أسباب التهاب الأذن الوسطى
عادة ما يحدث التهاب الأذن الوسطى أو العدوى المرتبطة بها، والمعروفة باللغة الإنجليزية بـ”Otitis Media”، نتيجة لخلل في وظيفة قناة إستاكيوس، وهي الأنبوب الذي يربط الأذن الوسطى بالحلق. تعمل هذه القناة على معادلة الضغط بين الأذن الخارجية والوسطى، وأي تعطيل في هذه الوظيفة يؤدي إلى تراكم السوائل داخل الأذن الوسطى، مما يخلق بيئة مواتية لنمو البكتيريا والفيروسات. من الشائع أن يُسبب التهاب الأذن الوسطى الحاد بكتيريا مثل “Streptococcus Pneumoniae” و”Haemophilus Influenzae”، في حين تشكل العدوى الفيروسية النسبة المتبقية من الحالات. تتشابه معظم البكتيريا المسببة لالتهاب الأذن الوسطى مع تلك التي تسبب التهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الرئة، وغيرها من التهابات الجهاز التنفسي. ويمكن أن تحدث مشاكل في قناة إستاكيوس بسبب:
- نزلات البرد أو الحساسية التي تسبب الانتفاخ والاحتقان في الأنف والحلق والقناة السمعية.
- تشوهات في قناة إستاكيوس.
- ضيق القناة السمعية وزاوية ميلها، وهو ما يُلاحظ عادة عند الأطفال، مما يصعّب تصريف السوائل وبالتالي يزيد من احتمالية تراكمها.
- دخول ميكروبات من الأنف أو الجيوب الأنفية إلى القناة السمعية وتكاثرها فيها.
يُعتبر الأطفال أكثر عرضة لالتهاب الأذن الوسطى بسبب طبيعة الزوائد الأنفية (Adenoids)، والتي تكون أكبر حجماً مقارنة بالبالغين. تتكون الزوائد الأنفية من خلايا لمفية تحارب العدوى وتقع خلف الجزء العلوي من الحلق بالقرب من قناة إستاكيوس. ونتيجة لذلك، يمكن أن يؤدي تضخم هذه الزوائد إلى انسداد مدخل القناة، مما يسهل انتشار العدوى من الزوائد الأنفية إلى القناة السمعية، مما يسبب حدوث الالتهاب وتراكم كريات الدم البيضاء، وبالتالي تكوّن القيح في حالة العدوى.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى
تتزايد احتمالية الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى بوجود عوامل خطر متعددة، منها:
- العمر: يعتبر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين أكثر عرضة للإصابة بسبب عدم اكتمال جهاز المناعة لديهم وبسبب حجم وتركيب قناة إستاكيوس.
- الرعاية الجماعية: الأطفال المُربّون في مجموعات يتعرضون لمزيد من الجراثيم، مما يزيد من خطر الإصابة بنزلات البرد والتهابات الأذن بالمقارنة مع الأطفال الذين يربون في منازل.
- أسلوب التغذية: الرضاعة من الزجاجة أثناء الاستلقاء تزيد من احتمالية حدوث عدوى الأذن مقارنة بالرضاعة الطبيعية.
- العوامل الموسمية: تكثر التهابات الأذن في فصل الشتاء والخريف، وخاصةً بين الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية.
- البيئة المحيطة: التعرض لدخان السجائر أو مستويات عالية من التلوث الهوائي.
- الحنك المشقوق: هذا الاضطراب الهيكلي قد يصعب تصريف السوائل من الأذن الوسطى.
- العرق: الأطفال من أصل إسباني أو أمريكي يُظهرون معدلات أعلى للإصابة بعدوى الأذن.
- تاريخ طبي سابق للإصابة بالارتجاع المعدي المريئي.
- متلازمة داون: والتي تؤثر على القدرات التعليمية للطفل وتجعله أكثر عرضة للإصابة.
- الجنس: الذكور أكثر عرضة للإصابة.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بعدوى الأذن.
- ضعف جهاز المناعة أو وجود أمراض تنفسية مزمنة.
- عدوى الجهاز التنفسي العلوي.
- استخدام اللهاية للأطفال.
الوقاية من التهاب الأذن الوسطى
يمكن اتخاذ مجموعة من الإجراءات للوقاية من التهاب الأذن الوسطى، منها:
- تعليم الأطفال كيفية غسل أيديهم بشكل مستمر وتجنب مشاركة الطعام والشراب لتقليل التعرض للأمراض.
- تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال في دور الرعاية الجماعية أو الحرص على وجودهم في مجموعات صغيرة.
- تجنب التدخين السلبي للأطفال، من خلال إبعادهم عن الأجواء الملوثة.
- تغذية الطفل طبيعيًا لمدة ستة أشهر على الأقل، حيث يحتوي حليب الثدي على أضداد تساعد في الوقاية من العدوى.
- توضيب الطفل عند إرضاعه، وتجنب الرضاعة وهو مستلقٍ.
- علاج الحساسية والتحكم في الأعراض لتقليل انسداد قناة إستاكيوس.
- مراقبة علامات التنفس من الفم أو الشخير ليلاً، لأن هذه الأعراض قد تشير إلى وجود زوائد لحمية أنفية مرتبطة بالعدوى.
- تلقي التطعيمات الروتينية مثل لقاح المكورات الرئوية، ولقاح المستديمة النزلية، ولقاح الإنفلونزا.
- استخدام أنابيب فغر الطبلة لتفريغ السوائل في حالة التهابات الأذن المتكررة.
- حماية الأذن بسدادات أثناء السباحة وتجفيفها جيدًا afterward.
- تجنب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، حيث يمكن أن تزيد من خطر عودة العدوى.
فيديو عن التهاب الأذن الوسطى
لمزيد من المعلومات الهامة حول التهاب الأذن الوسطى وطرق علاجه، شاهد هذا الفيديو.