أسباب الإمساك عند الرّضع
هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى إصابة الرضيع بالإمساك (بالإنجليزية: Infant constipation)، وأهمها يمكن تلخيصها كما يلي:
- تجمّع البراز: يحدث ذلك عندما يخاف الرضيع من الشعور بالألم أثناء عملية التبرز، أو نتيجة للبراز الصلب، أو تجنبًا للألم الناتج عن الطفح الجلدي في منطقة الحفاظات، والمعروف بطفح الحفاظ (بالإنجليزية: Diaper rash).
- الحاجة إلى مزيد من السوائل بسبب درجات الحرارة المرتفعة: يحتاج الرضع الذين يتغذون على الحليب الصناعي إلى تناول كميات إضافية من السوائل مثل الماء المغلي المبرد بين وجبات الحليب. أما الرضع الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية، يُفضّل زيادة عدد مرات الرضاعة خلال اليوم.
- عدم تحضير الحليب بصورة صحيحة: خاصةً إذا كانت نسبة الحليب تفوق نسبة الماء المستخدم، مما قد يزيد من احتمالية إصابة الرضيع بالإمساك.
- تغيير نوع الحليب الصناعي إلى تركيبات غير مناسبة: مثل استخدام حليب الأبقار أو تركيبات مشابهة لها بدرجة كبيرة.
- تقديم أغذية صلبة غير ملائمة: الإفراط في تقديم أغذية غنية بالألياف مثل العدس والبازلاء قد يكون غير مناسب للرضع الصغار، لذا يجب على الأمهات اختيار الوجبات المناسبة لعمر الرضيع.
- الإصابة بالعدوى: قد تؤدي العدوى إلى عدة أعراض مثل انخفاض الشهية، الإسهال، أو القيء، مما يزيد من احتمالية الجفاف والإمساك لدى الرضيع.
- التوتر النفسي: قد يُصاب الرضيع بالتوتر بسبب السفر، تغيرات الطقس، أو الانتقال إلى أماكن جديدة، مما يمكن أن يؤثر على صحته الجسدية ويؤدي إلى تغييرات في عدد مرات التبرز وزيادة فرص الإصابة بالإمساك.
- أسباب نادرة: قد يُعاني بعض الرضع من الإمساك نتيجة لأمراض ومشكلات صحية نادرة، والتي تشمل:
- داء هيرشسبرونغ (بالإنجليزية: Hirschsprung’s Disease)، حيث يُكتشف غياب الخلايا العصبية المعروفة بالخلايا العقدية (بالإنجليزية: Ganglion cells) في جزء من أمعاء الرضيع، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على دفع البراز.
- قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، والذي يمكن أن يظهر في حديثي الولادة بسبب مشاكل هيكل الغدة الدرقية دون ظهور أعراض في البداية، ولكن مع الوقت قد تظهر أعراض مثل الإمساك.
- التليف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic Fibrosis) وهو مرض وراثي يؤثر على الجهازين التنفسي والهضمي مما يؤدي إلى تراكم المخاط السميك، وتظهر أعراضه كخروج براز ذو رائحة كريهة ودهني.
- اضطرابات في الحبل الشوكي مثل الأورام، السنسنة المشقوقة (بالإنجليزية: Spina bifida)، أو متلازمة الحبل النطاقي (بالإنجليزية: Tethered cord syndrome) مما يؤثر على الأعصاب المسيطرة على عملية التبرز.
- تشوهات الشرج، مثل تضيق الشرج أو الإزاحة الأمامية له، مما يؤثر سلبًا على عملية إخراج البراز.
- أسباب أخرى، كعدم القدرة على امتصاص العناصر الغذائية بشكل سليم أو مشاكل في الجهاز الهضمي.
الإخراج الطبيعي للرضيع
عند التحدث عن حركات الأمعاء لدى الأطفال والرضع، يتضح أن طبيعة هذه الحركات ومدة الفاصل الزمني بينها تتوقف على عمر الطفل ونوع الغذاء المتناول. حيث يمكن أن تتراوح حركات الأمعاء لدى العديد من حديثي الولادة بين مرة إلى مرتين في اليوم، ومع نهاية الأسبوع الأول، قد تصل عدد مرات الحركة إلى 5-10 مرات يوميًا. وغالباً ما تنخفض هذه الأعداد بحلول نهاية الشهر الأول من عمر الرضيع مع احتياجه لكميات أكبر من الحليب ونضوج نظامه الغذائي.
عند بلوغ الرضيع من 3 إلى 4 أسابيع، قد يصبح من الشائع عدم إخراج البراز بشكل يومي، وهذا يعد أمراً طبيعياً طالما أن الرضيع يبدو بصحة جيدة وينمو بشكل مناسب. تجدر الإشارة إلى أن الرضع الذين يتناولون حليب الأم غالبًا ما يخرجون البراز عدد مرات أكبر مقارنةً بالذين يعتمدون على الحليب الصناعي، حيث يُتوقع أن يكون متوسط حركات الأمعاء للرضع الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية حوالي ثلاث مرات يوميًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
يُلاحَظ أيضاً أن لون وقوام براز الرضيع يمكن أن يتغير بشكل ملحوظ خلال نزول الأيام والأسابيع بعد الولادة، وهذه التغييرات طبيعية تماماً. في الأيام الأولى، يكون البراز سميكاً ولزجاً، بلونه الأخضر الداكن أو الأسود، ويعرف بالعقي (بالإنجليزية: Meconium). بعد ذلك، يتغير اللون إلى الأخضر ثم إلى الأصفر أو البني الفاتح في نهاية الأسبوع الأول. بشكل عام، يميل براز الرضع الذين يغذون على حليب الأم إلى أن يكون أكثر صفارًا من أولئك الذين يعتمدون على الحليب الصناعي، وحتى عند الاعتماد على الرضاعة الطبيعية، قد يكون البراز سائلاً أو شبه معجّن.
دواعي مراجعة الطبيب
يُستحسن استشارة الطبيب إذا استمر الإمساك لدى الرضيع لأكثر من يومين مع ظهور الأعراض التالية:
- وجود دم في البراز.
- إذا بدى على الرضيع علامات القلق أو الانزعاج.
- معاناة الرضيع من ألم في منطقة البطن.
- عدم تحسين الحالة بالرغم من اتخاذ تدابير علاجية لتخفيف الإمساك.