أحبك ولكنني أخشى النهايات
أحبك، رغم أنني أجد نفسي مشغولة بمأساة النهايات بدلاً من الاستمتاع بجمال البدايات. لقد شهدت كيف يمكن أن تمتد يد الغدر لتسلب أحلامي دون سابق إنذار. أدرك تمامًا أن النهايات السعيدة، عزيزي، ليست سوى خرافات أو مشاهد من الأفلام. كيف يمكن أن أتجاهل ذلك وأنا التي اعتادت على فقدان كل ما أحبّته بشغف في النهاية، بعد أن كمّلت الطريق منهكة وجرحت قبضتي من شدة التمسك؟ أحبك، ولأن حبي لك عميق، أشعر بالارتجاف، لأن العمر لم يعد يحتمل المزيد من الخذلان، والقلب لم يعد يحمل مكانًا لجروح جديدة. أحبك، لكنني أخشى من أن أعبر عن مشاعري تجاهك، حتى لنفسي. فكل ما هو جميل يجذبني إليك، بينما تبعدني عنك هواجسي ومخاوفي. أشعر وكأنني مقيدة، خائفة من اتخاذ خطوة قد تقودني إلى هاوية الفقد يومًا ما. فكيف يمكن لك أن تعدني بأن هذه اللامعة في عينيك ستبقى مشتعلة، وأن اللهفة التي أراها في مشاعرك لن تتجمد لتصبح جبلًا من الجليد غدًا، وأن يديك هاتين لن تتركاني وحدي في نهاية الطريق؟ أحبك كثيرًا وسأبقي هذا الحب سراً مخفياً بين أضلعي، خوفاً عليه من أي اعتداء.
أحبك ولكنني أخشى الخذلان
أرى نفسي كما لم أراها من قبل، وأشعر أن مشاعري تجبرني على التوجه نحوك. وجودك يمنح المكان ألوانًا جديدة لم ألاحظها من قبل، حتى أن الطقس يبدو ربيعيًا ساحرًا برفقتك، رغم أنه قد يكون تشرين. لقد عاهدت قلبي طويلاً على حمايته، أن أسكّنه بين أضلعي وأغلق عليه لألا يتعرض للأذى. فهذا القلب البريء قد شهد تطورات قاسية وألمًا عميقًا طيلة حياته، ورأى ظلمًا جابهه نتيجة وفائه. لقد عاهدت نفسي على البقاء قوية، لا يتأثر قلبي بالحب مهما اشتد حولي من رياح كاذبة. ولكن ماذا يحدث لي الآن؟ كيف يمكن لوجودك في حياتي أن يقلب كل المعايير رأسًا على عقب؟ أسهر لياليي لأتحدث مع ذكراك، وأتذكر قول فاروق جويدة: “شيء إليك يشدني لا أدري ما هو منتهاه… يومًا أراه نهايتي ويوماً أراك فيه الحياة!”
<pلكن هناك شيئًا بداخلي يرفض الاستسلام، ويصر على سماع صدى صوت يردد أن لا تهادني. كيف يمكنني فعل ذلك وأنا من عانت من ألم الخذلان؟ كيف يمكنني التهدئة والتسليم دون خوف من أن يُعاد إليّ قلبي جريحًا وقد رُمِي على قارعة الطريق؟ لا تهادني، فالمشاعر ليست شيئًا رخيصًا يُمنح للعابرين أو للمسافرين الذين حلّوا ضيوفًا في وطن. والروح ليست قادرة على استعادة عافيتها بوصفة سحرية، تتلاعب بها الكلمات. تتجاذبني أفكار كثيرة في حيرة، وأرتجف كما يفعل الغريق بعد نجاته. أصحو من نومي وأنا أهذي: أحبك ولكنني أخشى الخذلان، فما الحل؟
أحبك ولكنني أخشى الندم
قالت الكاتبة أحلام مستغانمي ذات مرة:
أخشى أن أحبك فأفقدك ثم أعاني، وأخشى أيضًا ألّا أحبك فتضيع فرصة الحب وأندم. أعيش معك حالة من عدم التوازن، منذ تعريفك لي، تسير حياتي بانتظام بينما قلبي غارق في الفوضى. أشعر أنني معجبة بك إلى آخر حدود الإعجاب. فيك أجد ما أحتاجه في هذا الزمن، فقد وجدّت فيك ما كان ينقصني ليكمل بهاء روحي وصفاء عالمي، لكنني أخشى دائمًا النهايات! فأنا امرأة اعتادت دائمًا على فقدان كل ما تحب، نستطيع عادة كبح جماح العاطفة في البداية، لكننا نعجز عن ذلك في النهاية، وهذا ما يجعلني أعيش في حالة من الخوف المستمر. فعلمّني كيف أحبك بلا ألم، وكيف لا أحبك بلا ندم!