أسباب انهيار الحضارة السومرية
تعود أسباب انهيار الحضارة السومرية إلى مجموعة متنوعة من العوامل، وفيما يلي عرض لبعضها:
احتلال الكوتيين لسومر
في أواخر فترة حكمها، تعرضت الدولة السومرية للاحتلال من قبل الكوتيين، الذين تمكنوا من السيطرة عليها لفترة طويلة. خلال هذا الاحتلال، عانت العديد من المدن السومرية من الفوضى والدمار. ومع ذلك، كان حكماً الكوتيين ضعيفًا، مما أدى إلى بروز عدد من السلالات الحاكمة التي قادت جهود طرد الكوتيين واستعادة السيطرة على بعض المناطق، مثل سلالة أوروم الرابعة، ولكش الثانية، وأوروك الخامسة، وأورك الثالثة.
تميّزت كل سلالة من هذه الأسر بحكم منطقة معينة، ونجحت في فرض سيطرتها على المدن المحررة، مما أدى في النهاية إلى ظهور نزاعات داخلية بينها، حيث سعت كل سلالة إلى توسيع نفوذها ومحاولة كل حاكم منح نفسه لقب ملك السومريين.
النزاعات بين الأسر السومرية الحاكمة
أسفرت هذه النزاعات بين الأسر الحاكمة عن اندلاع حروب دامية، تكبد خلالها السومريون خسائر كبيرة في الأرواح وتضررت اقتصادهم بشكل كبير، حيث كانت كل سلالة تسعى للاستحواذ على قنوات المياه وزيادة أراضيها، مما أدى إلى نشوء اضطرابات داخلية أضعفت سلطتها.
الضرائب المفروضة على الشعب
بجانب النزاعات الحربية، كانت هناك عوامل اقتصادية واجتماعية أخرى ساهمت في الانهيار التدريجي للحضارة السومرية. خلال فترة حكم السلالات، ظهرت فوارق طبقية واضحة، حيث استغل الحكام وأصحاب الثروات وضع الطبقات الأخرى وقاموا بفرض ضرائب مرتفعة، مما أثقل كاهل هذه الطبقات وجعلهم مضطرين لبيع ممتلكاتهم لتغطية أعباء الضرائب.
على الرغم من ظهور محاولات من بعض الأفراد للثورة والمطالبة بالحقوق والإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن جميع هذه الجهود باءت بالفشل واستمر فرض الضرائب بصورة متزايدة.
تجاهل قطاعات الزراعة والتجارة والصناعة
أدت النزاعات المستمرة بين الحكام إلى انشغالهم بالتركيز على تعزيز القوات المسلحة والاحتلال، بينما تم تجاهل احتياجات الشعب ومطالبهم. هذا التوجه أدى إلى إهمال القطاعات الأساسية مثل الزراعة، والصناعة، والتجارة، مما ترتب عليه ضعف الدولة السومرية وازدياد احتمالات انهيارها.