أحكام الميم الساكنة في سورة الملك
الإخفاء الشفوي في سورة الملك
تظهر أحكام الإخفاء الشفوي في سورة الملك في ثلاث مواضع محددة، وسأستعرض كل منها على حدة:
- كما جاء في قوله -تبارك وتعالى-: (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَـذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ)، حيث نجد الإخفاء الشفوي في عبارة -تبارك وتعالى-: (كُنتُم بِهِ)، حيث تتبعه ميم ساكنة تسبقها حرف الباء، ويجب مراعاة الغنة أثناء النطق.
- وأيضًا يظهر في قوله -تبارك وتعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ)، حيث يتواجد الإخفاء الشفوي في عبارة (يَأْتِيكُم بِمَاءٍ)، وتشتمل على ميم ساكنة تسبقها حرف الباء مع ضرورة الإدغام.
- كما ورد في قوله -تبارك وتعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)، حيث يكون الإخفاء الشفوي موجودًا في عبارة (رَبَّهُم بِالْغَيْبِ) مع وجود ميم ساكنة تسبقها حرف الباء.
الإدغام الشفوي في سورة الملك
تظهر أحكام الإدغام الشفوي في سورة الملك في موضعين فحسب، وإليكم تفاصيلهما:
- الموضع الأول هو في قوله -عز وجل-: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)، حيث نجد الإدغام الشفوي في عبارة (لَهُم مَّغْفِرَةٌ) التي تضم ميم ساكنة تسبقها حرف الميم.
- بينما الموضع الثاني يظهر في قوله -عز وجل-: (أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ)، وما يحتويه هذا الموضع هو الإدغام الشفوي في عبارة (أَأَمِنتُم مَّن).
الإظهار الشفوي في سورة الملك
تحتوي سورة الملك على العديد من الأمثلة على الإظهار الشفوي، وأبرزها:
- في قوله -تعالى-: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ).
- وكذلك في قوله -تعالى-: (لَهُمْ عَذَابَ).
- وفي قوله -تعالى-: (بِرَبِّهِمْ عَذَابُ).
- وأيضًا في قوله -تعالى-: (سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا)، و(أَلَمْ يَأْتِكُمْ)، و(يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ).
- وفي قوله -تعالى-: (بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا).
- وفي قوله -تعالى-: (يُمْسِكُهُنَّ).
- وأختم في قوله -تعالى-: (كُنتُمْ صَادِقِينَ).
التعريف بأحكام الميم الساكنة
من المهم أن نبدأ بالتعريف بأحكام الميم الساكنة وكيفية استخراجها، إذ تتضمن ثلاثة أحكام رئيسية:
- الإخفاء الشفوي
هذا الحكم يعتمد على حرف واحد فقط وهو حرف الباء، كما جاء في النص القرآني -تبارك وتعالى-: (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، حيث يظهر الإخفاء الشفوي في عبارة (يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ)، والتي تتضمن ميم ساكنة يليها حرف الباء، مما يستدعي وقوع الحكم تحت بند الإخفاء الشفوي مع ضرورة الغنة.
- إدغام مثلين صغير
بالنسبة لهذا الحكم فهو أيضًا يعتمد على حرف واحد، وهو حرف الميم، كما جاء في قوله -تبارك وتعالى-: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، حيث نجد إدغام المثلين في عبارة (وَلَكُم مَّا)، وتمتاز هذه الظاهرة أيضًا بأنها تشترط وقوعها في كلمتين.
- الإظهار الشفوي
يطلق عليه الإظهار الشفوي نظرًا لأن مخرجه شفوي، ويتميز عن الإظهار الحلقي. ويرتبط هذا الحكم بجميع حروف الهجاء ما عدا حرفي الباء والميم، ويمكن أن يتمثل في كلمة واحدة كما في قوله -تعالى-: (يَمتَرونَ)، أو في كلمتين كما في قوله -تعالى-: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ).