تعتبر قصائد الإمام الشافعي من أجمل ما قيل في الأدب العربي. في هذا المقال، سنستعرض أجمل قصائد الإمام الشافعي ونغوص في تفاصيل حياته، مؤلفاته، والمذهب الذي ينتمي إليه، ليكون مرجعًا شاملًا لكل ما يتعلق بشخصية هذا الإمام العظيم.
الإمام الشافعي
الاسم الكامل للإمام الشافعي هو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي.
يعتبر الإمام الشافعي أحد أبرز الأئمة الأربعة في الإسلام، وهو مؤسس المذهب الشافعي. بدأ في تعلم علوم الفقه والشريعة منذ صغره، حيث قام والده بنقله إلى مكة المكرمة.
منذ أن كان في الرابعة من عمره، تميز بذكائه ونشاطه في حفظ القرآن الكريم، وتمكن من أن يكون ملماً بجميع جوانب الدين قبل أن يصبح في عمر الواحد والعشرين.
تعلم اللغة العربية بإتقان، وعكف على دراسة الشرع والفقه بجد. وتنقل الإمام الشافعي بين البلاد طلبًا للعلم، بدءًا من مكة المكرمة ثم المدينة المنورة، واستقر لفترة طويلة في بغداد، قبل أن يعود إلى العراق ويكتب فتاواه في عدة مناطق منها مكة ثم بغداد، وفي النهاية في مصر حيث توفي.
أبرز مؤلفات الإمام الشافعي
الإمام الشافعي هو رائد تأليف علم أصول الفقه. ومن بين أشهر كتبه:
- كتاب “الرسالة”: وهو يُعد أول مؤلف في أصول الفقه.
- كتاب “جماع العلم”.
- كتاب “إبطال الاستحسان”.
- كتاب “أحكام القرآن”.
تعد هذه الكتب من أهم المراجع التي يعتمد عليها الكثير من الفقهاء لتعلم العلوم الشرعية.
سمات الإمام الشافعي
- تميز الإمام الشافعي بفكر ناضج وعقل ثاقب، حيث ذكر المأمون أنه كان يمثل نصف عقل أهل الأرض. وقد اختبره في مجالات عدة ليجد فيه فطنة وسرعة فهم استثنائية.
- بالإضافة إلى ذلك، تميز بالتواضع وحرصه على مشاركة معرفته مع الآخرين، ولم يتردد في مساعدتهم في طلب العلم.
- كان ورعًا، حيث اعتاد على ختم القرآن يوميًا، وبلغ عدد ختماته خلال شهر رمضان 60 مرة، وقد حث على العبادة بجهد.
- على الرغم من علمه الغزير، إلا أنه كان يتسم بالتواضع أمام الناس وسعى دائمًا لتعزيز المعرفة والأخلاق.
-
ولعل القليل من الناس يعرفون شغفه بالشعر، فقد كتب العديد من القصائد التي تناولت جوانب الحياة العامة ومواضيع تتعلق بالإنسانية.
- ذهب العلماء إلى جواز كتابة الشعر متى كان مواضيعه تحترم الأخلاق ولا تتجاوز الحدود.
- تناولت أشعاره مواضيع الصداقة وأهمية العلاقات الإنسانية.
قصائد الإمام الشافعي عن الصداقة
- “إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفًا”.
- “الظلم والبخل”.
- “إليك إله الخلق ارفع رغبتي”.
- “صن النفس واحملها على ما يزينها”.
- “دع الأيام تفعل ما تشاء”.
- “يا واعظ الناس عما أنت فاعلة”.
- “ما في المقام لذي عقل وزي أدبي”.
- “إني صاحبت الناس ما لهم عدد”.
- “توكلت في رزقي على الله خالقي”.
- “خبت نار نفسي باشتعال مفارقي”.
- “قلبي برحمتك اللهم ذو أنس”.
- “تغرب عن الأوطان في طلب العلا”.
- “لما عفوت ولم أحقد على أحد”.
- “بموقف ذلي دون عزتك العظمى”.
أجمل قصائد الإمام الشافعي
نقدم لكم مجموعة من القصائد الجميلة التي تعكس عمق معانيها، والتي بلا شك ستشعركم بالراحة والسلام.
تتميز قصائد الإمام الشافعي بتقديم رسائل عظيمة تتعلق بالأمل والصمود، كما أن فيها دروسًا وعبرًا تعكس تجارب حياته.
