تعد البيئة الصحراوية الخلابة في منطقة شبه الجزيرة العربية، بما تحتويه من جمال وكنوز طبيعية، مصدر إلهام للعديد من الشعراء والأدباء على مر العصور. لكننا، وللأسف، سنعالج موضوع انقراض أحد أجمل أنواع الحيوانات، وهو المها العربي، الذي لطالما أضفى جمالًا خاصًا على طبيعتنا الصحراوية.
لقد أدى التغيرات التي أحدثناها بشكل مباشر إلى تقليص أعداد هذا الحيوان النادر، حتى أصبح يقتصر وجوده على بعض المحميات الطبيعية.
خصائص المها العربي:
- قبل تناول الأسباب الرئيسية وراء انقراض المها العربي، من الضروري أن نتعرف على ميزات هذا الكائن الرائع.
- يعَد المها العربي أحد أكبر الثدييات الصحراوية في العالم العربي، وهو يعتبر جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي والتاريخي لهذه المنطقة.
- يزن هذا النوع من الظباء نحو 120 كيلوجرامًا، ويصل ارتفاعه إلى حوالي 1.5 متر.
- يمتاز قرن المها العربي بأنه طويل ومنحني قليلًا، مع حواف حادة تساعده على الدفاع عن نفسه.
- تغطيه فراء أبيض ناصع، مع خطوط سوداء أو بنية على الأرجل والوجه.
- تشتهر هذه الحيوانات بقدرتها العالية على التحمل، كما ألهمت جمالياتها العديد من الشعراء العرب.
غذاء المها العربي:
- استطاعت خصائص المها العربي الفريدة التكيف مع الظروف المناخية القاسية لشبه الجزيرة العربية عبر الزمن.
- يتغذى المها العربي على النباتات والأعشاب، ويمكنه العيش لفترات طويلة دون شرب الماء.
- يأكل العشب والنباتات الصحراوية وجذور النباتات البرية، بالإضافة إلى النباتات التي تحتوي على نسبة عالية من المياه خلال الفترات الجافة.
- تتميز هذه النباتات بقيمتها الغذائية العالية وتوفر كميات من الماء، حيث يحتاج المها إلى ما يعادل 2 إلى 4% من وزنه فقط كمياه.
تاريخ المها العربي:
- تاريخيًا، وُجد المها العربي في مجموعتين رئيسيتين، حيث تجول بحرية في المناطق الشمالية من شبه الجزيرة العربية والربع الخالي.
- كان يتوزع في الإمارات العربية المتحدة بشكل رئيسي في المناطق الغربية لأبو ظبي، لا سيما في منطقة الظفرة والربع الخالي.
- عاش المها العربي بأعداد كبيرة في الصحارى الصخرية والكثبان الرملية والم habitats الجافة عبر شبه الجزيرة العربية حتى بداية القرن العشرين.
- لكن الصيد الجائر وتدمير موطنه الطبيعي أدى إلى انقراضه.
- بحلول الستينيات من القرن العشرين، انتشرت أعداد قليلة منه في الأجزاء الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، وانقرض في البرية عام 1972.
البيئة الحياتية للمها العربي:
- يعيش المها العربي في مجموعات تنهض على أساس توافر الأمطار النادرة.
- يستفيد بفعالية من نمو النباتات التي تترعرع بعد هطول الأمطار.
- يتكون حجم القطيع الطبيعي من 8 إلى 20 حيوانًا، مع الإبلاغ عن قطعان تصل إلى 100.
- كل قطيع يتضمن جميع الأعمار والجنسين، وغالبا ما تبقى هذه القطعان معًا لفترات طويلة.
- يتمازج المها العربي بشكل كبير مع أقرانه، مما يقلل من التفاعلات العدوانية بينهم.
- تتشارك الحيوانات في ظل الأشجار المتناثرة، حيث تقضي حوالي 8 ساعات من ضوء النهار في حرارة الصيف.
- تتغذى المها العربية على الأعشاب، وتشمل أطعمتها البذور والفواكه والخضروات الطازجة، فضلاً عن الجذور والدرنات.
