تعتبر السدود من المنشآت الهندسية التي تهدف إلى حماية بعض المناطق من تأثير فيضانات الأنهار والبحار. ورغم أن السدود قد تكون لها فوائد ملحوظة، إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى آثار سلبية على النظام البيئي. في هذا المقال، سنناقش تأثير السدود على النظام البيئي، سواء كانت هذه التأثيرات إيجابية أو سلبية، ونتطرق إلى أنواع السدود ومميزاتها وعيوبها.
مقدمة حول تأثير السدود على النظام البيئي
السد هو عبارة عن هيكل هندسي يتم إنشاؤه بواسطة مجموعة من المهندسين، ويهدف إلى توفير منطقة منخفضة لتخزين المياه، مما يمنع تدفق المياه إلى بعض المناطق. الهدف الأساسي من بناء السد هو الاحتفاظ بالمياه واستخدامها لأغراض مفيدة، خاصة إذا كانت هذه المياه عذبة. عادةً ما يستغرق إنشاء السدود عدة سنوات حتى يكتمل تَشييدها.
أنواع السدود
يمكن تصنيف السدود إلى الأنواع التالية:
سد الكهرومائي:
- يستخدم هذا النوع من السدود المياه لتحويل شفرات التوربينات، مما يؤدي إلى توليد الكهرباء عن طريق تمرير المياه من أعلى البحيرة إلى أسفلها، حيث تدخل هذه المياه مجرى النهر لتوزيع الكهرباء على مختلف المناطق.
سد الري:
- يقوم هذا السد بتخزين المياه لإرسالها عبر أنابيب ضخمة إلى المدن والمناطق الصناعية.
سد الملاحة:
- يتم فيه تخزين المياه عندما ينخفض منسوب مياه الأنهار، مما يسمح بإطلاقها في وقت الحاجة.
سدود التحكم في الفيضانات:
- تعمل هذه السدود على تخزين المياه خلال فترات الأمطار الغزيرة لحماية الأراضي من الفيضانات.
مميزات بناء السدود
تتعدد مزايا بناء السدود، منها:
- توليد الطاقة الكهربائية بشكل مستدام.
- توفير مياه الشرب للأماكن القريبة، مما يضمن الاستفادة القصوى من مياه الأمطار.
- توفير المياه لأغراض الزراعة والري، مما يعد أحد العوامل الأساسية لازدهار الزراعة.
- تشجيع تنوع المحاصيل الزراعية ودعم المشاريع الزراعية الكبرى.
- توفير المياه للحياة البرية والماشية.
- تلطيف الأجواء في المناطق الحارة.
- حماية التربة من الانجراف الناتج عن السيول.
- زيادة تدفق مياه الينابيع.
- إمكانية استخدام البحيرات التي تنشأ حول السدود لأغراض السياحة ومكافحة الزحف الصحراوي.
- المساهمة في الحد من الفيضانات.
عيوب بناء السدود
رغم مزاياها، فإن لبناء السدود أيضًا عيوب تمثل تحديًا، مثل:
- تأثيرات سلبية على الحياة البرية المحيطة، حيث تضطر الحيوانات إلى الهجرة من مناطق السدود.
- نمو بعض النباتات بشكل كبير على حساب الأخرى، مما قد يؤدي إلى استنزاف المياه.
- معوقات في هجرة الأسماك بسبب وجود السدود، مما يؤثر سلبًا على الحياة البحرية.
- ترسيب الطمي داخل خزانات المياه، مما يؤثر على العناصر الغذائية الموجودة في التربة.
- انتشار الأمراض بسبب بطء حركة المياه وتكون بيئات خصبة لتكاثر البكتيريا والحشرات.
- التأثيرات السلبية على الغابات والأراضي الزراعية.
- إسهام السدود في ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة تفكك المواد العضوية.
- إصدار غاز الميثان من البحيرات التي تتشكل حول السدود.
- التأثير على أساليب المعيشة، خاصة فيما يتعلق بالزراعة وصيد الأسماك.
تأثير السدود على الإنسان
- أظهرت الدراسات أن أكثر من ربع سكان العالم يعانون من نقص مياه الشرب نتيجة لانتشار بناء السدود.
- تتطلب عملية بناء السدود استثمارات ضخمة، مما يمثل عبئًا على الاقتصاد الوطني ويؤثر على مستوى معيشة الأفراد.
- تسهم السدود في تفاقم بعض الكوارث الطبيعية مثل الجفاف، كما حدث في شمال الصين.
- يسحب بناء السدود مساحات زراعية كبيرة مما يؤدي إلى نقص المياه في العديد من المناطق.
- تساهم في تهجير السكان، كما حدث في الصين حيث تم تهجير 23 مليون شخص من المناطق المحيطة بالسدود.
أثر السدود على الحيوانات والكائنات البحرية
تؤثر السدود بشكل غير مباشر على الحيوانات والكائنات البحرية منذ بداية عملية البناء، حيث تغير التركيب الكيميائي والخصائص الفيزيائية للمياه المحيطة بالسد مما لا يتناسب مع بعض الكائنات البحرية.
كما ساهمت السدود في انقراض العديد من الأنواع البحرية واندثار طيور متعددة، مما أدى إلى تدهور الغابات والأراضي الرطبة وتقليل مستويات المياه الجوفية.
أهداف بناء السدود
تتمحور أهداف بناء السدود حول:
- حماية المناطق المجاورة من الفيضانات ومياه الأمطار.
- توليد الطاقة الكهربائية.
- تعويض المياه الجوفية.
- توفير مياه صالحة للشرب.
- تخزين المياه للاستفادة منها في فترات الجفاف.
- تطوير السياحة في المنطقة.
أشهر السدود في العالم
1- سد الممرات الثلاثة
يُعتبر سد الممرات الثلاثة الموجود في مقاطعة هوبتي بالصين أكبر سد كهرومائي في العالم، حيث يصل ارتفاعه إلى حوالي 192 متر ويحوي أكثر من 19 مليار متر مكعب من المياه. تم انطلاق أعمال البناء في هذا السد في عام 2009.
2- سد جينبينغ
يعتبر من أشهر وأعلى السدود في العالم، حيث يقع في الصين ويصل ارتفاعه لحوالي 305 متر.
3- السد العالي
بُني السد العالي في عام 1971 لغرض حماية الأراضي من الفيضانات وتخزين المياه. بحيرة السد العالي تمتد على مسافة 525 كيلو متر وتعمل بشكل دقيق في عملية تخزين المياه.
لكن بناء السد العالي أدى إلى آثار سلبية، مثل تهجير سكان النوبة نتيجة انخفاض خصوبة الأراضي المحيطة بسبب زيادة كميات الطمي.
خاتمة حول تأثير السدود على النظام البيئي
كما تم توضيحه، فإن السدود تحمل في طياتها مزايا وعيوب عديدة. لذلك، ينبغي على المعنيين دراسة تأثير بناء السدود بعناية وعدم التعجل في اتخاذ قرارات البناء دون النظر في كافة الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن وجود هذه المنشآت.