تعتبر الفيضانات ظاهرة طبيعية تحدث عندما تتجاوز كميات المياه الواردة إلى منطقة معينة قدرة الأرض على استيعابها، مما يؤدي إلى غمر هذه المناطق وحدوث أضرار جسيمة. في هذا المقال، سنستعرض كيفية حدوث الفيضانات، أسبابها، والأخطار المرتبطة بها.
أسباب الفيضانات
تتعدد أسباب حدوث الفيضانات، ومن أبرز العوامل التي تساهم في حدوثها:
هطول الأمطار
- يعتبر هطول الأمطار أحد الأسباب الرئيسية للفيضانات في مختلف أنحاء العالم.
- عندما تتساقط الأمطار بشدة لفترة طويلة، تتزايد كمية المياه على الأرض، مما قد يؤدي إلى حدوث الفيضان.
- لكن ليس من الضروري أن تكون كميات الأمطار المتساقطة كبيرة لفترات طويلة؛ فقد يحدث الفيضان نتيجة لهطول مطر كثيف خلال فترة زمنية قصيرة.
- في هذه الحالة، يحدث الفيضان بسبب الكمية الكبيرة من الأمطار وطريقة توزيعها، خاصةً إذا كانت التربة مشبعة بالماء.
- علاوة على ذلك، فإن تساقط الأمطار بغزارة قد يتسبب في تدهور المنشآت والبنى التحتية على المدى الطويل، مما يؤدي إلى تشققات وانهيارات فيها.
انهيار السدود
- تبني الحكومات السدود بهدف تخزين المياه الزائدة للاستخدام في أوقات الجفاف.
- يوجد كذلك دول تقوم بإنشاء السدود بغرض توليد الطاقة الكهربائية، بدلاً من الاعتماد على استيرادها بتكاليف مرتفعة.
- عندما تتجاوز كمية المياه التي يستطيع السد الاحتفاظ بها قدرته، قد يتعرض السد للاضعاف والانهيار.
- عند انفجار السد، تتدفق كميات ضخمة من المياه في اتجاهات متعددة، مما يؤدي إلى فيضانات قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
- غالبًا ما يحدث ذلك عندما يتم بناء السدود على ضفاف الأنهار لمنع وصول المياه إلى المناطق القريبة.
- لتجنب حدوث مشاكل أو انهيارات، يعمل المشرفون على السدود على تصريف الكميات الزائدة من المياه بشكل منتظم.
الاحتباس الحراري
- يساهم حرق الوقود الأحفوري في انبعاث كميات كبيرة من الغازات الدفيئة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض.
- على مدار المئة عام الماضية، أسفرت أنشطة الإنسان عن زيادة سريعة وغير مسبوقة في درجات الحرارة، مما يسبب الاحتباس الحراري.
- يعتبر الاحتباس الحراري أحد العوامل الرئيسية المسببة للفيضانات، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى انخفاض كميات الأمطار.
- هذا يساهم في توفير أجواء رطبة، مما يؤدي إلى تعرض المناطق لمناخ جاف أحيانًا.
- في بعض الحالات، تتسبب الأمطار الغزيرة القادمة من السماء في حدوث الفيضانات نتيجة لعدم قدرة التربة على استيعاب هذه الكميات الهائلة من المياه.
ذوبان الأنهار الجليدية
- في البلدان ذات المناخ البارد خلال فصل الشتاء، يتجمع الثلج والجليد، وعند ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، يبدأ هذا الجليد في الذوبان.
- يسفر ذوبان الجليد عن جريان كميات كبيرة من المياه نحو المناطق الجافة.
- تعاني المناطق الجبلية من نفس المشكلة عندما ترتفع درجات الحرارة.
أنواع الفيضانات
بعد التعرف على أسباب الفيضانات، من المهم أن نذكر الأنواع المختلفة لها، وهي كالتالي:
الفيضان الساحلي
- يمكن أن تؤدي الرياح القوية والتغيرات الحادة في الظروف الجوية، مع ارتفاع مستويات المد والجزر، إلى زيادة كمية المياه في البحر فوق مستوياتها الطبيعية.
