نمو الشعر الزائد
يُعتبر نمو الشعر الزائد (بالإنجليزية: Hirsutism) حالة طبية غير مرغوب فيها، تتميز بظهور نمو غير طبيعي للشعر الداكن والخشن لدى النساء بصورة تشبه النمط الذكري، حيث يظهر في مناطق الجسم التي ينمو فيها الشعر غالبًا عند الذكور مثل الوجه، والصدر، والبطن، والظهر. من المهم ملاحظة أنَّ ما يُعتبر شعرًا زائدًا قد يختلف بناءً على العرق والثقافة.
لماذا يظهر الشعر الزائد بكثافة؟
ترتبط كثافة نمو الشعر الزائد بعدة أسباب، وقد تظهر هذه المشكلة في بعض الحالات بدون أسباب واضحة، حيث تشهد بعض الأعراق مثل النساء في الشرق الأوسط وجنوب آسيا نسبة أكبر من الإصابة بهذا النوع من النمو. ومن الأسباب المعروفة لزيادة نمو الشعر بشكل كثيف:
- العوامل الوراثية: يُعتبر شعر الزائد من المشاكل التي يمكن أن تنتقل عبر الجينات، وتزداد احتمالية حدوثها في حال كانت الأم أو الأخت متأثرة بها، نظرًا لارتباطها بمشاكل طبية تؤثر على الهرمونات الجنسية.
- اختلال الهرمونات: عند البلوغ، يبدأ جسم المرأة في إفراز الهرمونات الأنثوية بالإضافة إلى الهرمونات الذكرية بمستويات منخفضة. قد يؤدي اختلال توازن هذه الهرمونات، وزيادة الأندروجينات (بالإنجليزية: Androgens)، إلى نمو الشعر بشكل زائد، بالإضافة إلى مشاكل أخرى مثل حب الشباب وصغر حجم الثديين. ومن أسباب اختلال توازن الهرمونات:
- متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome): تُعتبر من الأسباب الأكثر شيوعًا لنمو الشعر الزائد، حيث تؤدي إلى اختلال هرموني وتكوين كيسات صغيرة على المبايض، مما يسبب نمو الشعر الزائد واضطرابات الدورة الشهرية والسمنة، وفي بعض الحالات العقم.
- متلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing’s syndrome): تعود إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول بشكل مزمن، سواء بسبب إفرازه الزائد من الغدة الكظرية أو نتيجة الاستخدام المطول لدواء البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone).
- تضخم الغدة الكظرية الخلقي (بالإنجليزية: Congenital adrenal hyperplasia): هو مرض وراثي تتسبب فيه زيادة إنتاج الغدة الكظرية من هرمونات الستيرويد، مثل الأندروجينات.
- الأورام: تُعتبر الأورام مثل الأورام الخبيثة في المبايض أو الغدة الكظرية من الحالات النادرة التي قد تؤدي إلى زيادة نمو الشعر.
- استخدام بعض الأدوية: تتضمن بعض الأدوية التي قد تساهم في زيادة نمو الشعر:
- الأدوية الهرمونية.
- الأدوية المحفزة لنمو الشعر، مثل المينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil).
- دواء دانازول (بالإنجليزية: Danazol) المستخدم لعلاج الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis).
- الكورتيكوستيرويد النظامي (بالإنجليزية: Systemic corticosteroids).
- فلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine) المستخدم في معالجة الاكتئاب.
- السمنة: ترتبط السمنة بزيادة إفراز الأندروجينات.
- ارتفاع مستويات الأنسولين: يمكن أن يؤدي ارتفاع الأنسولين لتحفيز المبايض على إنتاج الأندروجينات، وغالبًا ما يحدث ذلك في حالات مقاومة خلايا الجسم للأنسولين، مثل مرض السكري من النوع الثاني.
طرق معالجة الشعر الزائد بكثافة
تُعتبر خسارة الوزن من أهم الخطوات في معالجة نمو الشعر الزائد، حيث تساعد التقليل من إنتاج الأندروجينات. يُقسم علاج هذه الحالة إلى نوعين: العلاج التجميلي، والذي يشمل أساليب إزالة الشعر المختلفة، والعلاج الدوائي الذي يتناول الأسباب الكامنة وراء الحالة.
العلاج التجميلي
غالبًا ما يسبب الشعر الزائد شعورًا بالإحراج مما يدفع البعض لاستخدام خيارات مختلفة لإزالته، ومنها:
- التشقير (بالإنجليزية: Bleaching)، لجعل الشعر أقل وضوحًا.
- كريمات إزالة الشعر: تعتمد على مادة الثيوغلايكولات (بالإنجليزية: Thioglycolate) التي تُطبق لفترة قصيرة ثم تُزال.
- الحلاقة: لا يوجد دليل على علاقة الحلاقة بزيادة كثافة الشعر.
- الشمع: هذه العملية تتكرر عادةً كل 4-6 أسابيع.
- ماكينات إزالة الشعر: تعمل على قص وسحب الشعر الزائد.
- الليزر: يُستخدم لعلاج بصيلات الشعر بواسطة أشعة الليزر، مما يمنع نمو الشعر. وهذه الطريقة تعد من أفضل الخيارات، ولكنها تتطلب وقتًا طويلاً وجلسات تتراوح من عدة أشهر إلى سنوات، كما أنها قد تكون مكلفة.
- إزالة الشعر باستخدام الكهرباء (بالإنجليزية: Electrolysis): طريقة أقل شيوعًا من الليزر، حيث تتعرض بصيلات الشعر للحرارة الناتجة عن مصدر كهربائي.
العلاج الدوائي
تشمل الأدوية التي قد يصفها الطبيب ما يلي:
- حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth control pills)، والتي تُعتبر شائعة في معالجة النمو الزائد للشعر، إذ تعمل على تقليل إنتاج الأندروجينات من المبايض، وتظهر النتائج عادةً خلال 6-12 شهرًا.
- مضادات الأندروجينات (بالإنجليزية: Anti-androgens) مثل السبايرونولاكتون (بالإنجليزية: Spironolactone)، والفيناسترايد (بالإنجليزية: Finasteride)، والفلوتاميد (بالإنجليزية: Flutamide) والتي يمكن استخدامها منفردة أو مع حبوب منع الحمل.
- الستيرويد منخفض الجرعة: يُستخدم في الحالات المرتبطة بفرط نشاط الغدة الكظرية.
- كريم إفلورنثين هيدروكلورايد (بالإنجليزية: Eflornithine hydrochloride): يُستخدم لتقليل معدل نمو الشعر، مع ظهور النتائج بعد 6-8 أسابيع من بدء الاستخدام.
- الأدوية الخافضة للأنسولين: مثل الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin) بالنسبة للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، خصوصًا لمن يعانين من زيادة الوزن.