أسباب الشعور بالخوف والقلق دون وجود سبب واضح

الخوف والقلق

الخوف والقلق
الخوف والقلق

يُعتبر الخوف (بالإنجليزية: Fear) من أقوى المشاعر التي يمكن أن يختبرها الإنسان، حيث يؤثر تأثيراً كبيراً على العقل والجسد. فالخوف يُمثل استجابة عاطفية وشعورية تجاه تهديد معين، قد يكون حقيقياً وملموساً، مثلما يحدث عندما يتعرض شخص لموقف خطير، كوجود مسدس موجه نحوه أثناء سيره في شارع مظلم، وهو ما يتم اعتباره تهديداً واضحاً. في المقابل، يعكس القلق (بالإنجليزية: Anxiety) شعوراً بالخوف من أحداث مستقبلية غير مؤكدة، مستقبلاً وليس حاضراً. على سبيل المثال، إذا كان شخص ما يسير في الشارع ذاته ولكنه يشعر بعدم الارتياح نتيجة لمشاعر من القلق دون وجود خطر فعلٍ، فإن تلك المشاعر تعد قلقًا وليس خوفًا. من المهم الإشارة إلى أن العديد من الأشخاص يصفون أعراض الخوف على أنها قلق، رغم أن الأسباب وراء كل منهما قد تختلف؛ حيث يمكن أن يؤدي الخوف إلى الشعور بالقلق، وفي المقابل قد يولّد القلق شعور الخوف.

أسباب الخوف والقلق

أسباب الخوف والقلق
أسباب الخوف والقلق

غالباً ما ينشأ القلق نتيجة أحداث معينة أو أفكار محددة، وتعتقد شريحة كبيرة من الناس أنهم يعانون من القلق والخوف من دون مسبب واضح. ولكن هناك عدة عوامل تلعب دورًا في تزايد هذه المشاعر، ومنها:

  • العوامل البيئية: تؤثر الظروف المحيطة بالفرد على مستوى قلقه، حيث يسهم الضغط الناتج عن العمل، المدرسة، العلاقات الشخصية، والتحديات المالية، فضلاً عن الصدمات مثل فقدان شخص قريب. بالإضافة إلى ذلك، فإن التوتر الناتج عن تعاطي المخدرات وانخفاض مستوى الأكسجين في الأماكن المرتفعة يمكن أن يساهم في ظهور اضطرابات القلق.
  • العوامل الوراثية: يميل الأفراد الذين ينتمون إلى عائلات تعاني من اضطرابات القلق إلى زيادة احتمالية الإصابة بهذه الاضطرابات مقارنةً بغيرهم.
  • العوامل الطبية: يمكن أن تتسبب الإصابات بالأمراض الخطيرة، أو الآثار الجانبية للأدوية، أو الأعراض المرتبطة بحالة صحية معينة في زيادة مستويات القلق، رغم أن ذلك قد لا يكون على نحو مباشر.
  • كيمياء الدماغ: تتأثر بنية الدماغ ووظائفه وتأثيراته بتواجد محفزات القلق، حيث تزداد مستويات القلق نتيجة الخبرات السلبية والتوترات السابقة. وأيضًا، يعرف علماء النفس وأطباء الأعصاب اضطرابات القلق والمزاج على أنها تغيرات تحدث نتيجة للتغيرات الهرمونية والإشارات الكهربائية في الدماغ.
  • الإصابة باضطرابات القلق: وتشمل هذه الاضطرابات:
    • اضطراب القلق العام: (بالإنجليزية: Generalized Anxiety Disorder) يعاني فيه الشخص من قلق مستمر ودائم حتى في غياب أي مسبب، وعادة ما يبدأ ظهوره في مرحلة المراهقة ويزداد بمرور الزمن.
    • اضطراب الهلع: (بالإنجليزية: Panic Disorder) يتميز بنوبات من القلق أو الهلع، وإذا كان الشخص يعاني من هذه النوبات بشكل متكرر، فهذا يدل على إصابته باضطراب الهلع، وغالبًا ما تتفاقم هذه النوبات خلال أوقات التوتر.
    • اضطراب الرهاب: (بالإنجليزية: Phobic disorders) هو خوف غير عقلاني من أشياء أو مواقف معينة، حيث تعاني المصابون من أعراض قلق شديدة عند مواجهة مخاوفهم، مثل تسارع نبضات القلب وصعوبة التنفس.
    • اضطراب القلق الاجتماعي: (بالإنجليزية: Social Anxiety Disorder) يكون فيه الخوف متصلاً بحكم الآخرين على الشخص، مما يؤثر سلبًا على علاقاته وحياته اليومية، وعادة ما يبدأ ظهور هذا الاضطراب في سن الـ 13.
    • اضطراب الوسواس القهري: (بالإنجليزية: Obsessive-Compulsive Disorder (OCD)) تبدأ أعراضه عادةً في مرحلة الطفولة، حيث يسعى المصابون لوقف السلوكيات القهرية المتكررة، على الرغم من أن معظم الناس يسيئون فهم هذه الأعراض.

علاج الخوف والقلق

علاج الخوف والقلق
علاج الخوف والقلق

يُوصى بزيارة الطبيب لتحديد التشخيص الدقيق، مما يساعد على اختيار العلاج الأنسب للحالة الفردية. في حالات القلق غير الشديدة، قد لا تكون الأدوية ضرورية، ولكن يُنصح بإجراء تغيير في نمط الحياة للتخفيف من الأعراض. أما في حالات القلق المعتدلة إلى الشديدة، تصبح معالجة الأعراض بالأدوية ضرورية لتمكن الفرد من الوصول إلى مستوى من الاستقرار في حياته اليومية. يمكن تصنيف العلاجات إلى قسمين:

  • العلاج الطبي: يتمثل في:
    • العلاج النفسي: يوفر المساعدة من قبل الأخصائيين النفسانيين في تعلم استراتيجيات للتعامل مع القلق.
    • العلاج الدوائي: تشمل الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والهدوء، التي تساعد على تثبيت كيمياء الدماغ، بالإضافة إلى الحد من نوبات الهلع.
  • تغييرات في نمط الحياة: وتشمل:
    • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
    • ممارسة التأمل.
    • اتباع نظام غذائي متوازن وصحي.
    • الحفاظ على النشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية.
    • تجنب الكحول.
    • الابتعاد عن الكافيين.
    • الامتناع عن التدخين.
Scroll to Top