أدعية الرسول خلال شهر رمضان
يُعتبر الدعاء من الأمور المهمة التي ينبغي على المسلم الالتزام بها، وخاصة خلال شهر رمضان المبارك. لابد للصائم من الإكثار من الدعاء تقربًا إلى الله -تعالى-، إذ إن دعاء الصائم مستجاب. كما أكد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (ثَلَاثَةٌ لا تُرَدُّ دعوَتُهُم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم). أيضًا، فإن الدعاء في ليالي رمضان، وخصوصًا في ليلة القدر، له فضل كبير.
لقد ورد العديد من الأدعية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مواطن متنوعة خلال الصيام، ومنها ما يلي:
الدعاء عند رؤية الهلال وبداية الشهر
من الأدعية الثابتة عند رؤية الهلال ودخول الشهر ما يلي:
- عن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى الهلال يقول: “اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله”.
- وعن ابن عمر في رواية أخرى للحديث السابق: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رأى الهلال قال: الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما يحب ربنا ويرضى، ربنا وربك الله”.
وفي هذه الرواية يوجد ذكر التكبير، وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- إلى مشروعية التكبير في المواضع العظيمة. فقد قال: “لبيان أن الله أكبر، وتستولي كبرياؤه في القلوب على كبرياء تلك الأمور العظيمة”.
الدعاء عند مواجهة النزاع للصائم
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الصيام جُنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين”. وقد علق النووي -رحمه الله- على هذا الحديث بأنها دعوة للصائم ليخبر الذي يشاتمه، عسى أن يتراجع عن ما فعله.
ماذا يقول عند الإفطار
من الأدعية المستحبة عند الإفطار ما يلي:
- كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول عند الإفطار: “ذهب الظما، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله”.
- أما إذا أفطر عند شخص، فقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه: “أفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة، وأكل طعامكم الأبرار”.
الدعاء في ليلة القدر
يُعتبر الدعاء في ليلة القدر من أفضل الأدعية وأكثرها استجابة. وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها سألت الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة هي ليلة القدر، ماذا أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعفُ عني”.
علق الإمام الفيومي -رحمه الله- على معنى العفو هنا قائلاً: “العفو من أسمائه -تعالى-؛ وهو المتجاوز عن سيئات عباده، الماحي لآثارها عنهم. وهو يحب العفو، لذا يحب أن يعفو عن عباده، ويريد من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض. فإذا عفا بعضهم عن بعض، عاملهم بعفوه، وعفوه أحب إليه من عقوبته”.