- في هذه الحالة، يتجاوز الماء مستوى الشاطئ، مما يسبب فيضانات ساحلية خطيرة.
الفيضان النهري
- يحدث هذا النوع من الفيضانات نتيجة لزيادة كميات المياه في الأنهار عن المعدل الطبيعي، مما يؤدي إلى تسرب المياه إلى المناطق القريبة.
- تشمل العوامل المسببة لزيادة المياه في الأنهار الأمطار الغزيرة، وذوبان الجليد، ووجود موانع في مجاري الأنهار، مما يؤدي جميعه لحدوث الفيضانات النهرية.
الفيضان المفاجئ
- يحدث هذا النوع من الفيضانات نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة، وقد ينتج أيضًا عن مشكلات تتعلق بالمصادر المائية أو أنظمة الصرف الصحي.
- يتميز الفيضان المفاجئ بسرعة حدوثه، وغالبًا ما يكون غير متوقع.
فيضان المياه الجوفية
- يحدث هذا النوع من الفيضانات نتيجة لزيادة كميات المياه في باطن الأرض عن معدلها الطبيعي.
- تؤدي هذه الزيادة إلى اندفاع المياه الجوفية نحو السطح بقوة.
- وفي الغالب، يحدث الفيضان الجوفي بسبب الأمطار المستمرة، مما يؤدي إلى امتصاص الأرض لكمية كبيرة من المياه التي تتراكم في باطن الأرض.
فيضان المجاري
- تنجم الفيضانات عن مشكلات في أنظمة الصرف الصحي، حيث يمكن أن يفشل النظام في استيعاب كميات كبيرة من مياه الصرف نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة أو الفيضانات النهرية.
أضرار الفيضانات
بعد استعراض أسباب الفيضانات وأنواعها، من الضروري توضيح الأضرار التي يمكن أن تنتج عنها، والتي تشمل:
الأضرار البيئية
تتضمن الأضرار البيئية التي قد تنجم عن الفيضانات ما يلي:
- تدمير البيئة النباتية في المناطق المتضررة.
- تأثر الثروة الحيوانية البحرية والخسائر الناتجة عن ذلك.
- تدهور جودة المياه.
- تلوث الموارد الغذائية البحرية.
- انخفاض الإنتاجية الساحلية.
- تلوث مصادر المياه بالمواد الكيميائية والمعادن الضارة.
- تضرر الثروة السمكية، مما يقلل من إنتاجية الصيد.
الأضرار على حياة الإنسان
تشمل الأضرار المرتبطة بحياة الإنسان نتيجة الفيضانات ما يلي:
خسائر بشرية ومادية
- تؤدي الفيضانات إلى زيادة نسبة القتلى والجرحى، إضافة إلى الخسائر المادية الفادحة.
- تتضرر المحاصيل الزراعية والمواشي، كما تضعف البنية التحتية المناطق المتضررة.
- يؤدي تلوث مياه الفيضان بمياه الشرب إلى انتشار الأمراض، مما يشكل تهديدًا لصحة الأفراد.
تعطل المصالح العامة
- تؤدي الفيضانات إلى شلل في وسائل النقل والمواصلات، مما يعرقل سير الحياة اليومية.
- تتعطل الأنشطة الاقتصادية سواء التجارية أو الزراعية أو الصناعية، مما يؤثر على مصادر دخل الناس خلال فترات الفيضانات.
أضرار أخرى
- يمكن أن تؤدي الأضرار التي تصيب البنية التحتية للمدن إلى تدهور سوق العمل والعقارات.
- قد يتسبب الدمار الناتج عن الفيضانات في هجرة السكان هربًا من الأضرار الفادحة.
- تزداد حالة الفوضى في المدن المنكوبة، خاصةً إذا تسببت الفيضانات في خسائر كبيرة في الأرواح.