يعتقد البعض أن أثقل حيوان وزناً في العالم هو الديناصور، ولكن هذا الحيوان يُعتبر من الحيوانات المنقرضة، بينما يُعتبر حيوان آخر هو الأثقل في الوقت الحالي.
في هذا المقال، سنستعرض اسم أثقل حيوان على وجه الأرض ونقدم أهم المعلومات المتعلقة به.
اسم أثقل حيوان وزناً في العالم
أثقل كائن حي على وجه الأرض هو الحوت الأزرق، والذي يصل وزنه إلى 173 طناً. بالتالي، يُعتبر أكبر حيوان بري وبحري على الإطلاق.
ما هو الحوت الأزرق؟
الحوت الأزرق، والذي يُعرف علمياً باسم Balaenoptera Musculus، يُعتبر أحد الثدييات، رغم أن البعض يعتقد أنه ينتمي إلى الأسماك. إنه الحيوان الأثقل في العالم.
يصل وزن الحوت الأزرق إلى 173 طناً وطوله حوالي 30 متراً. ولديه لسان يزن بقدر الفيل تقريباً، وقلب يزن مثل سيارة صغيرة.
ينتمي الحوت الأزرق إلى فصيلة الركوليات من رتبة الحيتانيات وجنس الهركوليات وشعبة الحبليات.
يتراوح عمر الحوت الأزرق بين ثلاثين إلى ثمانين سنة.
تكون إناث الحوت الأزرق أكبر حجماً من الذكور دائماً.
يمكن للحوت الأزرق أن يقطع مسافات شاسعة تصل إلى آلاف الكيلومترات في البحار والمحيطات بحثاً عن الغذاء، ويستقر في المناطق الدافئة لمدة قد تصل إلى أربعة أشهر.
تستطيع إناث الحوت الأزرق أن تحمل ما بين جنينين إلى ثلاثة أجنة.
تتراوح فترة حمل أنثى الحوت الأزرق من عشرة إلى اثني عشر شهراً، وترضع صغارها لمدة عام كامل بعد الولادة.
يولد جنين الحوت الأزرق بوزن يصل إلى 2700 كيلوغرام، ويتناول حوالي 400 لتر من حليب الأم يومياً خلال أول سبعة أشهر بعد الولادة، وزنه يزداد بمعدل 90 كيلوغراماً كل 24 ساعة.
يصل وزن قلب الحوت الأزرق إلى نحو 600 كيلوغرام، بينما يبلغ قطر الشريان الأورطي الصدري داخله 23 سنتيمتراً.
أنواع الحوت الأزرق ومواطنه
توجد ثلاثة أنواع من الحوت الأزرق تنتشر في محيطات العالم، وهي كما يلي:
حوت المسكيولس
يتواجد بكثرة في شمال خط الاستواء، وبالتحديد في شمال المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.
حوت الإنترميديا
يعيش في جنوب خط الاستواء، وتحديداً في المحيط المتجمد الجنوبي.
حوت بريفيكودا
يُعتبر أصغر أنواع الحيتان الزرقاء، ويطلق عليه لقب “القزمة”، وينتشر في المحيط الهندي وجنوب المحيط الهادئ.
غذاء الحوت الأزرق
يتكون نظام غذائي الحيتان الزرقاء من جميع أنواع القشريات، حيث تفضل تناول الكريليات (Krill) بشكل خاص.
تستهلك الحيتان الزرقاء كميات هائلة تصل إلى 3600 كيلوغرام من الكريليات يومياً، ما يعادل نحو 40 مليون كريل.
كما تتغذى على المجدافيات والعوالق البحرية بأنواعها المختلفة.
عند تواجدها في المحيط المتجمد، تتغذى على القريدس.
يحتاج الحوت الأزرق يومياً إلى حوالي 1.5 مليون سعرة حرارية، لذا يُضطر للغوص حتى 500 متر للحصول على هذا الكم من الغذاء.
يمتلك الحوت الأزرق صفائح مهدبة في فمه، حيث تقوم تلك الشعيرات بتصفية العوالق من المياه عند تناوله للطعام.
