أسباب التعرق المفاجئ
يشير التعرق المفاجئ، والذي يُعرف علميًا بـ “التعرق البارد” أو “التعرق الغزير”، إلى الحالة التي يقوم فيها الجسم بإفراز العرق بشكل غير متوقع ودون وجود محفز خارجي كحرارة أو جهد بدني. يكون هذا التعرق في العادة استجابة لعدة عوامل، مثل التوتر أو حالات صحية معينة، مما يؤدي إلى تعطيل تدفق الدم أو الأكسجين بطريقة سليمة. تُعرف هذه الاستجابة المدمجة بإسم “آلية الكر والفر”. في الأوضاع العادية، يُساعد العرق في تنظيم درجة حرارة الجسم عن طريق التبريد، وبالتالي يعدّ من الردود الطبيعية لممارسة الرياضة أو التعرض لحرارة خارجية. في ما يلي، سنستعرض أبرز الأسباب التي تؤدي إلى التعرق المفاجئ:
انخفاض ضغط الدم بشكل حاد
عندما ينخفض ضغط الدم إلى مستويات أقل من الطبيعي، فإن ذلك يمنع توصيل الأكسجين والمواد الغذائية إلى الأعضاء الحيوية، مما قد يؤدي إلى الصدمة. يمكن أن يتسبب ذلك في ظهور أعراض عدة، بما في ذلك:
- شحوب لون الجلد.
- دوار ورغبة في الإغماء.
- شعور بالتوتر أو القلق غير المعتاد.
- اتساع غير طبيعي في حدقة العين.
- تنفس سريع.
- نبض سريع أو غير منتظم.
- شعور بالضعف أو الإرهاق.
- غثيان أو قيء.
انخفاض مستوى سكر الدم
تعد حالة انخفاض سكر الدم “هيبوجلايسيميا” طارئة بالنسبة للجهاز العصبي، إذ يستجيب الدماغ لهذا الوضع بطرق مشابهة لما يحدث في حالة نقص الأكسجين. يتسبب ذلك في ظهور مجموعة من الأعراض، مثل التعرق المفاجئ. يجب الانتباه إلى أن انخفاض سكر الدم ليس مرضًا في حد ذاته، بل هو في الغالب مؤشر لمشكلات صحية، خاصة لدى مرضى السكري. عند ظهور أعراض انخفاض سكر الدم، من الضروري الاتصال بمراكز الطوارئ. الأعراض تشمل:
- نبض سريع أو غير منتظم.
- إعياء عام.
- شحوب بشرة مريب.
- قلق غير مبرر.
- فقدان السيطرة على المزاج.
- التعرق.
- شعور بالجوع المفاجئ.
- ارتعاش لا إرادي.
- خدران أو تنميل في اللسان أو الشفاه.
الغثيان
يمكن التعامل مع الغثيان كأحد مسببات التعرق المفاجئ، حيث يشعر الشخص بالحاجة إلى التقيؤ. هذا الشعور قد ينجم عن تناول أدوية معينة أو الإفراط في تناول الطعام.
الدوار
غالبًا ما يحدث الدوار نتيجة لاضطرابات في الأذن الداخلية. يشعر الشخص وكأن البيئة من حوله تتحرك، وقد يترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض الأخرى التي تستدعي استشارة طبية، مثل:
- صعوبة في الحفاظ على توازن الجسم.
- طنين في الأذنين.
- صعوبة في الكلام أو تداخل الكلمات.
- ازدواجية الرؤية.
- حركات غير إرادية للعينين.
- شعور بضعف عام أو خدر غير معتاد.
انقطاع الطمث
خلال مرحلة انقطاع الطمث وما قبلها، قد تحدث تغيرات هرمونية تؤدي إلى تعرق مفاجئ وقد يصاحبه شعور بالهبات الساخنة. يُعتبر هذا من الأعراض الجسدية الأكثر شيوعًا خلال تلك المرحلة، ويحدث عادة نتيجة اختلال توازن هرموني كبير، ويرتبط مع أعراض أخرى مثل:
- تقلبات مزاجية.
- زيادة الوزن.
- جفاف المهبل.
- مشاكل في التحكم بالتبول.
- اضطرابات النوم.
الإغماء
الإغماء هو فقدان مؤقت للوعي، وعادة ما يحدث نتيجة نقص تدفق الدم المحمّل بالأكسجين إلى الدماغ. يمكن أن يحدث التعرق المفاجئ قبل أو بعد الإغماء. الأسباب تتراوح بين حالات بسيطة تصل إلى مشكلات صحية خطيرة تتطلب مراجعة طبيب. من بين الأسباب التي قد تؤدي إلى الإغماء:
- الجفاف.
- ارتفاع حرار الجسم الشديد أو إجهاد بسيط.
- تغير مفاجئ في وضعية الجسم.
- الإرهاق.
أسباب أخرى
قد تنشأ حالات التعرق المفاجئ لأسباب إضافية تشمل:
- ألم ناتج عن إصابات، مثل الكسور، مما يدل على معاناة الشخص من الألم الحاد، ويجب مراجعة الطبيب لتقييم الحالة.
- اضطرابات القلق، التي يمكن أن تؤدي إلى التعرق المفاجئ أثناء نوبات الهلع.
- نوبات قلبية، حيث يعتبر التعرق علامة تحذيرية يجب التعامل معها بجدية.
- عوز الأكسجين الذي يؤدي إلى التعرق المفاجئ ويستوجب رعاية طبية عاجلة.
- العدوى، حيث يمكن أن تظهر كاستجابة جسدية لمختلف أنواع العدوى.
- الصداع النصفي، والذي غالبًا ما يترافق مع تفاعل جسماني يشمل التعرق.
دواعي مراجعة الطبيب
من الضروري استشارة طبيب مختص عند حدوث التعرق المفاجئ، وخاصة عندما تكون هذه هي المرة الأولى. إذ يمكن أن يكون هذا العرض علامة على مشكلات صحية خطيرة. وفيما يلي بعض الأعراض التي تستوجب مراجعة الطبيب:
- التعرق المصحوب بحمى أو آلام في الصدر أو ضيق في التنفس.
- التعرق المرافق بألم أو ضغط في منطقة الصدر.
- التعرق المستمر لفترة طويلة دون سبب واضح.