أدوات النصب في زمن الفعل المضارع

تُعتبر اللغة العربية ثروة غنية تدعم البشرية، وخاصة الدول العربية، حيث تحتوي على مجموعة متنوعة من العلوم المتعلقة باللغة، بما في ذلك الصرف والنحو. تستند هذه العلوم إلى العديد من الموضوعات التي تُعَد الأساس الذي تبني عليه اللغة. في هذا المقال، سنناقش أحد هذه الموضوعات.

أدوات نصب الفعل المضارع

يتم نصب الفعل المضارع عندما يسبقه أحد أدوات النصب، ومنها:

لن

تعتبر “لن” من حروف النصب والنفي والاستقبال، حيث تشير إلى الزمن المستقبل.

كي

هي حرف آخر من حروف النصب، كما أنها تستخدم للعلة، وتدل أيضاً على المستقبل.

لام التعليل

تستخدم لام التعليل لتوضيح السبب لما يسبقها، كما في المثال: “وكذلك جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءً عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”.

إذن

تعتبر “إذن” حرفاً آخر من أدوات النصب، بالإضافة إلى كونها تدل على المستقبل، كما أنها تستخدم كحرف جواب وجزاء، شرط أن تتوفر بعض الشروط:

  • يجب أن تأتي في بداية الجملة.
  • يكون الفعل دالاً على المستقبل.
  • لا يُفصل بين “إذن” وفعلها أي فاصل، باستثناء صيغة القسم.
  • يجب أن يشير المعنى في الجملة إلى جزاء الفعل.
  • مثال: عندما يخبرك شخص بأنه سيزورك فتقول له: إذن سأكرمك.

أن

تُعتبر “أن” من حروف النصب، تشير إلى المستقبل، ولا تأتي بعد أحد حروف اليقين، ولكن يمكن استخدامها بعد حرف يتمنى الشخص حدوثه، مثل “أحب أن أسافر”. هناك أيضاً بعض الحالات التي تأتي عليها “أن”:

  • إذا جاءت بعد أحد أفعال الرجحان، مثل: ظننت أن يحسن إلي، فهي غالباً ناصبة للفعل.
  • إذا كان الفاصل بينها وبين فعلها كلمة لا، فإن الرفع أو النصب جائز، مثل: أظن أن لا يكافئني، وأظن ألا يعاقبني.
  • إذا كان الفاصل بينها وبين الفعل هو أحد الكلمتين “قد” أو “سوف”، مثل: حسبت أن قد تسافر.

حالات أن في الجملة

تستخدم “أن” في الجملة في حالتين:

الحالة الأولى

تأتي “أن” بالإيجاز وفي موضعين هما:

  • إذا جاءت بعد لام التعليل، مثل: جئنا لنستفيد، أي لأن نستفيد. وإذا جاء بعدها “لا” النافية، لابد من ظهورها، مثل: حضرت لأن لا تغضب، ولكن في هذه الحالة تُدغم في “لا” النافية لتصبح “لئلا” مثل: حضرت لئلا تغضب.
  • إذا جاء في الجملة اسم صريح وبعده إحدى حروف العطف مثل: حرف الواو، أو، ثم، أو الفاء، فتضاف “أن” تقديرًا للقول، مثل: تسرني رؤيتك ثم أتحدث إليك، تصبح تقديرًا: تسرني رؤيتك ثم أن أتحدث إليك.

الحالة الثانية

تستخدم “أن” وجوبًا، وهي لها خمسة مواضع مختلقة وهم:

إن تأتي بعد لام الجحود

  • التي يسبقها كان المنفية، مثل: لم أكن لأكذب عليك.

إن تأتي بعد كلمة حتى

  • وتكون بمعنى الانتهاء، مثل: سأنتظرك حتى تعود.
  • كما تأتي للتعليل بشرط أن تكون في المستقبل، مثل: أخبرتك حتى أسعدكم، بمعنى أخبرتك لأسعدكم.
  • كما تأتي في بعض المواضع بمعنى التثبيت ولكن نادراً، مثل: سأعطيك الكتاب حتى تثبت أنه لك.

