ألم الساقين
يعتبر الإحساس بألم الساقين، الذي يمتد من منطقة الحوض إلى كعب القدم، من الأمور الشائعة. تتكون الساق من مجموعة متنوعة من المفاصل والعضلات والعظام، بالإضافة إلى احتوائها على الأوعية الدموية والليمفاوية والأعصاب. هذه العناصر قد تتعرض لإصابات مختلفة، مثل الجروح أو الأمراض أو العدوى، التي قد تؤدي جميعها إلى الشعور بالألم. جدير بالذكر أن الألم قد ينتقل من جزء آخر من الجسم، مما يجعل المريض يشعر به في الساقين. على سبيل المثال، عند الإصابة بالظهر، قد يصاحبها شعور بألم وخدر في الساقين. كما قد يحدث الألم في حال وجود انتفاخ في الشريان الأورطي في البطن، أو حتى في حالات وجود جلطات في الأوردة الكبيرة في البطن أو الحوض.
ويمكن أن يختلف وصف ألم الساقين بحسب السبب وراء حدوثه؛ فقد يشعر البعض بالألم كألم حاد أو كأثقل أو كحرقان. يمكن أن يكون الألم مستمراً أو يأتي بشكل متقطع، وقد يحدث فجأة أو يتطور تدريجياً. قد يتغير شدة الألم بناءً على وضعية الجسم، سواء كانت جلوسًا أو وقوفًا أو مشيًا. تعتبر هذه التفاصيل ضرورية لأنها تساعد الطبيب في تحديد سبب الألم.
أسباب ألم الساقين
تعد معظم حالات ألم الساقين ناتجة عن الضغط الزائد على الساقين أو الإصابات. العديد من الأسباب قد تكون غير خطيرة ومؤقتة، ويمكن التعامل معها بسهولة. ومن أبرز أسباب ألم الساقين:
- التشنجات العضلية: تُعد من أكثر الأسباب شيوعًا، مما يؤدي إلى ألم حاد ومفاجئ مع تقلص عضلات القدم. تظهر العضلة المتأثرة ككتلة صلبة تحت الجلد، وقد يحدث تورم للمنطقة أو احمرار. يمكن أن تنجم التشنجات عن إجهاد العضلات أو الجفاف، كما يحدث لبعض المرضى الذين يتناولون أدوية معينة مثل مدرات البول أو الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع الدهون في الدم.
- الإصابات: التمزق العضلي هو الأكثر شيوعًا، ويحدث نتيجة تمدد المفرط للألياف العضلية، وغالبًا ما يؤثر على المجموعات العضلية الكبرى مثل ربلة الساق أو الأربعة العليا. تشمل الإصابات المتكررة التهاب الأوتار والالتهاب في الجراب المفصلي، والذي يُصعب من حركة المفصل المتأثر. يمكن أيضًا أن ينشأ ألم الساقين من كسور الإجهاد، وهي كسور صغيرة ناتجة عن استخدام مفرط، مثل القفز بكثرة أو الجري لمسافات طويلة.
- الأمراض: هناك عدة أمراض تسبب ألم الساقين، ومنها:
- تصلب الشرايين: يحدث نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول، مما يؤدي إلى ضيق الشرايين، وبالتالي يقل تدفق الدم والأكسجين إلى الأعضاء. إذا تأثرت الساقين، فإن ذلك يسبب شعوراً بالألم، خصوصًا في عضلة الربلة.
- تجلط الأوردة العميقة: يحدث عند تكوّن خثرة في الأوردة العميقة، وخاصة في الجزء السفلي من الساقين نتيجة فترة طويلة من الراحة، مما يتسبب في انتفاخ الساقين والشعور بألم يشبه التشنجات.
- التهاب المفاصل: يتسبب في انتفاخ الجلد فوق المفصل المتأثر، مع شعور بألم فيه، وغالبًا ما يؤثر على مفصلي الركبة والورك.
- النقرس: يحدث نتيجة تجمع حمض اليوريك بكميات كبيرة، مما يسبب ألمًا وانتفاخًا واحمرارًا في القدم أو الجزء السفلي من الساق.
- دوالي الأوردة: نتيجة لتجمع الدم بكثافة بسبب خلل في الصمامات، مما يجعل الأوردة مرئية وبارزة، وعادة ما تسبب الألم في عضلة الربلة أو عند الكاحل.
- التهاب العظام أو الأنسجة: قد يؤدي إلى شعور بالألم، بالإضافة إلى احمرار وانتفاخ في الموقع المصاب.
- مشاكل الأعصاب: تؤدي إلى شعور بألم وخدر، وغالبًا ما تحدث في القدمين أو الجزء السفلي من الساقين نتيجة داء السكري.
- الانزلاق الغضروفي: يحدث عندما ينزلق الغضروف بين الفقرات، مما يضغط على الحبل الشوكي، مما يسبب ألمًا في الظهر قد يمتد إلى الذراعين أو الساقين.
- الأورام: سواء كانت حميدة أو خبيثة، وتظهر في الغالب في العظام الكبيرة مثل عظام الفخذ أو الساق.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
قد يكون ألم الساقين ناتجًا عن أسباب متعددة، بعضها يكون واضحًا، مثل الإصابات، وبعضها يتطلب استشارة طبية لتحديد السبب الصحيح. الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب تشمل:
- إذا تعرض المريض لإصابة، مثل جرح قطعي، أو إذا لاحظ ظهور العظم أو الأوتار.
- عند عدم القدرة على المشي أو الوقوف.
- الألم في ربلة الساق، مع تورم واحمرار وارتفاع درجة الحرارة.
- سمع صوت فرقعة أو طحن أثناء الإصابة.
- حدوث انتفاخ في كلا الساقين مع صعوبة في التنفس.
- الألم الحاد دون سبب واضح.
- يجب تحديد موعد مع الطبيب غير العاجل في حالة الشعور بألم أثناء أو بعد المشي، أو في حال تفاقم الألم، أو عدم استجابته للعلاج المنزلي، كما في حالة المعاناة من دوالي الأوردة المؤلمة.
فيديو: أسباب ألم الساقين
الشعور بالألم في الساقين أمر شائع، فهي معرضة للعديد من الإصابات. فما هي أسباب ألم الساقين؟