- يمكنها العيش لأسابيع دونل شرب الماء، حيث أن تحليل استهلاك الطعام يُظهر أن المها البالغ يستهلك حوالي 1.35 كجم في اليوم.
- يمتلك المها العربي عدة ميزات طبيعية تساعده على البقاء مستقلاً عن مصادر المياه خلال فصل الصيف، بما في ذلك قضاء الجزء الأكثر سخونة من اليوم في ظل الأشجار.
- يتناول العلف في الليل مختارًا الأنواع الغنية بالمياه.
معدل المواليد:
- تحت الظروف المثلى، يمكن أن تلد أنثى المها عجلًا مرة واحدة في السنة.
- ومع ذلك، المعلومات المتعلقة بنجاح التكاثر المرتبط بالعمر في المها العربي محدودة.
- تحدث الولادات بين 9.5 و13.3 شهرًا، مما يشير إلى أننا يمكن أن نتوقع عجلًا واحدًا لكل أنثى كل عام في الظروف المواتية.
- في حالة الذكور، نجد أن نسبة المواليد الأنثوية هي 1:1 مما يترتب عليه 0.5 عجل أنثى لكل أنثى بالغة سنويًا.
موطن المها العربي:
- تواجدت المها العربي سابقًا في معظم أنحاء شبه الجزيرة العربية، من الشمال حتى الكويت والعراق.
- لكن النطاق الجغرافي للنوع بدأ يتقلص في بداية القرن العشرين، وقد تسارع هذا الانخفاض لاحقًا.
- قبل عام 1920، تم تقسيم توزيع المها إلى مناطق متباعدة يقدر عرضها بأكثر من 1000 كيلومتر.
- عانت populations الشمالية من انقراض المها في خمسينيات القرن الماضي، بينما شهدت الجنوب تناقصًا متزايدًا بسبب الصيد.
- بحلول ستينيات القرن العشرين كانت المها محصورة في أجزاء من وسط وجنوب عمان، حيث يُعتقد أن باقي السكان تم اصطيادهم في البرية عام 1972.
- تم إعادة إدخال حيوانات المها العربي إلى السلطنة العمانية (محمية المها العربية، 1982) وإلى المملكة العربية السعودية.
- (محمية صيد السيدة، 2424 كم منذ عام 1990؛ محمية أوروك بني معروف، التي تمتد لأكثر من 12000 كم منذ عام 1995).
- أُعيد إدخالها أيضًا إلى فلسطين في ثلاث مواقع بوادي عربة الشمالي وصحراء النقب منذ عام 1997، والإمارات العربية المتحدة (محمية المها العربية، أبوظبي، منذ 2007).
- فضلاً عن الأردن (وادي رم، منذ 2009).
- تم اقتراح إعادة افتتاح بعض المحميات في الكويت والعراق وسوريا.
- يوجد أيضًا مجموعة صغيرة من السكان في جزيرة هاوار في البحرين، بالإضافة إلى تجمعات في عدة نقاط في قطر والإمارات.
9 أسباب لانقراض المها العربي:
- هناك تسعة أسباب رئيسية وراء انقراض المها العربي، وتعتبر هذه الأسباب مترابطة وتعزز عملية انقراض هذا الحيوان، وهي كالتالي:
- الصيد الجائر يعد السبب الرئيسي وراء انقراض المها العربي.
- فقدان المواطن حيث تم تهجيرهم من مواطنهم الأصلية.
- النمو السكاني هو عامل آخر يسهم في انقراض المها العربي.
- انحصار المواطن الطبيعية التي كانت تعتمد عليها حيوانات المها.
- ندرة الغذاء في البيئات الصحراوية التي تعيش فيها المها.
- أدت التطورات التكنولوجية الحديثة في مجال الصيد إلى تسريع انقراض المها العربي.
- انخفاض عدد المواليد بسبب ندرة الإناث بالمقارنة مع الذكور.
- سوء التغذية والجفاف أثروا بشكل كبير على نوعية المراعي المخصصة للمها العربي.
- الأمراض، بما في ذلك لدغات الثعابين، مع تقصير الرعاية قبل حدوث الانقراض.