أسباب فقدان الذاكرة المؤقت
فقدان الذاكرة المؤقت يُعَرَّف بالعجز عن استرجاع الأحداث الأخيرة لدى الشخص، وغالبًا ما يحدث هذا كنتيجة طبيعية للتقدم في العمر. ومع ذلك، يمكن أن يكون فقدان الذاكرة المؤقت ناتجًا أيضًا عن مجموعة من الاضطرابات الصحية. العديد من هذه الاضطرابات قد تسهم في فقدان الذاكرة أو أعراض مشابهة للخرف، ويُعتبر أن معظم حالات فقدان الذاكرة الناتجة عن الاضطرابات الصحية قابلة للعلاج. يلي بعض الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة المؤقت:
استخدام بعض الأدوية
هناك مجموعة من الأدوية التي قد تساهم في فقدان الذاكرة المؤقت، ومنها:
- البنزوديازيبين: تُستخدم هذه الأدوية لعلاج اضطرابات القلق والهياج والهذيان والتشنجات العضلية، كما تسهم في منع حدوث نوبات الصرع عن طريق تثبيط نشاط مناطق معينة من الدماغ المسؤولة عن نقل المعلومات بين الذاكرة القصيرة والطويلة الأمد، مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة المؤقت. من أمثلة هذه الأدوية الألبرازولام والكلونازيبام والديازيبام.
- مضادات الاختلاج: تعمل هذه الأدوية على تقليل الإشارات العصبية في الجهاز العصبي المركزي، وقد تؤدي إلى فقدان الذاكرة. من أبرز هذه الأدوية الكاربامازيبين والغابابنتين واللاموتريجين.
- الأدوية الأفيونية: تُستخدم لتخفيف الألم عن طريق تقليل إشارات الألم في الجهاز العصبي، مما قد يؤثر على إدراك الذاكرة، سواء كانت قصيرة أو طويلة الأمد، خصوصًا مع الاستعمال المزمن. من هذه الأدوية الفنتانيل والهيدروكودون والمورفين.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: تؤثر هذه الأدوية على بعض النواقل الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين والنورإبينفرين، مما يسبب اضطرابات في الذاكرة. من أمثلة هذه الأدوية الأميتريبتيلين والكلوميبرامين والديسيبرامين.
- أدوية باركنسون: تعمل هذه الأدوية على تنشيط الاستجابة للدوبامين، وقد تشمل آثارها الجانبية فقدان الذاكرة والارتباك. من هذه الأدوية الأبومورفين.
- الأدوية الخافضة للكوليسترول: تخفض هذه الأدوية مستويات الكوليسترول، ولكن قد يؤدي انخفاض المستويات في الدماغ إلى ضعف الذاكرة. من هذه الأدوية الأتورفاستاتين والسيمفاستاتين.
- أدوية ارتفاع ضغط الدم: مثل حاصرات البيتا التي قد تُسبب مشاكل في الذاكرة عن طريق تثبيط النواقل الكيميائية في الدماغ. أمثلة تشمل الأتينولول والكارفيديلول.
- أدوية مساعدة على النوم: تشمل الفئات غير البنزوديازيبية مثل الزوبيكلون والزاليبلون.
- مضادات الهيستامين: وخاصة الجيل الأول منها، مثل البرومفينيرامين والديفينهيدرامين.
- أدوية سلس البول: المعروفة بمضادات الكولين، مثل الأوكسيبوتينين والسوليفيناسين.
الاكتئاب
تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين الاكتئاب والمشاكل المتعلقة بالذاكرة، مثل النسيان أو الارتباك. الاكتئاب قد يسبب صعوبة في التركيز وإتمام المهام واتخاذ القرارات. تجدر الإشارة إلى أن الاكتئاب يؤثر بشكل رئيسي على الذاكرة المؤقتة، بينما لا يؤثر على الذاكرة طويلة الأمد أو الذاكرة الإجرائية. تشير دراسة نشرت في مجلة الطب النفسي عام 2018 إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يواجهون تحديات أكبر في الذاكرة. كما أظهرت دراسة تحليلية في 2014 وجود علاقة واضحة بين مشاكل الانتباه والذاكرة والاكتئاب، مما يؤثر بدوره على مهارات التركيز وسلوكيات المراقبة الذاتية.
اضطرابات الغدة الدرقية
فرط نشاط الغدة الدرقية وكما يُعرف بزيادة إنتاج الهرمونات غالبًا ما ينجم نتيجة مرض جريفز، بينما يحدث قصور الغدة الدرقية نتيجة التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو. كلا الحالتين قد تؤديان إلى أعراض شبيهة بالخرف. يتم تشخيص هذه الاضطرابات من خلال اختبار دم لقياس مستويات الهرمونات، وغالبًا ما تُعالج خضوصًا فرط النشاط من خلال استئصال الغدة أو علاج خلاياها باليود المشع. أما في حالة قصور الغدة، يُوصي الأطباء باستبدالات هرمونية، رغم أن هذا العلاج لا يضمن دائمًا معالجة فقدان الذاكرة.
أسباب أخرى
هناك أسباب إضافية قد ترتبط بفقدان الذاكرة المؤقت، ومنها:
- القلق والتوتر: يؤديان إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، مما يؤثر على قدرة الحُصين في الدماغ على تكوين واسترجاع الذكريات.
- قلة النوم: يرتبط النسيان بشكل كبير بالحرمان من النوم المستمر، لذلك توصي إرشادات النوم بأن يحصل البالغون على 6 ساعات على الأقل من النوم.
- إصابة الرأس: يمكن أن تؤدي إصابة الرأس الناجمة عن السقوط أو الحوادث إلى فقدان مؤقت للذاكرة، حتى دون فقدان الوعي.
- نقص فيتامين ب 12: نقصه، والذي يُشاهد بكثرة عند كبار السن، قد يؤدي أيضًا لفقدان الذاكرة المؤقت، إذ يعد من العناصر الحيوية لصحة الخلايا العصبية.
- أمراض الدماغ: مثل الأورام أو العدوى التي قد تسبب مشكلات في الذاكرة.
- إدمان الكحول: يمكن أن يؤثر الإدمان على الكحول سلبًا على القدرات العقلية وقد يؤدي إلى فقدان الذاكرة.
دواعي مراجعة الطبيب
يُنصح بمراجعة الطبيب عند مواجهة مشاكل في الذاكرة. يساعد الطبيب في إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد درجة الضعف في الذاكرة وتحديد السبب وراء ذلك. غالبًا ما يقوم الطبيب بطرح أسئلة على المريض لتقييم ذاكرته ومهارات التفكير، ويُفضل أن يكون أحد الأقارب حاضرًا لتقديم دعم بالإجابات. كما يجري الطبيب فحصًا جسديًا وقد يطلب اختبارات دم أو تصوير دماغ لمساعدته على تحديد الأسباب القابلة للعلاج. في بعض الحالات، قد يُحال المريض إلى متخصصين مثل أطباء الأعصاب أو الطب النفسي أو اختصاصيي أمراض الشيخوخة.