فيما يتعلق بأقوال العلامة ابن تيمية رحمه الله، من الضروري أن نتعمق في حكم الأئمة وعلماء الفقه والدين، للولوج إلى تعاليم الإسلام بشكل أعمق وتجنب المحرمات التي حثنا الله عز وجل ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على الابتعاد عنها، وذلك سعياً منا لتحقيق السعادة في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة.
يعتبر الإمام ابن تيمية واحداً من أبرز الأئمة الذين يجب الاطلاع على آرائهم ومواعظهم، فهو من أهم شيوخ الإسلام، واسمه الكامل هو أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني، ويُعرف بلقب شيخ الإسلام. تأثر ابن تيمية منهجياً بالإمام أحمد ابن حنبل، وتوفي عام 728 هجرياً.
أهمية الاطلاع على أقوال ابن تيمية:
يُعتبر الإمام ابن تيمية من أبرز العلماء في الإسلام، حيث يُطلق عليه لقب شيخ الإسلام. وقد تأثر بمذهب الإمام أحمد ابن حنبل خلال حياته. ومن الضروري قراءة كتاباته وأقواله لكي نستمد منها العبر والدروس التي تفيدنا في حياتنا، مما يساعدنا على تجنب ما نهانا الله ورسوله عنه والسير وفق النهج الصحيح لتحقيق السعادة في الدارين.
أبرز حكم وأقوال شيخ الإسلام ابن تيمية:
تشتمل أقواله المعروفة على بعض من العبر القيمة كما يلي:
- لا يُفصل بين الناس النزاع إلا بكتاب منزل من السماء، وعند الرجوع إلى العقول، يملك كل شخص عقلًا خاصًا به.
- إذا كانت كل خلاف بين مسلمين تؤدي إلى تهاجر، فلن يبقى بين المسلمين صفاء أو أخوة.
- سئل شيخ الإسلام ابن تيمية: أيهما أنفع للعبد، التسبيح أم الاستغفار؟ فقال: إذا كان الثوب نقيًا، فإن البخور وماء الورد أنفع له، أما إذا كان دنسًا، فالصابون والماء الحار أنفع له.. فالتسبيح هو بخور الأصدقاء، والاستغفار هو صابون العصاة.
- اخرج من هذا الفناء الضيق المملوء بالآفات إلى الفناء الواسع الذي يحتوي على ما لا تراه الأعين، حيث لا يُعذر مطلوب ولا يُفقد محبوب.
- إذا استغنى الناس بالدنيا، فعليك أن تستغني بالله، وإذا فرح الناس بالدنيا، فاجعل فرحك بالله، وإذا استأنست بأحبائك، فاجعل أنسك بالله.
- من كان متعلقًا بقلبه عند ربه، سكن وجد وطمأنينة، ومن أرسله بين الناس، اضطرب وتوتر.
- القلب كالجسد يمرض، وشفاؤه يكون بالتوبة والحمية. وهو يُصابه الصدأ مثل المرآة، وينجلي بالذكر، كما يعاني من العري، وزينته تكون بالتقوى، ويجوع ويعطش كما يجوع الجسد، وطعامه وشرابه المعرفة، والتوكل، والمودة والإنابة.
أقوال ابن تيمية:
تتضمن أقوال العلامة ابن تيمية رحمه الله العديد من العبر، على سبيل المثال:
- القلوب المرتبطة بالشهوات حُجبت عن الله بقدر تعلقها بها.
- من عرف نفسه انشغل بإصلاحها بدلاً من عيوب الآخرين.
- من عرف ربه انشغل به بدلاً من اهتمامات نفسه.
- إذا كانت لدى المؤمن نيّة، فإنها تعم معظم أفعاله وتصبح المباحات من صالح أعماله بسبب صلاح قلبه ونيته.
- إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تعزل الفرد عن الله وعن الآخرة، بينما الموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
- إنما جنة الدنيا لمن لم يدخلها، لن يدخل جنة الآخرة.
- الزهد يتمثل في ترك ما لا ينفع في الآخرة.
- ادفع الخطرات، فإذا لم تفعل ستتحول إلى شهوات وهموم، وإذا لم تقاومها ستتحول لأفعال، وإذا لم تعالجها بأضدادها ستصبح عادة، مما يجعل من الصعب التخلي عنها.
- بتحمل الصبر واليقين، تحقق الإمامة في الدين.
- الذنوب هي جراحات، وقد تكون بعض الجراحات قاتلة.
- من أعظم وقار الله في قلبه يدل على أنه لا يعصيه، موقره الله في قلوب خلقه حتى لا يذلوه.
- القلوب هي أواني الله على الأرض، أحبها إليه أنقى وأشد صلابة وأكثر صفاءً.
