ما هي أدوات نصب الفعل المضارع؟
ينصب الفعل المضارع عند وجوده مسبوقًا بأحد أدوات النصب التالية:
- لن: تُعتبر حرف نفي ونصب واستقبال، حيث تدل على المستقبل، كما في: لن تُهزموا.
- كي: حرف مصدري ونصب واستقبال، ويفيد التعليل؛ إذ يمكن أن تقترن بلام التعليل التي تُلفظ أو تُقدّر، مثل: سافرنا لكي نستمتعَ، أو كي نستمتعَ. كما يجوز أيضًا اقتران آخرها بلا النافية (لكيلا)، مثل: أخبرتك لكيلا تندم. في هذه الحالة، المصدر المؤوّل من (كي لا تندم) يكون في محل جر بحرف الجر (اللام).
- لام التعليل: تستخدم للتعليل وبيان السبب، بحيث يكون ما بعدها مسببًا لما قبلها، كما يتضح في قوله تعالى: “وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”.
- إذن: حرف جواب وجزاء ونصب واستقبال، ويُعتبر حرف ناصب بشرط توفر أربعة شروط:
- أن تأتي في بداية الجملة.
- أن يدل الفعل على الاستقبال.
- ألا يفصل بينها وبين فعلها فاصل، إلا في حالة القسم.
- أن تدل على المجازاة، مما يعني أن فيها معنى يُشير إلى جزاء الفعل.
مثال على الشروط السابقة هو قول صديق لآخر إنه سيزوره، فيرد الآخر: إذن أُكرمَك، أو إذن -والله- أكرمك.
- أنْ: تُعتبر حرفًا مصدريًا ونصبًا واستقبالًا، ولا تأتي بعد أفعال اليقين، بل ترد بعد فعل يُرجى حدوثه، كما في: أحبّ أن أسافرَ. وتأتي في عدة حالات، يوضحها ما يلي:
- إذا وقعت مباشرة بعد فعل من أفعال الرجحان، فهي غالبًا ناصبة، مثل: ظننتُ أن يُحسنَ إليّ.
- إذا فُصلت بين أن والفعل المضارع الواقع بعدها بـ(لا)، فإن الرفع والنصب يكونان سواء، كما في: أظنّ ألّا يعاقبَني أو: أظنّ أنْ لا يكافئُني.
- إذا فُصِلَت بين أن والفعل المضارع بـ (قد) أو (سوف)، فإن أن تكون مُخففّة، كما في: حسبتُ أن قد تسافرُ، وحسبتُ أن قد تحضرُ.
- إذا جاءت في حالة الرفع، تكون أن مُخففّة.
وفي إضمار (أن) وجهان:
يمكن أن تُضمَر جوازًا، وفي إضمارها موضعان:
- الموضع الأول: بعد لام التعليل، مثل: جئنا لنستفيدَ (وأصلها لأن نستفيدَ). أما إذا جاءت (لا النافية) بعدها، مثل: جئتُ لأن لا تغضب، فيجب ظهورها، إلا أنها تدغم مع (لا النافية) لتصبح (لئلّا)، مثل: جئت لئلّا تغضبَ.
- الموضع الثاني: بعد أحد حروف العطف مثل الواو والفاء وأو وثم، إذا كان قبلها اسم صريح، مثل: تسرّني رؤيتُك ثم أتحدثَ إليك، فتقدير القول: ثم أن أتحدثَ إليك.
ويمكن أيضًا أن تُضمَر وجوبًا، وفي هذا خمسة مواضع:
- بعد لام الجحود، وهي مسبوقة بـ (كان) المنفية، مثل: لم أكن لأكذبَ عليك، والمصدر المؤوّل من أن المستترة، والفعل المضارع في محل جر بحرف الجر (اللام).
- بعد حتى: عندما تأتي بمعنى الانتهاء (إلى أنْ)، مثل: سأنتظرك حتى تعودَ، وبمعنى التعليل، مثل: أخبرتكم حتى أسعدَكم (لأسعدَكم)، شرط أن تكون دالة على الاستقبال.
- بعد أو: عندما تأتي بمعنى حتى (إلى أنْ)، مثل: يُسجَن المذنب أو تثبتَ براءته. أي إلى أن تثبت براءته، لذا يكون الفعل المضارع (تثبتَ) منصوبًا.
- بعد واو المعية: أي الواو التي تأتي بمعنى (مع)، مثل: لا تأكل وتتكلمَ. و(تتكلمَ) فعل مضارع منصوب.
- بعد فاء السببية: حيث تفيد السبب؛ أي إن ما قبلها سبب لما بعدها، مثل: لا تظلمْ فتظلمَ. وتأتي بعد:
- نفي، مثل: لم تتدرّب جيدًا فتفوزَ.
- نهي، مثل: لا تقصّرْ فتندمَ.
- دعاء، مثل: ربِّ يسرّ لي أمري فأفوزَ.
- استفهام، مثل: هل تسمعُني فأُحدّثَك؟
- عرض، مثل: ألا تمرّ بنا فتنالَ خيرًا.
- تحضيض، مثل: هلّا أعنتَ المحتاج فتؤجرَ.
- تمنّي، مثل: ليتك رافقتني فتعرفَ.
- ترجٍّ، مثل: لعلّك معافًى فترافقني.
- طلب، ويشمل فعل الأمر، مثل: احترمني فأحترمكَ.
