تعريف رُهاب المستقبل
تُعرف حالة القلق المتعلق بالمستقبل برُهاب المستقبل، أو ما يُعرف علمياً باسم “كرونوفوبيا”. يشير هذا المصطلح إلى الخوف المستمر وغير المبرر، والذي غالباً ما يكون تجاه المستقبل أو نتيجة الإحساس بمرور الوقت بسرعة. هذه الحالة تؤدي إلى شعور بالقلق والرعب داخل الفرد. بينما يعاني العديد من الأشخاص من هذه الحالة، يُعتبر كبار السن ونُزلاء السجون الأكثر تأثراً بها، حيث تساهم الظروف المرتبطة بتقدم العمر والتواجد لفترات طويلة خلف القضبان في انعدام الإحساس بالوقت والواقع، مما يزيد من فرص إصابتهم بالكرونوفوبيا.
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الخوف من المستقبل، وتختلف هذه الأسباب من شخص لآخر. يشير بعض الخبراء إلى أن الأحداث المؤلمة أو الضاغطة يمكن أن تكون سبباً لظهور هذا الشعور، أو قد يُعزى ذلك إلى مستويات عالية من القلق أو الاكتئاب الناجمة عن أحداث قاسية مثل فقدان الوظيفة، وفاة أحد الأحبة، الطلاق، فقدان المال، أو الفشل في مجالات متعددة مثل العمل أو الدراسة. وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات، قد تكون الكرونوفوبيا ناتجة عن عوامل وراثية.
أسباب رُهاب المستقبل
تتباين أسباب الخوف من المستقبل في شدتها وتأثيرها من شخص لآخر، ورغم هذا التنوع، توجد عوامل شائعة تُدعى إلى هذا الشعور، ومن هذه الأسباب:
- يمكن أن يبدأ الشعور بالخوف بشكل بسيط ولكن يتطور تدريجياً إلى حالة من الرعب تجاه المجهول، جراء عبارة بسيطة مثل: “الوقت لا يُعوض” أو “الوقت يمر بسرعة” وغيرها.
- غالباً ما يكون فقدان الشعور بالهدف أو الاكتئاب سببين رئيسيين لأي قلق يتعلق بالمستقبل، حيث قد يشعر الفرد بأنه لم يحقق ما يرغب به وحان الوقت لتحقيقه.
- تتعرض بعض الأشخاص للقلق بسبب التعرض لصدمة مرعبة، مما يجعل الخوف من المستقبل أحد همومهم المستمرة.
- الأمراض، سواء كانت جسدية أو نفسية، قد تخلق شعوراً بالخوف المستمر من المستقبل.
- فقدان شخص عزيز يُظهر الخوف من الوحدة، مما يعزز المخاوف من فقدان الأحباء الآخرين أو التعرض للأذى.
- الخوف من تقدم العمر وما يتبعه من أمراض يعتبر من أهم أسباب رُهاب المستقبل، حيث يؤدي التغيرات الجسدية والنفسية إلى مشاعر قلق خاصة بين النساء.
- التوازن الهرموني، وخاصة عند حدوث اضطرابات في الغدد مثل “الغدة الكظرية” أو “الغدة الدرقية”، قد يؤثر على الحالة النفسية ويعزز مشاعر الخوف.
- تضخيم القلق من المخاطر مثل الحوادث أو الكوارث يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الخوف من المستقبل.
أعراض رُهاب المستقبل
الشعور بالخوف يُعتبر تجربة إنسانية طبيعية، ولكنه قد يتحول إلى مشكلة صحية إذا تجاوز الحدود الطبيعية. هذا ينطبق على رُهاب المستقبل، الذي يمكن أن يُظهر مجموعة متنوعة من الأعراض، منها:
- أفكار سلبية ومتشائمة عن المستقبل والموت.
- شعور بالذعر عند التفكير في المستقبل أو مرور الوقت.
- احساس بالعزلة عن الواقع.
- رغبة شديدة في البكاء.
- تسارع في ضربات القلب.
- صعوبات في التنفس والشعور بالضيق.
- ضعف السيطرة على العضلات والإحساس بها.
- تعرق مفرط.
- جفاف في الفم.
- تقلصات في المعدة والشعور بالغثيان.
- دوار وفقدان توازن.
- تشوش ذهني وصعوبة في التركيز.
- صعوبة في التعبير عن المشاعر.
- اضطرابات في الشهية سواء بفقدانها أو الإفراط في الأكل.
- مشاكل في النوم مثل الأرق أو زيادة النوم.
- انعدام الثقة بالنفس.
- توتر وعصبية مستمران.
- سهولة الشعور بالتعب والإرهاق.
- نوبات صداع متكررة.