أسباب عدم استجابة الدعاء

أسباب عدم استجابة الدعاء

أسباب عدم استجابة الدعاء
أسباب عدم استجابة الدعاء

يعتبر الدعاء من العبادات المهمة في الإسلام، حيث يسعى العبد من خلاله للتواصل مع خالقه في أوقات الحاجة. قال الله عز وجل: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)، ورغم ذلك، هنالك بعض العوامل التي قد تؤدي إلى عدم استجابة الدعاء، وسنتناول فيما يلي بعضاً منها:

المال المحرم

المال المحرم
المال المحرم

تتطلب عملية الدعاء توافر الإيمان داخل القلب، والالتزام بالأحكام الشرعية. إن الإنفاق من الأموال المحرمة مثل الرشوة، والربا، والسرقة، تعتبر أموراً تؤدي إلى قسوة القلب، مما يؤثر سلباً على استجابة الدعاء. فعندما يتوجه الفرد بالدعاء وهو يحمل في قلبه معصية، يكون من الصعب قبول دعائه.

وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: (أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين: ((يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إنّي بما تعملون عليم))، “المؤمنون: 51”. كما ذكر النبي عن رجل مسافر يُطيل السفر ويُرفع يديه إلى السماء وهو يقول: يا ربي، يا ربي، بينما مأكله ومشربه وملبسه من الحرام، فكيف يُستجاب له؟).

لذلك، ينبغي على من يريد أن يقبل الله دعاءه أن يتحرى المال الحلال في مأكله ومشربه ولباسه قبل الدعاء.

ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

عندما يدعو المسلم الله -تعالى- أن يُنعم عليه بالخيرات أو يرفع عنه البلاء، فإن عدم التزامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يحول دون استجابة دعائه. فالله -تعالى- قد يعاقب من لا يأمر بالمعروف، حيث يُمنع عنهم الخير.

وورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: (والذي نفسي بيده لتأمرُنّ بالمعروف أو لتنهونّ عن المنكر، أو ليُوشكَن الله أن يبعث عليكم عذاباً ثم تدعون فلا يُستجاب لكم). لذا، من أراد تحسين حالته، يجب أن يسهم في تحسين حالة الآخرين.

الذنوب والمعاصي

الذنوب والمعاصي
الذنوب والمعاصي

يتطلب الدعاء وجود قلب خاشع ومُخلص. إذا كان القلب مُعرضًا للذنوب، فإنه يتصلب ويقل احتمال استجابة الدعاء. فالعبد إن لم يعمل على إصلاح قلبه، فلن يُغيّر الله حاله ولن يُستجاب دعاؤه. يقول الله تعالى: (إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم).

تعجل الإجابة وترك الدعاء

تعجل الإجابة وترك الدعاء
تعجل الإجابة وترك الدعاء

من الأخطاء الشائعة أن يستعجل الشخص استجابة دعائه، فيدعو الله صباحاً ويتوقع الإجابة مساءً، مما يُظهر أن الدعاء يتحول إلى أمر وليس تضرعاً. يجب على الداعي أن يُظهر خشيته واحتياجه لله -تعالى-، وأن يكون صبوراً ومكرراً لدعائه، فمن يستعجل فقد يُحرم من الإجابة، كما ورد في الحديث: (يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي).

الدعاء بإثم أو قطيعة رحم

الدعاء بإثم أو قطيعة رحم
الدعاء بإثم أو قطيعة رحم

يُعتبر الدعاء وسيلة للتوجه لله لقضاء حوائج الناس، وبالتالي، فإن الدعاء بإثم أو قطيعة رحم يُعد استخداماً للدعاء في الإساءة. وهذا يمنع الاستجابة، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم).

الحكمة والخيرية من عدم استجابة الدعاء

الحكمة والخيرية من عدم استجابة الدعاء
الحكمة والخيرية من عدم استجابة الدعاء

إن الله تعالى أكرم من أن يُضيع على العبد الطائع دعاءه. قد يُستجاب الدعاء بطرق أخرى غير تلك المتوقعة، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما من مسلم يدعوا بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدي ثلاث: إما أن يُعجّل له دعوته، وأما أن يدخرها له في الآخرة، وأما أن يصرف عنه من السوء مثلها).

لذا، يُستجاب الدعاء بإحدى الطرق التالية:

  • استجابة الله لدعاءه في الدنيا.
  • تخزين ثواب دعائه له في الآخرة.
  • صرف الله عنه سوءً كان سيقع به بفضل دعائه، مثل المرض أو المصائب.
Scroll to Top