يجدر بالذكر أن العرب قد أجازوا حذف (أن) من كلامهم إذا دلّ عليها السياق، فتُحفظ تلك الجمل ولا يُقاس عليها. كمثال قولهم: تسمعَ بالمُعيدي خيرٌ من أن تراه، حيث تقدير الكلام: أن تسمعَ بالمعيدي خيرٌ من أن تراه، والفعل (تسمعَ) فعل مضارع منصوب بأن المحذوفة، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
ما هي علامات إعراب الفعل المضارع المنصوب؟
كما تم ذكره سابقًا، يمكن أن يأتي الفعل المضارع معربًا أو مبينًا على السكون والفتح، وفيما يلي يُوضح علامات نصب الفعل المضارع إذا سُبِق بأحد حروف النصب:
- الفتحة الظاهرة
يُنصب الفعل المضارع بالفتحة الظاهرة إذا لم يتصل بآخره شيء، مثل: لن أقبلَ بالظلم، ويتوجب علينا أن ندعوَ الله، وبقي أن أشتريَ تذكرة السفر، إذ الأفعال (أقبلَ، وندعوَ، وأشتريَ) منصوبة بـ (لن، وأن) وعلامة نصبها هي الفتحة الظاهرة على آخرها.
- الفتحة المُقدَّرة
في حالة كان الفعل المضارع مُعتلّ الآخر بالألف، مثل: يجب أن ترضى بما كتبه الله لك، فإن الفعل (ترضى) منصوب بـ(أن) وعلامة نصبه الفتحة المقدرة، ومنعت الظروف من ظهورها.
- حذف حرف النون
إذا كان الفعل المنصوب من الأفعال الخمسة، وهو ما كان مضارعًا واتصل بألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، مثل: يُكرمان، وتُكرمان، وتُكرمون، ويُكرمون، وتُكرمين، فإن علامة نصبه هي حذف حرف النون من آخره.
أمثلة ذلك بالتسلسل: يجب أن يكرما الضيفَ، يجب أن تكرموا الضيفَ، يجب أن تكرمي الضيفَ؛ حيث يُعرَب كل من الأفعال الخمسة المذكورة في الجمل السابقة كالتالي: فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه هي حذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة.
فيديو عن أدوات نصب الفعل المضارع
للتعرف على المزيد، يمكنك مشاهدة الفيديو.
أمثلة على أدوات نصب الفعل المضارع
فيما يلي مجموعة من الأمثلة التطبيقية حول أدوات نصب الفعل المضارع:
أمثلة من القرآن الكريم
- قال تعالى: “قالَ أَلَم أَقُل لَكَ إِنَّكَ لَن تستطيعَ مَعِيَ صَبرًا”
لن: حرف نصب لا محل له من الإعراب.
تستطيع: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- “فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيكونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ”
لام: لام التعليل، حرف لا محل له من الإعراب.
يكون: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتسكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”
لام: لام التعليل حرف لا محل له من الإعراب.
تسكنوا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.
أمثلة من السّنة
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَأن أقولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ”
أن: حرف مصدري ونصب، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
أقول: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “يَنزِلُ اللهُ كلَّ ليلةٍ حتى يبقى ثلثُ الليلِ الآخِرُ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ: من يدعوني فأستجيبَ له، من يستغفرُني فأغفرَ له، من يسألُني فأُعطِيَه”
حتى: حرف جر لا محل له من الإعراب.
يبقى: فعل مضارع منصوب بأن المقدرة بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره، منعت الظروف من ظهورها.
أمثلة متنوعة
- عليكم أن تحافظوا على نظافة مدرستكم
أن: حرف مصدري ونصب لا محل له من الإعراب.
تحافظوا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- يجب أن أسعى في الخير
أن: حرف مصدري ونصب لا محل له من الإعراب.
أسعى: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة، منعَ من ظهورها التعذر.
- لن أرضى حتى أرى الحق بعيني.
لن: حرف نصب لا محل له من الإعراب.
أرضى: فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على آخره، منعَ من ظهورها التعذر.
حتى: حرف نصب لا محل له من الإعراب.
أرى: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره، منعَ من ظهورها التعذر.
تدريبات على أدوات نصب الفعل المضارع
صوّب الخطأ في الجمل الآتية
- على الطلبة أن يتعاونوا معًا على تحقيق النّجاح.
- أحب إخبار أمي بكلّ ما يحصل معي حتى تشعرُ بالثّقة تجاه تصرفاتي.
- ادرسا للامتحان جيّداً؛ كي تجتازانه بنجاح.
- ادّخر أموالك ليبقَ لديك ما يعينك وقت حاجتك.
اضبط الكلمات التي تحتها خط
- قال تعالى: “وأنزلنا إليك الذكْرَ لتبين للناس”
- لن أسمح لعدونا بالنّصر علينا ما دمت حيًا.
- لا أستطيع أن أرى بوضوح دون أن أرتدي نظارتي.
- لا بد من العمل على إحياء روح الأخوة بين أبناء المجتمع الواحد؛ حتى يصبح الأفراد أكثر قربًا من بعضهم بعضًا.
املأ الفراغ بما يناسب الجملة ليتم المعنى
- قال المعلم: أيها الطّلبة عليكم أن………. جيداً لتحققوا أحلامكم.
- أحبّ السّفر والتّنقل كثيراً حتى ………. على الثّقافات الأخرى.
- أنام ثماني ساعات في اليوم ل………. جسمي.
- لن……….. حدودي مع والدي؛ لأنني أحترمهما.
في الختام، تم توضيح أدوات نصب الفعل المضارع في هذا المقال بمعانيها المختلفة، وحالات إعراب الفعل المضارع المنصوب بها، بالإضافة إلى طرح مجموعة من الأمثلة التوضيحية من القرآن الكريم والسنة النبوية، مع تدريبات متنوعة حول أدوات نصب الفعل المضارع.