قصة الحجر الأسود
عندما تم إعادة بناء الكعبة، حدثت خلافات كبيرة بين القبائل العربية حول من يتولى شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، واستمر هذا الخلاف لعدة أيام، حتى أصبح الخوف من تفاقم الأمور إلى حد القتال. ولحل هذه الأزمة، اتفقوا على أن من سيدخل أولاً من باب الكعبة سيكون حَكمًا في الأمر.
وكان أول من دخل عليهم هو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وعندما رأوه، قالوا جميعًا: “هذا الصادق الأمين، خير من دخل علينا، رضينا بحكمه”. وبعد أن استمع إلى تفاصيل الخلاف، اقترح النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتم إحضار ثوب، حيث أفرشه على الأرض ووضع الحجر الأسود في وسطه، وطلب من كل قبيلة أن تمسك بأحد أطراف الثوب، ثم قاموا جميعًا برفعه معًا حتى وصلوا به إلى الكعبة، حيث تسلم النبي الحجر بيده وقام بتثبيته في مكانه.
توضح هذه القصة مدى تأثير كلام الرسول وكيف كان الناس يثقون به، فقد اعتبروه قدوة لهم في جميع الأمور، وكانوا يتوجهون إليه للحصول على النصائح السديدة والإرشادات القيمة. وقد تميز الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصدق، الحكمة، الكرم، الذكاء، الأمانة، والإخلاص، وهي صفات ينبغي علينا الاقتداء بها. وتعتبر هذه القصة مثالًا رائعًا على قوة الصدق وتأثير الشخص الصادق على الآخرين في زمن الرسول.
قصة علي الخواص
كان هناك رجل يُدعى “علي الخواص”، اشتهر في الماضي بصدقه وأمانته. كان يعمل في تضفير خوص النخيل وصنع مستلزمات عدة منها كالسلال والقفاف والمظلات.
في أحد الأيام، أثناء عمله، دخل عليه رجل يبدو عليه الخوف والقلق الشديد. قال له الرجل بلهجة مرتعدة: “اخفني، فهناك رجالًا يسعون للإمساك بي وإلحاق الأذى بي”. رد عليه علي الخواص: “اخف تحت كومة السعف الموجودة على الأرض”. استجاب الرجل واختبأ تحت السعف كما طلب منه.
بعد قليل، دخل ثلاثة رجال أقوياء إلى مكان علي الخواص، وكانوا يلهثون من كثرة الركض. سألوا علي عن الرجل المختفي، وقد وصفوه لهم. أجابهم علي قائلاً: “إنه مختبئ تحت تلك الكومة من السعف هناك”. لكن الرجال لم يصدقوه، فظنوا أنه يسخر منهم، وانطلقوا غير مبالين بكلامه.
بعد مغادرتهم، خرج الرجل من تحت السعف وسأل علي الخواص: “كيف استطعت أن تخبر أعدائي بمكاني؟ أتعلم لو تمكنوا مني، لهلكت!”. فأجابه علي الخواص: “اسكت يا رجل، فقد أنجاك صدقك”.
قصة الصدق التي تسببت في توبة اللصوص
كان الشيخ عبد القادر الجيلاني -رحمه الله- في صغره يستعد للسفر لاستكمال تعليمه، فأعطته والدته اثنين وأربعين دينارًا، وطلبت منه أن يعدها بأن يكون صادقًا طوال فترة سفره، فقبل الطفل بذلك.
أثناء طريقه، صادف مجموعة من اللصوص الذين سألوا عن النقود التي يحملها، فقال لهم: “اثنان وأربعون دينارًا”. تركوه، لكنهم عاودوا سؤالهم مرة أخرى ظنًّا منهم أنه يكذب. لذا، اصطحبوه إلى قائدهم الذي سأل نفس السؤال، فأجاب الطفل بنفس الإجابة. تفاجأ القائد لسماعه الصدق من الطفل.
رد الطفل قائلاً: “لقد أعطيت عهدي لأمي بألا أكذب، وأخشى ألا أفي بوعدي لها”. عند ذلك، تأثر القائد وقرر أن يأمر جميع الرجال بإعادة ما سرقوه، وتاب هو أيضًا بفضل صدق الطفل.
قصة الصدق منجاة
يُحكى أنه في أحد الأيام، أعطت الأم ابنها نبيل مبلغًا من المال لشراء الحليب، وحذرته من اللعب في الطريق حتى لا ينكسر إبريق الحليب. أجابها نبيل: “سمعًا وطاعة يا أمي”، ووعدها بأنه لن يلعب. وبعد شرائه الحليب، إذ به يرى مجموعة من الناس حول سيارة، فأصابه الفضول واقترب ليرى ما يحدث، مما أدى إلى انزلاق قدمه وسقوط إبريق الحليب وانكساره.
وقف نبيل ينظر إلى الإبريق المكسور والحليب المسكوب، واحتار في أمره، حتى أغرقت الدموع عينيه. جاء إليه غلام آخر وسأله عن سبب بكائه، فاكتشف سبب حزنه، وأخبره بأنه لا يعرف كيف سيخبر أمه بما حدث. اقترح الغلام على نبيل أن يخبر أمه بأن رجلًا صدمه وأنه هو من أوقع الإبريق، ليكون عذرًا يحميه من العقاب.
تفاجأ نبيل من هذه الفكرة، وقال للغلام: “كيف أستطيع أن أكذب على أمي؟! من المستحيل أن أفعل ذلك، سأخبرها بالحقيقة مهما كان العقاب”. شعر الغلام بالخجل من نفسه وأعجب بشجاعة نبيل.
عاد نبيل إلى منزله وأخبر أمه بكل شجاعة عما حدث دون كذب. قامت أمه بتوجيهه بأهمية أن يكون صادقًا دائمًا، حيث أن الصدق هو منجاة له في كل موقف.