أسباب سقوط قرطاجة
شهدت قرطاجة سقوطها في عام 146 ق. م بسبب هجوم الرومان، والذي كان ردًا على النزاعات السابقة والرغبة في السيطرة على الأراضي الزراعية، فضلاً عن رغبة الدولة الرومانية وحلفائها في فرض هيمنتهم على أعدائهم. كما أن التوترات السياسية والاقتصادية بين قرطاج وروما كانت سببًا رئيسيًا في هذا السقوط. فيما يلي شرح للعوامل التي أدت إلى انهيار قرطاجة بعد المعركة:
الحصار
تعرضت قرطاج لحصار استمر لثلاث سنوات، خلال هذه الفترة عانى السكان من نقص حاد في الإمدادات. بعد أن تأكّد الرومان من قدرتهم على إضعاف سكان المدينة، شنّوا هجومًا بقيادة القائد سكيبيو، مما أدى إلى تدمير المدينة، حيث تم سلب ممتلكاتها، وإشعال الحرائق، وتدمير المباني، وتم تحويل سكانها إلى عبيد تم بيعهم في روما.
يعود السبب الرئيسي وراء حصار قرطاج إلى انتهاك المعاهدة التي أنهت الحرب البونيقية الثانية بعد معركة زاما، حيث قامت قرطاج بشن الحرب دون إذن من روما عقب استيلاء نوميديا على جزء من أراضيها. وتجدر الإشارة إلى أن المعاهدة كانت قد انتهت في عام 151 ق. م.
عدم الحصول على المساندة
افتقرت قرطاج إلى دعم ملوك نوميديا الذين رفضوا تأييد سياسة روما، وذلك بعد أن تعرض الملك ماسينيسا لمرض شديد في عام 148 ق. م. وقد طلب من صديقه سكيبيو أميليانوس تقسيم المملكة بين أبنائه، ولكنه توفي قبل وصول سكيبيو إلى العاصمة سيرتا.
وكذلك لم تتلقَ قرطاج أي مساعدة من موريتانيا، بسبب تخوفهم من طموحات ماسينيسا الذي كان يقترب من السيطرة على نوميديا الغربية. علاوة على ذلك، فقد كانت معظم ساكني موريتانيا تعمل في الرعي، مما حال دون تقديم المساعدات.
استنزاف القوة
دخلت قرطاج في حروب متكررة مع الملك ماسينيسا، الذي كان حليفًا للرومان، واستمرت هذه النزاعات قرابة القرن، من عام 264 ق. م.، في محاولات لاستعادة أراضٍ كانت قد استولى عليها القرطاجيون. أدى هذا إلى استنزاف القوة لدى كلا الطرفين، وهو ما كانت تسعى إليه روما لتسهيل السيطرة على قرطاج.
الجيش الروماني
في البداية، كان تأثير الجيش الروماني الذي قاده مانيوس مانليوس ضعيفًا على القرطاجيين، الذين بنوا جيش مقاومة وقاموا بتصنيع الأسلحة، كما نقلوا النساء والأطفال عبر البحر إلى الدول الحليفة، مما شكل أقصى درجات المقاومة من أجل الدفاع عن مدينتهم.
تمكن الجيش الروماني في نهاية المطاف من هزيمة القوات القرطاجية وإغلاق الميناء، ثم اقتحموا أسوار المدينة. رغم ذلك، واجهوا مقاومة من داخل المنازل والشوارع، مما أضطرهم إلى إخلاء المدينة، ومع تفاقم الاشتباكات، ضعفت المقاومة حتى انهارت المدينة في اليوم الثامن من الهجوم.
أسفرت المعركة عن مقتل زوجة قائد قرطاجة، الذي يُدعى صدر بعل، وأبنائها، فيما بلغ عدد القتلى من القرطاجيين 62000، و50000 من العبيد، بينما قُتل 17000 من الجيش الروماني من أصل 40000.