أسباب تليف الرئة
يعتبر تليف الرئة أو التليّف الرئويّ من الحالات الطبية المعقدة، حيث تظل غالبية الحالات مجهولة السبب، كما هو الحال في التليف الرئوي مجهول السبب (Idiopathic pulmonary fibrosis). لكن هناك عدة عوامل قد تسهم في حدوث التليف، ومنها: التعرض لدخان التبغ وبعض الفيروسات. من المهم الإشارة إلى وجود بعض الأنواع من التليف الرئوي مجهول السبب التي قد ترتبط بجوانب وراثية. وقد أظهرت الأبحاث الجارية أن الارتداد المعديّ المريئي (Gastroesophageal reflux disease) يمكن أن يكون أحد العوامل التي قد تسرع من تطور التليف الرئوي مجهول السبب، أو تزيد من خطر الإصابة به. يحدث الارتداد المعدي المريئي نتيجة عودة حمض المعدة إلى المريء، وقد لوحظ أن العديد من المرضى الذين يعانون من التليف الرئوي مجهول السبب يظهر لديهم أعراض هذا الارتداد. ومع ذلك، هناك حاجة إلى المزيد من البحث لتحديد العلاقة الدقيقة بينهما، وفيما يلي أهم العوامل والأسباب التي قد تساهم في الإصابة بتليف الرئة:
التعرض لعوامل معينة
قد يساهم التعرض طويل الأمد لبعض المواد في بيئة العمل في حدوث تليف الرئة، مثل استنشاق غبار السيليكا، أو ألياف الأسبستوس، أو الحبوب، أو الفحم، أو المعادن الثقيلة، وهذا ما يعرف بتغبّر الرئة (Pneumoconiosis). كما قد يعاني العديد من الأفراد من التهاب فرط التحسس الرئوي (Hypersensitivity pneumonitis) نتيجة التعرض لعوامل بيئية مثل الغبار المتكون من أبواغ العفن أو البكتيريا أو البروتينات الحيوانية، خاصةً تلك المستمدة من الطيور المنزلية. ومع وصول هذه المحفزات إلى الرئتين، يتفاعل الجسم بشكل تحسسي مما يسبب التهابات وندبات في أنسجة الرئة. وقد أظهرت الدراسات أن هناك أفرادًا أكثر عرضة للإصابة بالتهاب فرط التحسس، لكن لم يتم تحديد الأسباب الكامنة وراء ذلك بدقة حتى الآن.
العلاج الإشعاعي
يتعرض بعض المرضى الذين يتلقون العلاج الإشعاعي لعلاج سرطان الرئة أو الثدي لخطر الإصابة بتليف الرئة، حيث تظهر الأعراض بعد عدة أشهر أو حتى سنوات من بدء العلاج. ويعتمد مدى الضرر الناتج عن العلاج الإشعاعي على عدة عوامل، منها:
- كمية الإشعاع الكلية المعطاة للمريض.
- المساحة من الرئة التي تم تعريضها للإشعاع.
- مدى استخدام العلاج الكيميائي بالتزامن مع العلاج الإشعاعي.
- وجود أي حالات رئوية أخرى لدى المريض.
استخدام أنواع معينة من الأدوية
قد تؤدي بعض الأدوية إلى تضرر أنسجة الرئة أو تليّفها كأثر جانبي، وخاصة عند الاستخدام غير السليم، ومن هذه الأدوية:
- أدوية العلاج الكيميائي، مثل: الميثوتركسيت (Methotrexate) والسيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide).
- الأدوية المستخدمة في علاج اضطرابات القلب، مثل: الأميودارون (Amiodarone).
- المضادات الحيوية، مثل: نيتروفيورانتوين (Nitrofurantoin) أو الإيثامبوتول (Ethambutol).
- الأدوية المضادة للالتهابات، مثل: ريتوكسيماب (Rituximab) وسلفاسالازين (Sulfasalazine).
حالات صحية معينة
توجد العديد من الحالات الصحية التي قد تسهم في حدوث تليف الرئة، ومنها:
- الالتهاب الرئوي: وهو عدوى تُعرف عادةً بتجميع السوائل أو الصديد في أكياس الهواء بالرئتين، وقد تكون مسببة من البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات. وتتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة، وتضم السعال، وصعوبة التنفس، والحمى.
- التهاب العضلات المتعددة: وهو حالة تسبب ضعفًا في العضلات، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الرئة والقلب.
- التهاب الجلد والعضلات: وهو نوع من الاعتلال العضلي الالتهابي الذي قد يؤدي لضعف العضلات.
- التهاب المفاصل الرثياني: مرض مناعي ذاتي يمكن أن يؤثر أيضًا على الرئتين.
- الذئبة الحمراء: مرض التهابي غير محدد قد يؤثر على العديد من أعضاء الجسم ومنها الرئتين.
- داء الساركويد: مرض يسبب تكوّن أورام حبيبية في الرئتين.
- تصلب الجلد: حالة تؤثر على الأنسجة الضامة وقد تؤدي إلى مشاكل رئوية.
- داء النسيج الضام المختلط: يتضمن مجموعة من الأعراض المتعلقة بأمراض مختلفة تتعلق بالنسيج الضام.
عوامل خطر تليف الرئة
تشمل عوامل خطر الإصابة بتليّف الرئة:
- الجينات: حيث يمكن أن يكون التليف الرئوي من الأمراض الموروثة في بعض العائلات.
- الجنس: يتأثر الرجال بشكل أكبر من النساء.
- العمر: تكون الإصابة أكثر شيوعًا بين البالغين وكبار السن، لكن يمكن أن تصيب الأطفال أيضًا.
- علاجات السرطان: تتزايد المخاطر عند استخدام بعض أدوية العلاج الكيميائي أو الإشعاع.
- التدخين: يزيد خطر الإصابة بين المدخنين مقارنة بغير المدخنين.
- المهن: مثل التعدين والزراعة والبناء، اللاتي تتعرض فيها لتلوثات قد تسبب التليف.
الوقاية من تليف الرئة
لا يمكن الوقاية الكاملة من تليف الرئة بسبب عدم وضوح الأسباب في معظم الحالات. ومع ذلك، من المهم اتباع نصائح للحد من المخاطر، مثل تجنب التدخين.
فيديو أعراض تليف الرئة
تتشارك أعراض تليف الرئة مع عدة أمراض أخرى، فما هي هذه الأعراض وكيف يمكن التفريق بينها؟