تعد قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم من أبرز ما كتب الشعراء في حق نبينا العظيم. وعلى الرغم من عدم كونه متصوفا، إلا أن شوقي نظم العديد من القصائد التي تعتبر من عيون الشعر العربي، مثل “ولد الهدى” و”نهج البردة”. يسرنا أن نقدم لكم عبر موقعنا مجموعة من أبرز قصائد أمير الشعراء في مدح الرسول.
أروع قصائد أحمد شوقي في مدح الرسول – نهج البردة
في قصيدة “نهج البردة”، قدم أحمد شوقي ردًا شعريًا على قصيدة الإمام البوصيري، التي كتبها عندما كان يعاني من الشلل، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه وجاءه بردته، مما جعله يُشفى من مرضه. انتشرت بركة هذه البردة في بلدان العالم، حيث يتم إنشادها خلال حلقات الذكر الصوفية.
تُعتبر قصيدة “نهج البردة” واحدة من أبرز القصائد التي تتطرق إلى معارضة البوصيري، وفيما يلي مقتطفات من هذه القصيدة:
رِيــمٌ عَــلَــى الْــقَـاعِ بَـيْـنَ الْـبَـانِ وَالْـعَـلَـمِ ** أَحَــلَّ سَــفْــكَ دَمِـي فِـي الْأَشْـهُـرِ الْـحُـرُمِ.
رَمَــى الْــقَــضَــاءُ بِــعَــيْــنَـيْ جُـؤْذَرٍ أَسَـدًا ** يَــا سَــاكِــنَ الْــقَــاعِ أَدْرِكْ سَــاكِــنَ الْأَجَـمِ.
لَــمَّــا رَنَــا حَــدَّثَــتْــنِــي الــنَّــفْـسُ قَـائِـلَـةً ** يَـا وَيْـحَ جَـنْـبِـكَ بِـالـسَّـهْـمِ الْـمُصِيبِ رُمِي.
قصيدة سلوا قلبي للشاعر أحمد شوقي
قصيدة “سلوا قلبي” تعتبر من قصائد المديح التي نظمها أحمد شوقي في حب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعرف أيضاً باسم “أبا الزهراء قد جاوزت قدري”. نستعرض فيما يلي بعض الأبيات من القصيدة:
وَنادَمنا الشَبابَ عَلى بِساطٍ ** مِنَ اللَذاتِ مُختَلِفٍ شَرابا.
وَكُلُّ بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يُطوى ** وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ وَطابا.
كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ ** إِذا عادَتهُ ذِكرى الأَهلِ ذابا.
وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي ** كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا.
أَخا الدُنيا أَرى دُنياكَ أَفعى ** تُبَدِّلُ كُلَّ آوِنَةٍ إِهابا.
وَأَنَّ الرُقطَ أَيقَظُ هاجِعاتٍ ** وَأَترَعُ في ظِلالِ السِلمِ تابا.
قصيدة ولد الهدى
كتب أحمد شوقي قصيدته “ولد الهدى” التي تتحدث عن يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث وصَفَ ولادته بأنها مصدر للهدى ونور عمَّ جميع الكائنات. وفيما يلي بعض الأبيات من هذه القصيدة:
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ ** وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ.
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ ** لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ.
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي ** وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ.
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا ** بِـالـتُـرجُـم انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ.
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ ** وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ.
نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ ** فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ.
اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ ** أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ.
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً ** مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا.
بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي ** إِلّا الـحَـنـائِـفُ.
فـيهِ وَالحُنَفاءُ خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ ** دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ.
هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ ** وَاِنتَهَت فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ.
في ختام هذا المقال، استعرضنا معكم أروع قصائد أحمد شوقي في مدح الرسول، ذاكرين بعض الأبيات من “نهج البردة” التي انتقد فيها البوصيري، كما أوردنا أيضًا مقتطفات من قصيدة “سلوا قلبي” المعروفة بـ “أبا الزهراء”، بالإضافة إلى قصيدة “ولد الهدى” التي تناولت مولد النبي الكريم.