أن تأتي بعد أو

  • وتكون في هذه الحالة عاطفة، إذ تأتي بمعنى إلا أو حتى، مثل: يسجن المؤمن أو تثبت براءته.

أن تأتي بعد واو المعية

  • وهي تشير إلى “مع”، مثل: لا تأكل وتتكلم، حيث أن فعل “تتكلم” يُعرف بأنه فعل مضارع منصوب.

أن تأتي بعد فاء السببية

  • حيث يكون ما يسبقها سبباً لما بعدها، مثل: لا تظلم فتُظلم، ويمكن أن تأتي أيضاً في حالات متنوعة مثل:

النفي

  • مثل: لم تتدرب جيداً فتفوز.

النهي

  • مثل: لا تقصر فتندم.

الدعاء

  • مثل: ربِّ يسر لي أمري فأفوز.

الاستفهام

  • مثل: هل تسمعني فأحدثك؟

العرض

  • مثل: ألا تمر بنا فتنال خيراً.

التحضيض

  • مثل: هلا أعنت المحتاج فتؤجر.

التمني

  • مثل: ليتك رافقتني فتعرف.

الترجي

  • مثل: لعلك معافى فترافقني.

الطلب بصيغة الأمر

  • مثل: احترمني فأحترمك.

علامات إعراب الفعل المضارع المنصوب

الفتحة الظاهرة

كما تعلّمنا في الصغر، يُنصب الفعل المضارع بالفتحة الظاهرة إذا لم يكن في آخره ما يتصل به، مثل: لن أقبلَ بالظلم، وبقي أن أشتريَ تذكرة السفر، أن ندعوَ الله. هنا، الكلمات مثل “ندعوَ”، “أشتريَ”، “أقبلَ” من الأفعال المنصوبة باستخدام “لن” و “أن”، وعلامة نصبها هي الفتحة الظاهرة على آخرها.

حذف حرف النون

إذا تم حذف الحرف من ضمن الحروف الخمسة، أي الحروف التي كانت مضارعة وتصلت بألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، ومن الأمثلة: أن تكرمي الضيفَ، يجب أن تكرموا الضيفَ، يجب أن يكرما الضيفَ. تُعرَب هذه الأفعال على أنها فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه هي حذف حرف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة.

الفتحة المقدرة

إذا وُجد الفعل المضارع معتل الآخر بالألف، ومن أشهر الجمل في ذلك، يجب أن ترضي بما كتبه الله لك، هنا “ترضي” منصوبة ب “أن” وعلامة نصبها الفتحة المقدرة، منع من ظهورها التعذر، حيث التعذر هنا يعني عدم إمكانية ظهورها على الحرف.

أمثلة على أدوات نصب الفعل المضارع

  • قال تعالى: “أَلَم أَقُل لَكَ إِنَّكَ لَن تستطيعَ مَعِيَ صَبرًا”.
    • في هذه الآية، جاءت “لن” كأداة نصب لا محل لها من الإعراب، و “تستطيع”: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • وقوله سبحانه: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتسكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
    • جاءت “ل”: للتعليل، وهي حرف لا محل له من الإعراب.
    • “اسكنوا”: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف حرف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
  • عليكم أن تحافظوا على نظافة مدرستكم.
    • هنا “أن” حرف مصدري نصب لا محل له من الإعراب.
  • تحافظوا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة، منع من ظهورها التعذر.
  • لن أرضى حتى أرى الحق بعيني.
    • في هذه الجملة: “لن”: حرف من حروف النصب لا محل له من الإعراب، و “أرضي”: فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.
    • “حتى”: حرف من حروف النصب لا محل له من الإعراب.
    • “أرى”: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره، منع من ظهورها التعذر.
Scroll to Top