أسباب تأسيس الدولة السعدية

أسباب نشوء الدولة السعدية

تساهم عدة عوامل في تشكيل الدولة السعدية، ومن أبرزها ما يلي:

نسبهم الشريف المرتبط بآل البيت

كان لنسب السعديين الذي ينتمي إلى آل البيت أهمية كبيرة في تعزيز مكانتهم بين فئات الشعب المغربي. استفاد السعديون من هذه السمعة الرفيعة في كسب تأييد المرينيين، الذين سعوا للتقرب إليهم لتحقيق مصالحهم السياسية. ونتيجة لذلك، قاموا بمبايعة السعديين ودعمهم في القضاء على أعدائهم في المغرب العربي، بالإضافة إلى مواجهة الصوفيين الذين عارضوا سيطرة السلطة المرينية.

تلقى السعديون الدعم الاقتصادي من المرينيين، حيث كانوا ملاذًا لهم أثناء الأزمات. يتضح ذلك من المبايعة التي حصل عليها الشريف أبو عبد الله الإدريسي عندما هيمن اليهوديان شاول وهارون على الحكم.

رغبة السعديين في تأسيس دولتهم الخاصة

عمل السعديون على نشر العديد من التنبؤات التي تدعم ظهور دولتهم، موضحين أن مؤدب أبناء محمد بن عبد الرحمن سيكون لهما مستقبل عظيم. حيث يُروى أن ديكًا ظل يقف فوق رأس أحمد الأعرج ثم انتقل ليقف فوق رأس محمد الشيخ، وهذه التنبؤات كانت مقنعة للكثير من المغاربة مما ساعد في تعزيز فكرة تأسيس الدولة السعدية.

الضعف الذي اعترى الدولة الوطاسية

أدى ضعف الوطاسيين، الذين تولوا إدارة المغرب بعد المرينيين، إلى فشلهم في حماية أراضي البلاد، مما مهّد لاحتلال البرتغاليين والإسبان للسواحل المغربية. كان هذا الوجود الأجنبي ضروريًا لوضع حد لهجمات المغاربة، وكذلك لمنع تقديم المساعدات لأهل الأندلس عبر تلك السواحل.

هذا الأمر أدى إلى استفزاز الشعب المغربي ضد الوطاسيين، ورفض سياستهم الضعيفة، مما ساهم في تقوية أسس الدولة السعدية ورَفْع مكانتهم الدينية والاجتماعية.

الدولة السعدية

شهد تاريخ المغرب السياسي نقطة تحول بارزة في الثامن عشر من شهر غشت (أغسطس) عام 1511م، حيث بدأ السعديون بتأسيس دولتهم ومقاومة التهديدات البرتغالية بقيادة أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بعد عام من توليه الحكم في البلاد. كان من أهدافه الرئيسية القضاء على العدو المسيحي المنتشر على سواحل مدينة سوس، وتعزيز نفوذ الدولة السعدية.

يعود أصل السعديين إلى مدينة ينبع في بلاد الحجاز، وكان العلويون، أبناء عمومتهم، قد هاجروا سابقًا إلى أقصى المغرب، إلا أنهم لم ينجحوا في بناء أسس سياسية مثلما فعل السعديون. وقد نشأت خلافات عديدة بين السعديين والعلويين نتيجة لعدم تقدير السعديين لمكانة العلويين، مما أدى إلى إنكار العلويين نسب السعديين المرتبط بآل البيت.