ما هو المدّ؟
المدّ هو إطالة الصوت أثناء نطق حرف المد، بينما القصر هو النطق بالحرف دون أي زيادة. يتضمن المدّ ثلاثة أحرف رئيسية: الواو الساكنة التي تسبقها ضمة، الألف التي تسبقها فتحة، والياء الساكنة التي تسبقها كسرة. يُعتبر حرفا اللين، وهما الياء والواو الساكنتين اللتين تسبقها فتحة، من أنواع المدّ أيضاً.
أشكال المدّ
يمكن تقسيم المدّ إلى نوعين رئيسيين: المدّ الأصلي والمدّ الفرعي، وسنقوم بتوضيح كل نوع بشكل متفصّل أدناه.
المدّ الطبيعي
يتمثل المدّ الطبيعي في نوعين: الأول هو المد الكلمي، والذي يتمثل في وجود حرف المدّ داخل كلمة واحدة، كما في الكلمة (ينادونك)، حيث يظهر حرف المدّ في الكلمة نفسها، ولهذا سُمي كلمياً. يمكن أن يكون هذا المدّ ثابتاً سواء عند الوصل أو الوقف، أو ثابتاً عند الوصل فقط، أو ثابتاً عند الوقف فقط، ويمتد بمقدار حركتين فقط.
النمط الثاني من المدّ الطبيعي هو المد الثنائي، وهو ما ينشأ في فواتح السور الكريمة المكونة من حروف مقطعة، مثل سورة طه أو مريم. تجتمع حروف هذه الكلمات في تعبير (حيّ طهر)، حيث تمثل الحاء الحواميم، والياء سورتي مريم ويس، والطاء لسورة طه ومجموع الطواسيم، والهاء لسورتي مريم وطه، والراء كما في بدايات سور يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر.
هناك أيضاً مدّ العوض، والذي يُعتبر جزءاً من المدّ الطبيعي، ولا يُستخدم إلا في حالات الوقف على الألف المنوّنة بتنوين نصب، مثل الكلمة (غُزّىً) التي يتم قراءتها بحالة المدّ الطبيعي عند الوقف، أو (هدىً) و(أحداً).
المدّ الفرعي
يشتمل المدّ الفرعي على ثلاثة أحكام: الجواز، الوجوب، واللزوم. إليك تفاصيل كل منها:
- المدّ الواجب: يحدث عند وقوع حرف الهمزة بعد حرف المدّ في كلمة واحدة، ويُعرف أيضاً بالمد المتصل، لأنه يربط حرف المدّ بالهمزة في نفس الكلمة. في هذه الحالة، يُمدّ حرف المدّ بمقدار أربع أو خمس حركات إذا كانت الهمزة في منتصف الكلمة، ويصل إلى ست حركات إذا كانت في نهاية الكلمة.
- المدّ الجائز: يتيح القصر أو المد. ويُعرّف بأنه ظهور الهمزة بعد حرف المدّ في كلمتين منفصلتين، ولذلك سُمّي جائزاً حيث يمكن نطق الحرف سواءً بالمدّ أو بالقصر. كما أن هناك فرعاً من الجائز يُعتبر مدّاً منفصلاً، وهو المد العارض للسكون، الذي يحدث بسبب سكون عارض بعد حرف المدّ نتيجة الوقف، وفي هذه الحالة، يجوز القصر أو المد كذلك.
- المدّ اللازم: يتمثل في وجود سكون بعد حرف المدّ سواءً عند الوصل أو الوقف. وتسمية المدّ باللازم تأتي من لزوم المدّ فيه عند الوصل والوقف. ومن الأمثلة على ذلك، حرف الميم في كلمة (ألم) الموجودة في مقدمة سورة آل عمران.