تعتبر سورة البقرة من السور القرآنية العظيمة التي تسهم في حماية الفرد من الحسد، والمس، والسحر. ويشعر العديد من الأشخاص بالضيق والتوتر بعد قراءة هذه السورة، مما يثير التساؤلات حول الأسباب وراء هذا الشعور. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب المحتملة لشعور الضيق بعد تلاوة سورة البقرة بشكل مفصل.
أسباب الضيق بعد قراءة سورة البقرة
إن الشعور بالطمأنينة بعد قراءة القرآن الكريم هو أمر طبيعي، بينما شعور العكس يعدّ غريباً. وعندما يتكرر هذا الشعور لمرات عديدة، يصبح الأمر مثيراً للدهشة. هنا، نستعرض الأسباب المحتملة التي قد تفسر هذه الظاهرة.
احتمال تعرض الشخص للحسد
تم ذكر الحسد في القرآن، ويُعد أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى شعور الضيق بعد قراءة سورة البقرة. وللتأكد من أن هذا الشعور ناتج عن الحسد، يجب أن ترافقه عدة أعراض واضحة على الشخص. ومن بين هذه الأعراض:
- نوبات الحزن: يشعر الشخص المحسود بحزن مفاجئ بلا سبب واضح، مع مشاعر اختناق وضيق أثناء قراءة آيات سورة البقرة. وفي هذه الحالة يُفضل الاستمرار في القراءة حتى زوال هذه الأعراض.
- الرغبة المستمرة في النوم: يلاحظ على الشخص المحسود رغبته المفرطة في النوم رغم حصوله على قسط كافٍ من الراحة. ينبغي لهذا الشخص مقاومة هذا الشعور لتجنب تفاقم المشكلة.
- صعوبة في الحفظ: يعد عدم القدرة على التركيز والدراسة بفاعلية من أبرز الأعراض التي قد تظهر على الشخص المحسود، مما يمنعه من استذكار المعلومات بشكل جيد.
احتمال تعرض الشخص للسحر
السحر قد ذُكر في القرآن، حيث قال الله تعالى: “وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى”. يجب أن نؤمن بوجود السحر كأحد أسباب الشعور بالضيق بعد قراءة سورة البقرة، ويجب مراقبة ظهور أعراض معينة على الشخص الذي يُعتقد أنه مسحور:
- ضيق التنفس: يشعر الشخص المسحور بضيق في الصدر وصعوبة في التنفس.
- ظهور كدمات غير مفسرة: يستيقظ الشخص المسحور أحياناً ليجد علامات كدمات في جسده دون أن يتعرض لإصابة حقيقية، وفي هذه الحالة يجب عليه قراءة آيات سورة البقرة لرقية نفسه.
- رؤية أشياء غريبة: تعتبر رؤية الكائنات الغريبة والمؤلمة دليلاً قوياً على تأثير السحر، حيث يشعر الشخص بالعجز عن الصراخ أو الاستغاثة، مما يستدعي وقتاً طويلاً للعودة إلى حالته الطبيعية.
علاج الضيق بعد القراءة
- الاستمرار في الرقية الشرعية بانتظام من خلال تلاوة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذتين، وعدد من الأدعية المأثورة.
- ترديد الأدعية التي تهدف إلى فك الكرب، خاصة دعاء نبي الله يونس الذي جاء في القرآن الكريم: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
- المواظبة على الدعاء، والصلاة على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وزيادة الاستغفار.
- تنظيم الوقت بفعالية والابتعاد عن الملهيات غير المفيدة.
- إدخال الفرح إلى النفس عبر الاستيقاظ مبكراً وتقديم الكلمات الطيبة والمساعدة للآخرين، مما يعد من أهم وسائل السعادة وتخفيف الضغوط النفسية.
فضل تلاوة سورة البقرة
- توفر الحماية من وساوس الشيطان، وتعزز الحصانة من ارتكاب المحرمات.
- تمنح البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة الطمأنينة والبركة والسعادة.
- تعتبر من السور التي تشفع لقارئها وسامعها.
- تساعد في طرد الشياطين من المنازل، كما يُشير إلى ذلك حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة”.
- وبشكل عام، فإن فضل سورة البقرة عظيم، فهي تحتوي على آية الكرسي التي تحصن الإنسان ضد شياطين الإنس والجن.
أسباب الضيق بعد قراءة القرآن بصفة عامة
يمكن أن يكون الجن القرين أحد أسباب شعور الضيق لدى الشخص، حيث يتأثر هذا الجن بالقراءة ويشعر بالضيق. لذا يجب علينا الاستمرار في قراءة القرآن وتحصين أنفسنا بالأذكار المناسبة.
أي الخيارات أفضل لعلاج الضيق: الاستغفار أم الصلاة على النبي؟
- كلا العملين، الاستغفار والصلاة على النبي، لهما دور كبير في تخفيف الضيق والهم. ويمكننا الاستدلال بما جاء في القرآن: “فنادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجّيْنَاهُ مِنَ الْغَمّ وَكَذَلكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ”.
- يمكن لتكرار جملة “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” أن يساعد في تخفيف الضيق والهم.
- كما تساهم التسبيحات في تخفيف الكرب وتجاوز الهموم، كما هو واضح من قصة نبي الله يونس عليه السلام.