أدوات الاستفهام: مفاهيم وأقسام
تُعتبر أدوات الاستفهام أحد الأساليب اللغوية المستخدمة للتساؤل حول معلومات غير معروفة، بهدف الحصول على إجابات واضحة. تحمل هذه الأدوات دلالات بلاغية تتجلى في سياق الجمل. وينقسم هذا النوع من الأدوات إلى قسمين: حروف وأسماء، حيث تأتي هذه الأدوات في بداية السؤال ولا يُمكن أن تسبقها أي عناصر أخرى، حيث ترتبط ارتباطًا وثيقًا بما يليها، إلا إذا سُبِقَت بحرف جر أو مضاف.
تصنيف أدوات الاستفهام
تُقسم أدوات الاستفهام إلى قسمين رئيسيين: الحروف والأسماء. الحروف تشمل: الهمزة و”هل”، بينما تشمل الأسماء: “ما”، “من”، “ماذا”، “أين” وغيرها. فيما يلي، توضيح لكل من هذين القسمين:
حروف الاستفهام
الحروف التي تستخدم للاستفهام هي كما يلي:
الهمزة
تستخدم الهمزة للاستفهام لتوضيح معنيين:
- مفهوم التمييز
حيث يتم الرد بالإشارة إلى شيء محدد، مثل: “أمحمد خرج أم أسامة؟”، والإجابة تكون إما “محمد” أو “أسامة”.
- مفهوم التصديق
وهنا يتم الرد بنعم أو لا، كما في: “أحضر المدعو؟”، حيث تكون الإجابة ممكنة بنعم أو لا.
فيما يتعلق بإعراب الهمزة، فلا مكان لها من الإعراب، حيث تُعتبر حرف استفهام لا محل له من الإعراب.
هل
تُستخدم “هل” للسؤال عن التعيين، أي أن المتحدث يسعى لتحديد الإجابة بنعم أو لا، كما يظهر في قوله تعالى: {هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ}. وتُعرب “هل” أيضًا كحرف استفهام لا محل له من الإعراب.
أسماء الاستفهام
جميع أسماء الاستفهام مبنية ما عدا “أي” والتي تُعتبر معربة، لأنها تضيف إلى مفرد. فيما يلي توضيح لبعض أسماء الاستفهام:
من ومن ذا وما وماذا
استخدام “من” و”من ذا” يتعلق بالسؤال عن العاقل، بينما “ما” و”ماذا” تستخدمان للسؤال عن غير العاقل، كما في: “ما شأنك؟”. ويتم إعراب هذه الأسماء كما يلي:
- مبتدأ
عندما تتبع الاسم نوع من الأسماء المنكرة أو شبه جملة.”، مثل: “من مجتهدٌ؟” أو “ماذا بك؟”.
- خبر للمبتدأ
عندما تتفاعل مع واحدة من المعارف، كما في: “من أنتم؟”.
- خبر للفعل الناقص
إذا كانت تتبع الهدف الناقص الذي لا يستوفي خبر، كما في: “ماذا كان هدفك؟”.
- مفعول به
عندما تتبع فعل متعد لم يستوفِ مفعوله، كما في: “ماذا يحصد المنافق؟”.
- مفعول به ثاني
إذا كانت تتبع فعل متعد لمفعولين ولم يُستوفَ المفعول الثاني، كما في: “ماذا حسبتني؟”.
متى وأيّان وأين وأنى
تُستخدم “متى” و”أيّان” للسؤال عن الزمان، بينما “أين” و”أنى” للسؤال عن المكان. تُعرب هذه الأسماء كظرف زمان أو مكان يتعلق بما بعدها من خبر أو فعل محذوف، كما في: “متى ترحل؟” و”أين البيت؟”.
كيف
تستعمل للسؤال عن الحال، ويتم إعرابها كما يلي:
- حال
عندما يليها فعل تام غير متعدي لمفعولين أساسيين، مثل: “كيف يُعامل الكبار الصغار؟”.
- في محل رفع خبر متقدم
عندما يُتبع باسم للإشارة إلى حالة، كما في: “كيف حالك؟”.
- في محل نصب خبر
عندما يتبع الفعل الناقص الذي لا يستوفي خبره، كما في: “كيف أصبحتَ؟”.
- مفعول به ثاني
عندما يتبع فعل متعدي له مفعولين ولم يستوفِ المفعول الثاني، كما في: “كيف تظن الإصرار؟”.
كم
تُستخدم “كم” للاستفسار عن عدد غير محدد، وإعرابها يتحدد وفقًا للعلاقة مع الجملة المرافقة، كما يلي:
- مبتدأ
عندما يليها اسم نكرة أو شبه جملة، كما في: “كم أستاذًا مجتهدٌ؟”.
- خبر
تتبع بمعرفة، كما في: “كم صفحةً كتابُك؟”.
- في محل نصب مفعول به
عندما تتصل بفعل متعد لم يستوف مفعوله، كما في: “كم دعوةً أرسلتَ؟”.
- نائب مفعول مطلق
عندما تعتبر تمييزًا لاسم الاستفهام مصدرًا، كما في: “كم دورةً درت في الساحة؟”.
- نائب مفعول فيه
تُمكن من دخولها في محل جر.
أيّ
تُعتبر “أيّ” اسم استفهام معرب يستخدَم للسؤال عن العاقل وغير العاقل، ويتم إعرابها كما يلي:
- نائب عن المفعول به
عندما تتلوها ظرف، كما في: “أيّ يوم تعود؟”.
- نائب مفعول مطلق
عندما تتبع مصدرًا من جنس الفعل، كما في: “أيّ قول قلت؟”.
- إعراب “من وماذا”
إذا أُضيف اسم الاستفهام إلى غير الحالات المذكورة، كما في: “أيّ طالب نجح؟”.
المعاني المجازية لأدوات الاستفهام
تظهر أدوات الاستفهام في بعض الأحيان بمعانٍ مجازية أو بلاغية قد تكون غير واضحة، تستدعي الفهم ضمن السياق. ومن هذه المعاني:
- النفي
كما في قوله تعالى: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّه}.
- التقرير
كما في السؤال: “أأنت الذي ركل الكرة؟”.
- الإنكار
كما في قوله: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا}.
- الاستهزاء
كما في قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}.
- التوبيخ
كما قال تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}.
- التعظيم والتهويل
كما في قوله: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}.
- التعجب
كما في قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.