عند فتح فمه، يبتلع الحوت الأزرق نحو 5000 كيلوغرام من الماء والعوالق، ويقوم بخروج المياه مع الاحتفاظ بالعوالق بفضل الشعيرات.
رغم تواجد الحوت الأزرق في أعماق كبيرة بحثاً عن الطعام، يدل على حنكته أنه يصعد إلى سطح المياه للتنفس، وأثناء الزفير، يولد سحابة من الأبخرة ترتفع حوالي 9 أمتار.
خطر انقراض الحوت الأزرق
تُصنف الحيتان الزرقاء على أنها مهددة بالانقراض. لقد انتشرت مهنة صيد الحيتان منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في المحيط المتجمد الجنوبي وفي جزر متعددة في مختلف المحيطات مثل إندونيسيا واليابان وأيسلندا.
تشير بعض الدراسات إلى أن عدد الحيتان الزرقاء في الوقت الحالي لا يتجاوز عشرين ألف حوت، وذلك بسبب الصيد الجائر.
حيث بلغ عدد الحيتان التي تم صيدها في المحيط المتجمد الجنوبي عام 1930 حوالي 30 ألف حوت، مما دفع اللجنة الدولية لصيد الحيتان إلى إصدار قرار عام 1966 يحظر صيد الحوت الأزرق.
رغم زيادة أعداد الحيتان الزرقاء، إلا أنها لا تزال عرضة للافتراس من قبل الحيتان المفترسة وأيضاً بعض أنواع أسماك القرش، بالإضافة إلى حدوث إصابات وفقدان للحياة بسبب حركة السفن الضخمة في المحيطات.
تشكل العوامل الطبيعية أيضاً تهديدات للحوت الأزرق، مثل ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات وذوبان الجليد في القطبين، مما يهدد بيئته الطبيعية.
كما يؤثر النشاط الملاحي بشكل سلبي كبير على الحوت الأزرق، حيث يمكن للسفن العملاقة أن تصيبه أو تلوث المياه بالوقود الضار.
الحياة الاجتماعية للحوت الأزرق
غالباً ما تسبح الحيتان الزرقاء في مجموعات صغيرة، لكنها تفضل أحياناً السباحة بمفردها أو في أزواج.
رغم حجمها الكبير، تتميز بسرعتها وقدرتها على السباحة الرشيقة، حيث تصل سرعتها إلى 8 كيلومترات في الساعة، وقد تصل إلى 30 كيلومتراً في الساعة.
أما بالنسبة للصوت، يمكن للحوت الأزرق أن يُصدر أصواتاً لا تستطيع الإنسان سماعها إلا باستخدام أجهزة الاستشعار، مما يجعله واحداً من أكثر الحيوانات إزعاجاً على سطح الكرة الأرضية.
تتواصل الحيتان الزرقاء عبر سلسلة من النبضات بترددات منخفضة، وهذه الأصوات تتكون من أنين وتأوهات.
تُظهر الدراسات أن الحيتان الزرقاء يمكن أن تسمع بعضها البعض من مسافة تصل إلى 1600 كيلومتر في ظروف جيدة.
لا تستخدم الحيتان الزرقاء أصواتها للتواصل فقط، يعتقد العلماء أنها تستغل قدراتها السمعية الكبيرة للتنقل باستخدام الموجات الصوتية في أعماق المحيطات الظلامية بواسطة عملية الانعكاسات الصوتية.
تكاثر الحوت الأزرق
كما ذكرنا سابقاً، ينتمي الحوت الأزرق إلى فئة الثدييات، لذا فإن أنثى الحوت تلد صغاراً عوضاً عن وضع البيض كما تفعل الأسماك.
تولد أنثى الحوت الأزرق جنيناً مكتمل النمو يعرف بالعجل.
تتكاثر إناث الحوت الأزرق بشكل نادر، حيث تنجب مرة كل عامين أو ثلاثة، وتستمر فترة حملها من عشرة إلى اثني عشر شهراً.
تبدأ فترة تكاثر أنثى الحوت وإخصابها خلال فصل الخريف، وتستمر حتى فصل الشتاء، ويزن عجل الحوت – أي صغيره – بين 2.5 و3 أطنان، ويستطيع أن يتوالد عند بلوغه خمس سنوات.