أحاديث نبوية تشجع على التعارف
أبرز الإسلام أهمية التعارف بين الناس، حيث قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). وقد جُمعت العديد من الأحاديث النبوية التي تدعو إلى التعارف بين الأفراد، ومن أبرزها:
- (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وعِيَادَةُ المَرِيضِ، واتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وإجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وتَشْمِيتُ العَاطِسِ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (النَّاسُ مَعادِنُ كَمَعادِنِ الفِضَّةِ والذَّهَبِ، خِيارُهُمْ في الجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ في الإسْلامِ إذا فَقُهُوا، والأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمنُ مألَفٌ، ولا خيرَ فيمن لا يألَفُ ولا يُؤلَفُ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تَبَسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ لك صدقةٌ، وأمرُكَ بالمعروفِ ونَهْيُكَ عن المنكرِ صدقةٌ، وإرشادُك الرجلَ في أرضِ الضلالِ لك صدقةٌ، وبَصَرُكَ للرجلِ الرِّدِيءِ البصرِ لك صدقةٌ، وإماطتُكَ الحَجَرَ والشَّوْكَ والعَظْمَ عن الطريقِ لك صدقةٌ، وإفراغُكَ من دَلْوِكَ في دَلْوِ أخيك لك صدقةٌ).
أحاديث نبوية تعزز الصلة بين الأرحام
دعا الإسلام إلى أهمية صلة الأرحام، ويعتبر التعارف من أهم صور هذه الصلة. قال الله -تعالى-: (وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا). وقد وردت أحاديث نبوية عديدة تشجع على التعارف بين الأرحام، ومنها:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تعلَّموا من أنسابِكم ما تصِلونَ أرحامَكم، فإنَّ صلةَ الرَّحمِ منسأةٌ في الأثرِ، مثراةٌ للمالِ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اعرِفُوا أنسابَكم، تَصِلوا أرحامَكم؛ فإنَّه لا قُرْبَ للرحمِ إذا قُطِعَتْ وإنْ كانتْ قريبةً، ولا بُعْدَ بها إذا وُصِلَتْ وإنْ كانتْ بعيدةً).
أحاديث نبوية حول جزاء التعارف
تتواجد العديد من الأحاديث النبوية التي تتناول جزاء التعارف بين الناس، ومنها:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سبعةٌ يظلُّهمُ اللَّهُ في ظلِّهِ يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّهُ: الإمامُ العادلُ، وشابٌّ نشأَ في عبادةِ اللهِ، ورجلٌ قلبُه معلَّقٌ في المساجدِ، ورجلانِ تحابَّا في اللهِ اجتمعا علَيهِ وتفرَّقا عليه، ورجلٌ طلبتهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ فقالَ إنِّي أخافُ اللَّه. ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ أخفاها حتَّى لا تعلمَ يمينُه ما تُنفقُ شمالُه، ورجلٌ ذَكرَ اللَّهَ خاليًا ففاضت عيناهُ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).
- (عندما وصلَ النبيُّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- إلى المدينةَ، اجتمعَ النَّاسُ حولَهُ، وقيلَ: قد قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، وقد قدمَ رسولُ اللَّهِ ثلاثًا. فقمتُ لأطمئنَّ، وعندما تبيَّنتُ وجهَهُ، أدركتُ أنَّ وجهَهُ ليسَ بوجهِ كذَّابٍ، فكانَ أوَّلُ ما سَمِعْتُهُ، أن قالَ: يا أيُّها النَّاسُ، أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ).
وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن قلة التعارف بين الناس تعتبر من علامات الساعة في نهاية الزمان، فقال: (إنَّ بين يَدَيْها فِتنةً وهرْجًا، فسأله الناس: يا رسولَ اللهِ! الفتنةُ قد عرفناها، فما هو الهرْج؟ فقال: القتلُ، ويُلقَى بين النَّاسِ التَّناكُرُ فلا يكادُ أحدٌ أن يعرِفَ أحدًا).
إن للتعارف آثار إيجابية عديدة على الأفراد والمجتمع؛ فهو يسهم في نشر المحبة والأخوة بين أفراد المجتمع، ويعمل على إزالة الحسد، والبغضاء، والشحناء. وقد جاءت الأحاديث النبوية لتحث الناس على التعارف وتعزيز الروابط الاجتماعية.