الصحة النفسية
تعتبر الصحة النفسية من أبرز القضايا الصحية التي تثير اهتمام الأفراد والمجتمعات. إذ أن الصحة النفسية تعد أساساً لصحة الجسد، فالكثير من الأمراض الجسدية ترتبط بتدهور حالات صحية نفسية لدى المرضى. يُفترض بالشخص أن يكون واعياً لأي تغيرات في سلوكياته النفسية وأن يسعى جاهدًا لحل المشكلات التي تطرأ عليه، وذلك لتفادي تطورها إلى حالات مزمنة تثقل كاهله وتؤثر سلباً على جودة حياته. في هذا المقال، سنستعرض أحد الأعراض النفسية الشائعة، وهو القلق والتوتر. ما أسباب القلق والتوتر، وما هي السبل التي يمكن استخدامها للتخلص منهما؟
القلق والتوتر
كما أشرنا سابقًا، فإن الشعور بالقلق من حين لآخر يعتبر أمراً طبيعياً، وفي بعض الأحيان قد يكون إيجابياً، خصوصاً عندما يدفعنا هذا الشعور إلى اتخاذ تدابير احترازية للتقليل من المخاطر أو التحضير للأحداث الطارئة. يساعد القلق على تعزيز استعداد الأشخاص لمواجهة المواقف غير المتوقعة، كما يمكن أن يكون دافعاً للنجاح في العمل والدراسة بسبب خوفنا الفطري من الفشل. ومع ذلك، إذا أصبح القلق متكرراً أو شبه دائم، فإنه يتحول إلى حالة مرضية تتطلب العلاج والتحقيق في أسبابها.
أسباب القلق والتوتر
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر، ومن أبرزها:
- ارتباط النفس بالجسد، حيث تلعب العوامل البيولوجية دوراً مهماً، مثل النواقل العصبية كالسيروتونين (Serotonin) والنورابينفرين (Norepinephrine)، والتي تؤثر على حالات القلق والتوتر. بالإضافة إلى العوامل الجينية وأسباب أخرى مرتبطة بالفرد.
- التحكم المفرط بالأفكار المستقبلية، المعروف بقلق التوقع، إذ يواجه العديد من الأشخاص ضغوطات نفسية نتيجة التفكير في أحداث مستقبلية قد لا تحدث، مما يؤدي إلى إجهاد نفسي غير مبرر. لذا يُفضل التركيز على الحاضر وعدم الانشغال بالمستقبل.
- التعرض لمواقف صادمة في مراحل حياتية معينة، خاصة في الطفولة، قد تؤدي إلى ترسب مشاعر خوف وقلق لاحقاً.
- وجود فراغ في حياة الفرد يساهم في زيادة التفكير والقلق، فالأشخاص المشغولين بالإنجازات يكونون أقل عرضة للقلق من أولئك الذين لا يجدون نشاطات تشغل وقتهم، حيث ينشغلون بالتفكير في القلق بدلاً من العمل على تحسين حياتهم.
أنواع القلق
هناك عدة أنواع من القلق، ومنها:
- الرهاب من الأماكن العامة (Agoraphobia).
- القلق المرتبط بحالة طبية محددة.
- اضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder)، حيث يزداد القلق من القيام بأنشطة روتينية.
- اضطراب الهلع (Panic Disorder)، الذي يترافق مع نوبات شديدة من القلق والخوف.
- الصمت الاختياري (Selective Mutism)، حيث يعاني الأطفال من صعوبة في الكلام في مواقف معينة.
- قلق الانفصال، الذي يظهر عند الأطفال الذين يشعرون بالخوف من الابتعاد عن الوالدين.
- الرهاب الاجتماعي، وهو الخوف من التفاعل في المواقف الاجتماعية.
أعراض القلق
تتفاوت أعراض القلق باختلاف الحالة ونوعها، ومن أشهر الأعراض:
- الصداع.
- العصبية والتوتر.
- الشعور بانسداد في الحلق.
- صعوبات في التركيز.
- الإرهاق.
- التهيج وقلة الصبر.
- الارتباك.
- تقلصات العضلات.
- الأرق، بما في ذلك صعوبات في النوم.
- فرط التعرق.
- ضيق التنفس.
- آلام في البطن.
- الإسهال.