أسباب التنمر في المجتمع
تُعتبر ظاهرة التنمر إحدى التحديات المجتمعية الشائعة، ومن الضروري فهم دوافع هذا السلوك من أجل التعامل معه بفعالية والحد من انتشاره. ويُمكن تسليط الضوء على أبرز الأسباب التي تدفع الأفراد لممارسة التنمر كما يلي:
التعبير عن القوة
يجد العديد من المتنمرين شعوراً بالقوة والسيطرة عند ممارستهم السخرية أو التقليل من شأن زملائهم في المدرسة أو العمل. وغالباً ما يكون التنمر ممارساً من قبل الأقوى جسدياً تجاه الأضعف، وخاصة في البيئات المدرسية.
البحث عن الشهرة
يمكن أن يظهر التنمر في بعض الأحيان كشكل من أشكال التفاعل الاجتماعي، حيث يسعى المتنمر لخفض مكانة الآخرين أو لفرض نفسه، مما يجعله محط انتباه الآخرين، وبالتالي يتحصل على شهرة داخل مجتمعه.
ضحايا التنمر
يشير مصطلح ضحايا التنمر إلى الأفراد الذين تعرضوا للاستهداف من قبل شخص ما، سواء كان قريباً أو بعيداً. وغالباً ما يسعى هؤلاء الضحايا للانتقام من خلال استهداف أشخاص أضعف منهم، إذ يحقق لهم ذلك شعوراً بالتفريغ والتبرير لمعاناتهم. كما أن رؤية شخص آخر يتعرض لما عانوه يُشعرهم بتحقيق العدالة.
المشكلات الأسرية
يواجه العديد من المتنمرين أشكالاً متعددة من الاضطرابات في منازلهم، تشمل التعنيف اللفظي أو الجسدي أو العاطفي. هذا الأمر يدفعهم لتفريغ مشاعر الغضب على الآخرين كنوع من التعويض عن عدم راحتهم في محيطهم الأسري.
الغيرة
إذا كان المتنمر يشعر بالغيرة تجاه شخص ما، فقد يقوم بالتقليل من شأن ذلك الشخص أمام الآخرين ليشعر بتفوقه عليه.
التأثيرات الجانبية للتنمر
لا يقتصر التنمر على فئة عمرية معينة، إلا أن آثاره تكون أكثر عمقاً على الأطفال والمراهقين الذين لا يزالون في مرحلة النضج وتشكيل الهوية. وعلى الرغم من أن البالغين أيضاً يتعرضون للتنمر، فإنهم يمتلكون وعيًا أكبر وقدرة على التصدي للمتنمرين. وفيما يلي بعض الجوانب المتأثرة بالتنمر بشكل عام:
- النواحي النفسية والاجتماعية
غالباً ما يواجه ضحايا التنمر صعوبة في التفاعل الاجتماعي وصعوبة في بناء علاقات مستقرة. ذلك بسبب تراجع تقدير الذات وضعف الثقة بالنفس، مما يؤدي إلى الشعور بالعزلة والإحباط. كما يمكن أن يتسبب التنمر في اضطرابات في الأكل والنوم، مما يؤثر سلباً على العلاقات الشخصية والمهنية، وقد تستمر هذه الآثار لفترات طويلة إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب من قبل الأهل أو المتخصصين.
- النواحي الجسدية
قد يؤدي القلق المرتبط بالتنمر إلى مشاكل صحية متنوعة مثل تقرحات المعدة والصداع وآلام في البطن، وقد تتطور بعض الحالات لتصل إلى أمراض القلب. وبالنسبة للتنمر الجسدي، فإنه يترك علامات واضحة مثل الكدمات والخدوش.
- الأداء الأكاديمي
يواجه الأطفال الذين يتعرضون للتنمر نقصًا في التركيز وزيادة في درجات النسيان والتوتر الدائم، مما يؤثر سلباً على أدائهم الأكاديمي. وقد يقاومون الذهاب إلى المدرسة لتفادي التعرض للتنمر.
- الأسرة
غالبًا ما تتأثر الأسرة بالكامل عند تعرض أحد أفرادها للتنمر، حيث يشعر الوالدان بخيبة أمل لعدم تمكنهم من حماية أبنائهم.