كثرة التبول
يعتبر التبول إحدى الوسائل التي يستخدمها الجسم للتخلص من السوائل والفضلات، حيث يحتوي البول على مكونات متعددة منها الماء، وحمض اليوريك، واليوريا، والسموم، والفضلات التي تمت تصفيتها داخل الجسم. يبقى البول في المثانة البولية حتى يصل إلى حد الامتلاء مما يستدعي الحاجة للتبول، حيث يُخرج البول من الجسم. عادةً ما يتراوح معدل التبول لدى معظم الأشخاص بين 6 إلى 7 مرات يومياً. تشير كثرة التبول (بالإنجليزية: Frequent urination) إلى الحاجة الملحة للتبول أكثر من المعتاد، بحيث يزيد حجم البول عن ثلاث لترات يومياً. قد تؤثر هذه الحالة على الروتين اليومي للفرد، كما تؤثر على نمط نومه، وقد تدل في بعض الأحيان على وجود حالة طبية معينة. من الجدير بالذكر أن كثرة التبول تختلف عن السلس البولي (بالإنجليزية: Urinary incontinence)، الذي يشير إلى تسرب البول.
أسباب كثرة التبول عند الأطفال
يمكن أن تعود كثرة التبول عند الأطفال إلى مجموعة من العوامل والأسباب، وأهمها:
- اضطرابات التبول: (بالإنجليزية: Voiding Dysfunction)، حيث قد يفتقر الأطفال إلى الوقت الكافي لإفراغ المثانة، نتيجة انشغالهم باللعب.
- التهاب المهبل: (بالإنجليزية: Vulvovaginitis)، وهو التهاب حول المنطقة المهبلية لدى الفتيات، وغالباً ما يحدث نتيجة استخدام حمام الفقاعة (بالإنجليزية: Bubble Bath) أو عدم التنشيف بشكل جيد.
- التهاب الحشفة: (بالإنجليزية: Balanitis)، يظهر على شكل التهاب في الصماخ (بالإنجليزية: Meatus) أو فتحة القضيب، وقد يصيب الذكور.
- مرض السكري: خاصة السكري من النوع الأول (بالإنجليزية: Diabetes type 1)، حيث يشكو الأطفال المصابون من التبول بكميات كبيرة والعطش المستمر، مما يدفعهم إلى تناول كميات أكبر من السوائل. قد يتضمن تشخيص مرض السكري إجراء تحليل للبول للكشف عن وجود سكر، أو غلوكوز، أو كيتونات (بالإنجليزية: Ketones) فيه.
- عدوى المسالك البولية: (بالإنجليزية: Urinary Tract Infection)، حيث يتعرض الأطفال المصابون لهذا النوع من العدوى لعدة أعراض منها كثرة التبول، عسر التبول (بالإنجليزية: Dysuria) أو حرقة البول، وبول عكر أو يحتوي على دم، بالإضافة إلى الحمى وآلام الظهر والغثيان. يتم تقييم الإصابة بعدوى المسالك البولية عبر إجراء تحليل وزراعة البول.
- التبوال: (بالإنجليزية: Pollakiuria)، يُعرف أيضاً بمتلازمة تكرار التبول أثناء النهار، وهي حالة شائعة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربع إلى ست سنوات، رغم عدم تحديد السبب الدقيق وراء حدوثها. يُعتقد أن الضغوط النفسية قد تكون مرتبطة بذلك. تتمثل الحالة بتبول الطفل كميات قليلة تتراوح بين عشر إلى ثلاثين مرة يومياً، مما يجبره في بعض الأحيان على الاستيقاظ ليلاً للتبول. عادةً ما يكون تحليل البول طبيعياً، وتختفي هذه الحالة من تلقاء نفسها دون حاجة لعلاج خلال بضعة أسابيع أو أشهر.
- مرض السكري الكاذب: (بالإنجليزية: Diabetes Insipidus)، ينتج عن نقص في مستوى الهرمون المضاد لإدرار البول (بالإنجليزية: Antidiuretic hormone) أو نقص استجابة الكليتين له، مما يؤدي إلى فقدان الجسم للمياه والشعور بالعطش الشديد. هذا السبب يُعتبر نادراً لحدوث التبول المتكرر لدى الأطفال.
استراتيجيات للتغلب على كثرة التبول عند الأطفال
من المهم أولاً طمأنة الطفل بأنه يتمتع بصحة جيدة، وتحفيزه على تعلم الانتظار لفترة أطول قبل الذهاب إلى الحمام. فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد في معالجة مشكلة كثرة التبول:
- التبول المنتظم: (بالإنجليزية: Timed voiding)، يشمل تعويد الطفل على حبس البول لفترات محددة ثم الذهاب إلى الحمام. يمكن البدء بحبس البول لمدّة نصف ساعة، ثم زيادة المدة تدريجياً. من المهم تخصيص وقت للاسترخاء واللعب يومياً، مع الانتباه لحالة الطفل النفسية.
- تجنب معاقبة الطفل: يجب مواصلة دعم الطفل وعدم تسجيل كميات البول أو عدد مرات التبول. من المهم أن يمتنع مقدمو الرعاية أو المعلمون عن معاقبة الطفل، لأن التوقف عن مناقشة الموضوع قد يقلل من الضغوط التي يشعر بها الطفل.
- تجنب حمام الفقاعة: ينبغي الحذر من استخدام مختلف أنواع المواد المهيجة مثل حمام الفقاعة، لأن هذه المواد قد تثير مشكلة التبول المتكرر، خصوصاً لدى الفتيات. يجب كذلك مراقبة استهلاك الطفل للسوائل، خاصة أثناء اللعب أو في الأماكن الحارة، حيث يعتبر تناول كميات كبيرة جداً غير طبيعي.