انخفاض مستوى التركيز
يعتبر انخفاض مستوى التركيز (بالإنجليزية: Poor Concentration) امراً شائعاً وطبيعيًا في العديد من الحالات، حيث يواجه معظم الأشخاص هذه المشكلة. تنوعت أسباب انخفاض التركيز، مثل الإرهاق والقلق، بالإضافة إلى أسباب أخرى سيتم ذكرها لاحقًا. في حال كانت قلة التركيز مفرطة، فقد تشير إلى وجود حالة جسدية أو نفسية معينة، مثل اضطراب فرط النشاط وقلة التركيز (بالإنجليزية: Attention-Deficit Hyperactivity Disorder ADHD)، الذي يتم تشخيصه بكثرة بين الأطفال والبالغين في السنوات الأخيرة. يُعرف بأن التركيز يُعتبر عنصراً أساسياً لأداء المهام اليومية في العمل والدراسة، وعندما يقل التركيز، فإن القدرة على التفكير وإنجاز المهام تتأثر بشكل ملحوظ، مما يسهم في ضعف أداء الفرد في المدرسة أو مكان العمل.
أسباب انخفاض مستوى التركيز
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض مستوى التركيز، وفيما يلي بعض هذه الأسباب:
- الإفراط في شرب الكحول أو الاعتماد عليه؛ فالإدمان على الكحول يمكن أن يؤثر سلبًا على كفاءة وظيفة الدماغ.
- التعرض لإصابات في الرأس؛ فقد تؤدي إصابة خفيفة أثناء ممارسة الرياضة إلى حَدوث ارتباك مؤقت، بينما الإصابات الأكثر خطورة، مثل حوادث السيارات، يمكن أن تنتج مشاكل دائمة في التركيز.
- التغيرات الهرمونية؛ على سبيل المثال، تعاني العديد من النساء الحوامل من انخفاض في التركيز والنسيان خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، كما يمكن أن تواجه النساء اللاتي انقطعت عنهن الدورة الشهرية بعض الصعوبات المؤقتة في الأداء العقلي.
- السكتة الدماغية؛ مشكلة تدفق الدم إلى الدماغ قد تؤدي إلى تغييرات تؤدي لفقدان الذاكرة أو عدم القدرة على التركيز.
- قصور في الغدة الدرقية؛ حيث يمكن أن تؤثر هذه الحالة سلبًا على نشاط الغدة الدرقية.
- الاكتئاب الحاد؛ يعد انخفاض مستوى التركيز من الأعراض الشائعة للاكتئاب.
- القلق والتوتر الزائد.
- الإصابة باضطرابات التعلم.
- إصابات بمتلازمة كوشينج (بالإنجليزية: Cushing Disease).
- الصرع.
- الأرق.
- متلازمة تململ الساقين (بالإنجليزية: Restless Leg Syndrome).
- الجوع.
- قلة النوم والحرمان منه.
طرق علاج انخفاض مستوى التركيز
توجد عدة طرق يمكن اعتمادها لتعزيز القدرة على التركيز، بما في ذلك:
- التواصل مع الطبيعة: تشير الدراسات إلى أن التعرض للبيئة الطبيعية، بما في ذلك المساحات الخضراء، يعزز من تطور قدرات الدماغ، خاصة لدى الأطفال. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن الأطفال برفقة مساحات خضراء حول منازلهم أظهروا مستويات أعلى في اختبارات التركيز مقارنة بغيرهم. هذا يؤكد أهمية المساحات الخضراء في المدن لدعم نمو صحة الأطفال وعقولهم. بالنسبة لأولئك الذين لا تتوفر لديهم فرصة قضاء الوقت في هذه البيئات، ينصح بأخذ فترات قصيرة في الهواء الطلق.
- تقليل المشتتات: تشير الأبحاث إلى أن تقليل المشتتات الخارجية يزيد من القدرة على التركيز. فمثلًا، تحديد عدد مرات التحقق من البريد الإلكتروني يمكن أن يعزز من الإنتاجية. ومن الجدير بالذكر أن الإشعارات الإلكترونية قد تؤدي أيضًا إلى تشتت الذهن.
- تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: تسهم المتابعة المستمرة لمواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات العمل في تقليل القدرة على التركيز والإنتاجية.
- أخذ فترات استراحة: يُنصح بأخذ فترات استراحة بشكل دوري لتعزيز النشاط والتركيز. يمكن أن تشمل هذه الفترات:
- فترة استراحة منتصف الصباح لتنشيط التركيز.
- القيام بأنشطة ممتعة خلال فترات الاستراحة.
- أخذ استراحات قصيرة ومتعددة خلال اليوم.
- ممارسة تمارين الدماغ: تساعد التمارين العقلية مثل حل الألغاز والكلمات المتقاطعة على تعزيز القدرة على التركيز.
- الاهتمام بالصحة العامة: يعد الحفاظ على نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة مهمًا في تحسين القدرة على التركيز. على سبيل المثال، إهمال وجبة الإفطار يمكن أن يؤثر سلبًا على الأداء الوظيفي بسبب الجوع.
- تناول أطعمة معينة: بالرغم من عدم وجود طعام سحري لتعزيز التركيز، إلا أن بعض الأطعمة كالجوز (بالإنجليزية: Walnuts) والأفوكادو والشوكولاتة قد تكون مفيدة.
- ممارسة الرياضة: أظهرت الدراسات أن من يمارسون التمارين الرياضية يسجلون نتائج أفضل في المهام المعرفية. تعتبر اليوغا والتأمل من الممارسات التي تعزز أيضًا من أداء الدماغ.
اضطراب فرط النشاط وقلة التركيز
أحيانًا، قد يلاحظ الآباء علامات اضطراب فرط النشاط وقلة التركيز عند طفل صغير. ومن الطبيعي أن يظهر الأطفال مشكلة في التركيز أو الهدوء، ولكن ليس كل سلوك غير منتظم يعني وجود مشكلة. يحتاج بعض الأطفال إلى مساعدة متخصصة إذا لم تتحسن مهارات التركيز والانتباه لديهم. في حالات تشخيص اضطراب فرط النشاط، قد يتاح العلاج من خلال أدوية أو علاج نفسي أو تعليم أو تدريب، أو الجمع بين عدة طرق.