- إذا ارتفعت همتك، ستظهر لك أنوار العزائم.
- عندما ترد عليك نظرة محرمة، عليك أن تستتر منها بحجاب (قل للمؤمنين)، فقد سلمت من تأثيرها وكفى الله المؤمنين القتال.
أقوال ابن تيمية رحمه الله:
كما تم التوضيح، يشتمل موضوع أقوال ابن تيمية على العديد من الاقتباسات المشهورة ومنها:
- صبر النفس عن الشهوة أسهل من الصبر على العواقب الناتجة عن الشهوة، فإنها قد تؤدي إلى ألم أو عقوبة، أو تضييع لذة أقوى منها، أو فقدان لوقت بقيته أفضل، أو تلحق ضررًا بشرف الفرد، أو تقضي على مال بقاءه خير من ضياعه.
- أبعد القلوب عن الله هو القلب القاسي.
- أعظم الكرامة التمسك بالاستقامة.
- إذا مرض الجسد، فإن الطعام والشراب غير مجديين، وكذلك القلب عندما يتعرض للشهوات، فإن المواعظ لن تنفعه.
- جُعلت النار لإذابة القلوب القاسية.
- إذا قسا القلب، قحطت العين.
- المتابعة تعني أن يُفعل مثلما تمت فعله، بالطريقة التي كانت عليه، لأنه فعل ذلك.
أقوال وحكم ابن تيمية قصيرة ورائعة:
بالإضافة إلى ذلك، تشتمل أقوال وحكم ابن تيمية قصيرة ورائعة، ومنها:
- من عجز عن الجهاد ببدنه، وقدر على الجهاد بماله، فإنه وجب عليه الجهاد بماله، لذا يتوجب على الميسرين بذل الأموال في سبيل الله.
- العبد دائمًا بين نعمة من الله تحتاج إلى الشكر، وذنب منه يتطلب الاستغفار.
- سُئل ابن تيمية رحمه الله، أيهما أنفع للعبد، الاستغفار أم التسبيح؟ أجاب: إذا كان الثوب نقيًا، فإن البخور وماء الورد أنفع، وإذا كان دنسًا، فتكون فوائد الصابون والماء أكثر.
- قال ابن تيمية: إن لفظ الغوث والغياث لا يُستحق إلا الله، فهو غياث المستغيثين، ولا يجوز الاستغاثة بغيره.
- قال ابن تيمية: الشرع هو نور الله في أرضه، وعدله بين عباده، وحصنه الذي من دخله كان آمناً.
- قال ابن تيمية: من قال لغيره “ادع لي” بنية انتفاعهما، فهو وأخوه متعاونان على البر والتقوى.
- قال ابن تيمية: إن الله ينصر الدولة العادلة حتى وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الفاسدة حتى وإن كانت مؤمنة.
- قال ابن تيمية: الهجر الجميل هو هجر بلا أذى، والصفح الجميل هو صفح بلا عتاب، والصبر الجميل هو صبر بلا شكوى.
أجمل أقوال ابن تيمية:
خلال البحث في أقوال ابن تيمية رحمه الله، من الجميل أن نذكر الأبرز منها:
- ما عاقب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب، والابتعاد عن الله.
- لا شك أن الخوارج كانت بهم من الاجتهاد في العبادة والورع ما لم يكن عند الصحابة، لكن بسبب أنهم اتبعوا غير السبيل الصحيح، أدت بهم إلى الخروج عن الدين، كما قال ابن مسعود وأبي بن مالك: الاعتدال في السنة خير من الاجتهاد في البدعة.
- الدنيا كلها ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ما أشرقت عليه شمس الرسالة، وأسس لبنائه عليها. وبقاء أهل الأرض يعتمد على وجود آثار الرسل، وإذا اندثرت آثار الرسل عن سطح الأرض، فإنه سيخرب الله العالم.
- من أراد السعادة الأبدية فليتشبث بعتبة العبودية.
- أما الدنيا، فأمرها حقير، وكبيرها صغير، وغاية أمرها تكمن في الرياسة والمال، وغاية هذه الرياسة أن يكون كفرعون الذي أغرقه الله في البحر، بينما غاية المال أن يكون كقارون الذي خُسف به في الأرض.
خاتمة حول أقوال ابن تيمية رحمه الله:
ختاماً، من الضروري الاطلاع وقراءة أقوال العظماء وعلماء الفقه والأئمة حول الإسلام، لاستقاء العبر والفوائد ولتعميق فهم الدين، ومن أبرز هؤلاء هو الشيخ ابن تيمية الذي يزخر بعلم وفير ومعلومات قيمة.