دعونا نستعرض بعضًا من روائع شعره.
قصيدة إذا المرء لم يرعك تكلفًا
إِذا المَرء لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً فَدَعه وَلا تكثِر عَلَيهِ التَأَسفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كل مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخون خليله ويلقاه من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
وَينْكِر عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ وَيظْهِر سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَ
سَلامٌ عَلَى اَلدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا صديق صدوق صادق الوعد منصفا
قصيدة دع الأيام تفعل ما تشاء
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
قصيدة يا واعظ الناس عما أنت فاعلة
يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ
يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ
اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ
إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ
كَحامِلٍ لِثِيابِ الناسِ يَغسِلُها
وَثَوبُهُ غارِقٌ في الرِجسِ وَالنَجَسِ
تَبغي النَجاةَ وَلَم تَسلُك طَريقَتَها
إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ
رُكوبُكَ النَعشَ يُنسيكَ الرُكوبَ عَلى
ما كُنتَ تَركَبُ مِن بَغلٍ وَمِن فَرَسِ
يَومَ القِيامَةِ لا مالٌ وَلا وَلَدٌ
وَضَمَّةُ القَبرِ تُنسي لَيلَةَ العُرسِ
إليك إله الخلق ارفع رغبتي
إليك إله الخلق أرفع رغبتي
وإن كنتُ- ياذا المنِّ والجود- مجرماً
ولَّما قسا قلبى، وضاقت مذاهبي
جَعَلْت الرَّجَا مِنِّى لِعَفْوِكَ سلّمَا
تعاظمني ذنبي فلَّما قرنتهُ
بعفوكَ ربى كانَ عفوكَ أعظما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ
تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّة وَتَكَرُّمَا
فلولاكَ لم يصمد لإبليسَ عابدٌ
فكيفَ وقد أغوى صفيَّكَ آدما
فيا ليت شعرى هل أصير لجنة
أهنا وأما للسعير فأندما
فإن تعفُ عنى تعفُ عن متمردٍ
ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما
وإن تنتقمْ منى فلست بآيسٍ
ولو أدخلوا نفسى بجُرْم جهنَّما
فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّه
تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَمَا
يقِيم إذَا مَا الليل مَدَّ ظَلاَمَه على
نفسهِ من شدَّة الخوفِ مأتما
فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ
وَفِى مَا سِواه في الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا
ويذكر أياماً مضت من شبابهِ
وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَة أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِين الهَمِّ طولَ نَهَارِهِ
أخا السُّهدِ والنَّجوى إذا الليلُ أظلما
يَقول حَبيبى أَنْتَ سؤْلِى وَبغْيَتِي
كفى بكَ للراجينَ سؤلاً ومغنما
ألستَ الذِّى غذيتني هديتني
وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَى وَمُنْعِمَا
عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي
ويسترُ أوزارى وما قد تقدما.
شعر الإمام الشافعي
- يتحدث شعر الإمام الشافعي عن أسمى معاني الحب والإخاء، ويبرز فيه العديد من الصفات الحميدة مثل التواضع والكرم والعبادة، بالإضافة إلى أهمية العلم.
- ناقش الإمام الشافعي قيمة الصداقة، مؤكداً أن لا إنسان كامل، وبالتالي يجب أن نتقبل عيوب الأصدقاء، ونتعلم من أخطائنا.
- الخطأ ليس عيبًا بحد ذاته، بل التمادي فيه هو الخطأ الأكبر، لذا يجب أن نتعلم ونأخذ العبرة من تجاربنا.
مكانة الإمام الشافعي بين الناس
-
لقد تمتع الإمام الشافعي بمكانة مرموقة نتيجة لتقربه إلى الله وعلاقاته الوثيقة مع الناس.
- لم يكن يبخل بأي شيء، بل كان له دور عظيم في تعليم الناس أمور دينهم ودنياهم.
- الكثير من العلماء درسوا على يديه، مما استحق معه بناء ضريح خاص له.
- ضريح الإمام الشافعي موجود في مصر حتى يومنا هذا، وقد أسسه السلطان صلاح الدين الأيوبي.
- يتميز الضريح بتصميمه الفريد على شكل قبة ذهبية تمثل عظمة الإمام الشافعي، وتم طلاؤه بالنحاس الذي يعكس اللون الذهبي.
- يعد ضريح الإمام الشافعي من أكبر وأعظم الأضرحة التي يمكن العثور عليها في العالم بأسره.