبتعد من يحتوي فمه على رائحة دخان عن الصلاة في المسجد حتى يُزيل تلك الرائحة.
- ويُنصح بتطبيق هذا الحكم في الأماكن العامة للحفاظ على راحة الآخرين.
متى يجب الوضوء؟
- ذكر العلماء بعض الحالات التي يجب فيها الوضوء، مع الإشارة إلى أن هذه الحالات لا تتعلق بالتحديد بالمدخنين، وهي كما يلي:
الصلاة:
- أشار العلماء إلى ضرورة الوضوء قبل الصلاة، حيث يتعين على المصلين إزالة الحدث الناتج عن الغائط أو البول.
- ينطبق هذا على كل من الصلاة الواجبة والسنة، استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقبل صلاة بغير طهور).
- يُبرز هذا الحديث شرطًا أساسيًا لإعادة الصلاة وهو الوضوء، ولكن لم يُشدد على ضرورة وضوء المدخن قبل الصلاة.
الطواف:
- اتفق فقهاء المذهب الشافعي والمالكي والحنبلي على ضرورة الوضوء لمن يطوف بالكعبة.
- يتعين على كل من يريد الطواف سواء أكان فرضًا أم نفلًا الالتزام بذلك، وذلك استنادًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير).
- بينما اعتبر فقهاء الحنفية أن الوضوء مطلوب للطواف لكنه ليس فرضاً.
- وبالتالي يتعين على المدخن أن يتوضأ قبل الطواف.
مس المصحف:
- اتفق الفقهاء على أن من يرغب في قراءة القرآن الكريم يجب عليه الوضوء.
- كما جاء في قوله تعالى: (لا يمسه إلا المطهرون) صدق الله العظيم.
نواقض الوضوء:
- من ضمن الأمور التي تبطل الوضوء غياب العقل بسبب الخمر أو الإغماء أو الجنون، أو أي حالة تؤدي إلى فقدان الوعي أو النوم.
- لكن يُشار إلى أن النوم الجالس لا يُبطل الوضوء.
- ومن الأسباب التي تُبطل الوضوء تلامس الرجل والمرأة، حيث اختلف فقهاء المذاهب الأربعة حول ضرورة الإحساس بالنشوة لعدم بطلان الوضوء.
- توجد آراء تعتقد بأن الوضوء يبطل عند اللمس عموماً.
- فيما يتعلق بمس الفرج، فقد اعتبرت المذاهب الثلاثة: الحنابلة والمالكية والشافعية أنّه يبطل الوضوء، بينما اختلف رأي الحنفية في هذه المسألة.
- وبالنسبة لخروج القيح والدم، اتفقت المذهب المالكية والشافعية على عدم نقض الوضوء، بينما اعتبرت الحنابلة والحنفية أنه ينقض الوضوء.
- أما في حالة أكل الإبل، فقد اعتبرت فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية أنها لا تُبطل الوضوء، بينما أبدت جمهور الحنابلة رأيهم بأنه يُبطل الوضوء مع تباين في التفاصيل.